ما هو فيتامين E
الفيتامين E
فيتامين E أو فيتامين هـ هو نوع من الفيتامينات الذائبة في الدهن، تم اكتشافه كعنصر ضروريّ للتكاثر في جرذان التجارب، وأطلق عليه اسم التوكوفيرول، وهو مضاد أكسدة رئيسيّ في الجسم، وأحد أهم ميكانيكيّاته الأساسيّة في محاربة الجذور الحرّة (1)، وحماية الجسم من التأثيرات الضّارّة لمركبات الأكسجين النشطة التي تتكون من عمليات الأيض، أو التي يتعرّض لها الجسم من البيئة (2)، وهو بذلك يحمي الأجزاء الحسّاسة من الخلايا وأغشيتها من التلف. ويعمل الفيتامين E بشكل رئيسيّ في حماية الأحماض الدهنيّة المتعدّدة اللا-إشباع من الأكسدة، ولكنه يعمل أيضاً على وقاية غيرها من الليبيدات (الدهون)، مثل الفيتامين أ (1).
فوائد فيتامين E في الجسم
كما ذكرنا أعلاه، فإن الوظيفة الرئيسيّة للفيتامين E تكمن في عمله كمضاد للأكسدة يحمي الجسم من الجذور الحرة ومركبات الأكسجين النشطة، حيث إنّه يعتبر أهم مضاد أكسدة ذائب في الدهن موجود في خلايا الجسم، وهو موجود في الجزء الدهني من أغشية الخلايا، حيث إنّه يقوم بحمايتها من الأكسدة والتلف الناتج عنه، وهو يقوم بذلك عن طريق تحويل الجذور الحرّة إلى نواتج غير مؤذية بمنحها ذرة هيدروجين. ويعتبر الفيتامين E جزءاً من نظام كامل للدفاع عن الخلايا من تأثيرات الأكسدة يشمل العديد من الإنزيمات وبعض العناصر الغذائيّة الأساسيّة الأخرى، والتي يمكن أن تؤثر مستوياتها على عمل هذا الفيتامين (2).
تنبع من وظيفة الفيتامين E كمضاد للأكسدة أهميّته مع غيره من العناصر الغذائيّة في حماية الجسم من الأمراض والحالات الصحيّة المتعلّقة بالأكسدة، والتي تشمل الشيخوخة، والتهاب المفاصل، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، والساد (المياه البيضاء) (Cataract)، والسكري، وبعض أنواع الالتهابات والعدوى، وبعض حالات مرض الزهايمر (2).
تدعم العديد من الدراسات العلميّة هذه الأدوار للفيتامين E، حيث وجدت الدراسات أنّه يخفّض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعيّة الدمويّة عن طريق حمايته لجزيئات الكوليسترول الضار LDL من الأكسدة، والذي يعتبر عاملاً أساسيّاً في هذه الأمراض(1).
على الرغم من هذه الأدوار للفيتامين E، فقد توجهت الأبحاث العلميّة لدراسة تأثير تناوله من المكمّلات الغذائيّة في خفض العديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والشرايين، والشيخوخة، وغيرها، ولكن في الغالب لم تجد نتائج هذه الدراسات أن تناول الجرعات الإضافيّة من هذا الفيتامين يقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض (3)، ولكن وجد للفيتامين E استجابة في حالتين، الأولى هي الداء الكيسي الليفي في الثدي (Fibrocystic breast disease)، والثانية هي العرج المتقطع (Intermittent claudication) (1).
الاحتياجات اليوميّة من الفيتامين E
الفئة العمرية | الاحتياجات اليوميّة (ملغم ألفا-توكوفيرول/ اليوم) | الحدّ الأعلى (ملغم/اليوم) |
---|---|---|
الأطفال الرضع 0-6 أشهر | 4 | غير محدّد |
الأطفال الرضع 6-12 شهر | 5 | غير محدّد |
الأطفال 1-3 سنوات | 6 | 200 |
الأطفال 4-8 سنوات | 7 | 300 |
الأطفال 9-13 سنة | 11 | 600 |
14-18 سنة | 15 | 800 |
19 سنة فأكثر | 15 | 1000 |
الحامل أقلّ من 18 سنة | 15 | 800 |
الحامل 19-50 سنة | 15 | 1000 |
المرضع أقلّ من 18 سنة | 19 | 800 |
المرضع 19-50 سنة | 19 | 1000 |
(2)
مصادر الفيتامين E الغذائيّة
يعتبر الفيتامين E واسع الانتشار في الأغذية، ويحصل الإنسان على غالبيّة ما يتناوله من هذا الفيتامين في الحمية من الزيّوت النباتيّة والمنتجات المحتوية عليها أو المصنوعة منها، مثل: المارجرين وصوصات السلطات، ويعتبر زيت جنين القمح مميّزاً بمحتواه من الفيتامين E، ويفضل تناول الأغذية الطازجة أو الأغذية التي لم تتعرّض إلّا لعمليّات تصنيع وطهي بسيطة للحصول عليه؛ وذلك لأنّه سريع التلف بالأكسدة والحرارة (1).
نقص الفيتامين E
من النادر إصابة الإنسان بنقص الفيتامين E بسبب قلّة تناول مصادره الغذائيّة، ولكن يرتبط نقصه عادة بالأمراض التي تعيق امتصاص الدهون، مثل مرض التليف الكيسي (Cystic fibrosis). ويسبب نقص هذا الفيتامين انحلالاً في خلايا الدم الحمراء، والذي يسبب فقر الدم الانحلاليّ، ويمكن أن يظهر هذا النوع من فقر الدم في الأطفال الذين يولدون مبكراً، وقبل أن يتم نقل الفيتامين E من جسم الأم إلى جسم الطفل والذي يحصل في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ويتمّ علاج هذا النوع من فقر الدم بتعويض النقص في هذا الفيتامين (1).
ويسبب نقص الفيتامين E المزمن اختلالاً في الوظائف العضليّة العصبيّة، تشمل أعراضه ضعف العضلات، وفقدان المنعكسات الوتريّة العميقة (Deep tendon reflexes) (2)، وفقدان التوازن العضلي، وضعف البصر والقدرة على الكلام، ويمكن علاج هذه الأعراض عن طريق الفيتامين E (1).
التسمّم بالفيتامين E
يعتبر الفيتامين E من أقل الفيتامينات سميّة (2)، ويعتبر التسمم به نادراً حتى مع زيادة انتشار استعمال مكملاته الغذائية في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب ارتفاع الحد الأعلى المسموح بتناوله يوميّاً لحوالي 65 ضعف احتياجاته اليوميّة في البالغين، وفي حال تم تناول كميات كبيرة جداً منه فقد يتعارض مع عمل الفيتامين ك في تخثّر الدم، كما أنه قد يرفع من تأثير الأدوية المضادة لتخثر الدم، مسبباً زيادة في ميوعته ورافعاً من خطر النّزيف، وتبقى أعراض سميته أقل بكثير من تلك التي تحصل بسبب التسمم بالفيتامين أ أوالفيتامين د (1).