ما هو عمل الانبياء
عمل الأنبياء
كان أشرف الخلق محمّد صلّى الله عليه وسلّم من الأنبياء جَميعاً الذين يُمارسونَ العديد من الأعمال والمهن قبل بعثتهم؛ ليكونوا مثالاً يُحتذى به أمام الجميع؛ حيث رعى الرّسول محمدٌ صلى الله عليه وسلم الأغنام، وهو العمل الذّي علمه الصّبر والرّحمة، وتعلمَ منه طرقَ القيادةِ النّاجحة، ولم يخجل أحد الأنبياء من عمله، فقد كان النّبي نوحٌ عليه السّلام أيضاً يعمل برعي الأغنام والنّجارة، فقد صنع النّبي نوح عليه السّلام سفينةً كبيرةً جداً بعد أمرٍ من الله تعالى، فقال الله تعالى:(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الذّينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُون).
قصة نوح عليه السّلام
ذكرت قصة نوحٍ في العديد من الآيات القرآنية وخاصّةً في سورة هودٍ وسورة الأعراف، وكذلك سورة الفرقانِ والصّافات والعديد من السّور الأخرى، كما جاءت سورةٌ كاملةٌ باسم سيّدنا نوح عليه السّلام؛ والتّي تتحدّث عن ضلال قوم نوح وردّهم عليه.
حياة نوح وبعثته
بعث الله تعالى نوحاً إلى قومه الذّين كانوا يَعبدون الأصنام، ويُسمّونها بأسماء عدّة؛ فبدأ نوحٌ بدَعوتهم لعبادةِ الله تعالى بجميع السّبل والطّرق مع ترهيبهم وترغيبهم إلى ذلك، لكنّهم لم يَتركوا عبادةَ الأصنام والأوثان، ورَفضوا عبادةَ اللهِ تعالى وحدهُ دون شريك. رغم ذلك لم ييأس من دعوتهم، وبقي يدعوهم لمدةِ ألف سنة، وعند رفضهم التّام لعبادة الله تعالى؛ أمر الله تَعالى بإغراقهم وجعلهم عبرةً لغيرهم، فقال الله تعالى: (إنّهم كانوا قومَ سوء فأغرقناهم أجمعين).
بناء نوح للسفينة
بدأ نوح ببناء السّفينة على اليابسة، فكان قومه يسخرون منه لبنائِه السّفينة دون وجود الماء، وبعدَ الانتهاء من بنائِها حمل نوح عليه السّلام العددَ القليل من المؤمنين الذّين آمنوا بالله تعالى، وركب معه أيضاً في السّفينة اثنين من كل نوعٍ من الحيوانات من ذكر وأنثى لتستمرّ الحياةُ على الأرض، لكن ابن نوحٍ لم يركب السّفينةَ، ورفضَ عبادةَ الله تعالى فتركه نوح بعد أمرٍ من الله تعالى، وأغرق الله تعالى القومَ جميعاً، وبعد انقضاء الأمر؛ أمر الله تعالى بتوقّف الماء، واستقرار السّفينة على إحدى قمم الجبال العاليةِ، وبذلك اعتبر نوح عليه السّلام أبو البشر الثّاني بعد آدم عليه السّلام.
كانت العِبرة من هذه القصة أنّ على المسلم تحمّل تكاليف الله تعالى، والصّبر على الشّدائد، والتحلّي بالشّجاعة والتّفكير بحكمةٍ وعقلٍ، وعدم تَرك العمل من أجلِ ثقافةِ العيب واليقين دوماً بوجود الأمل، والسعي دَوماً للحصول على الاهداف، فلم تنزل السفينة على نوح جاهزةً ومن معه، فاجتهد في بنائها رغم تعرّضه للسخرية وأذى شديد.