ما هو سرطان العظام
سرطان العظام
يُطلَق مصطلح سرطان العظام على السرطان الذي يكون منشأه العظم نفسه، ولا يشمل هذا المصطلح السرطانات التي بدأت من منشأ آخر وانتقلت للعظم؛ إذ يُسمّى كل سرطان باسم منشئهِ، ويُعتبر سرطان العظام أحد أنواع السرطانات غير المنتشرة بشكلٍ كبيرٍ، وأكثرُ العظام إصابةً به هي العظام الطويلة كتلك المكوّنة للأذرع والأقدام، وهناك عدّة أنواعٍ مختلفة من سرطان العظام؛ بحيث يحدث بعضها بشكلٍ أكبر في الأطفال والبعض الآخر فيحدث عند الكبار بشكلٍ أكبر.[١]
أعراض سرطان العظام
يُعتبر وجود الألم أكثر أعراض سرطان العظام انتشاراً، لكن بالرغم من ذلك فلا تُسبّب كل سرطانات العظام آلاماً، كما قد يتسبّب سرطان العظام بإحداث انتفاخٍ وألمٍ مستمرّين في العظام أو في مناطق قريبةٍ منها، وقد تكون هذه الأعراض نتيجةً لحالةٍ مرضيّةٍ أُخرى، لذا؛ فإنه من الضروريّ مراجعة الطبيب لمعرفة سبب الأعراض والتشخيص النهائيّ.[٢]
أنواع سرطان العظام
يتكوّن النسيج العظميّ من أنوعٍ مختلفةٍ من الأنسجة، وهي النسيج العظمانيّ (بالإنجليزية: Osteoid Tissue)، والنسيج الغضروفيّ (بالإنجليزية: Cartilaginous Tissue) وهو نسيجٌ قويٌّ لكنّه مرن، والنسيج الليفيّ (بالإنجليزية: Fibrous Tissue)، وأجزاء مننخاع العظم (بالإنجليزية: Bone Marrow)، وقد يحدث سرطان العظام في أيّ نوعٍ من الأنسجة العظميّة؛ لكن من أكثر أنواع سرطان العظام انتشاراً:[٢]
- الورم الغرني العظمي (بالإنجليزية: Osteosarcoma)، ويحدث عادةً في منطقة الركبة أو الذراع العلويّ. ويكون منشؤه خلايا النسيج العظميّ القاسي.
- الورم الغضروفيّ (بالإنجليزية: Chondrosarcoma)، ويحدث عادةً في منطقة الحوض، أو أعلى الساق، أو الكتف، ويكون منشؤه خلايا النسيج الغضروفيّ، لكنّه قد يحتوي في بعض الأحيان على خلايا عظام سرطانيّة، وفي هذه الحالة يُصنّفُ على أنّه ورمٌ غرنيٌّ عظميّ.
- أورام يوينغ السرطانيّة العائليّة (بالإنجليزية: The Ewing Sarcoma Family of Tumors)؛ إذ يحدث عادةً في منطقة العامود الفقريّ، والحوض، والأذرع، والسيقان، وينشأ هذا النوع في أغلب الأوقات في النسيج العظميّ؛ لكنّه قد يحدث أيضاً في بعض الأنسجة الرخوة (بالإنجليزية: Soft Tissue) مثل النسيج العضليّ، أو الدهنيّ، أو الأوعية الدمويّة، وغيرها من أنواع الأنسجة الداعمة، ويعتقد الأطباء بأنّ منشأ هذا النوع هو بعض الأجزاء الأوليّة للأنسجة العصبيّة الموجودة في النسيج العظميّ أو الأنسجة الرخوة.
تشخيص سرطان العظام
قد يدلّ الفحص السريريّ والتصوير وفحوصات الدم على احتماليّة وجود سرطان العظام، لكن في أغلب الأحيان يحتاج الأطباء إلى أخذ خزعةٍ من النسيج العظميّ لفحص خلاياه تحت المجهر لتأكيد التشخيص النهائيّ، وقد تتشابه الأعراض ونتائج الصور الشعاعيّة بين سرطان العظام وبعض الحالات المرضيّة الأُخرى مثل التهاب العظام، لذا؛ فإنّه من الضروريّ استخدام جميع وسائل التشخيص والمعلومات المُتاحة ودمجها معاً من أجل الحصول على تشخيصٍ نهائيّ للحالة.[٣]
الفحوصات التصويريّة
تُستخدم فحوصاتٍ تصويريّة متنوعة لتشخيص الإصابة بسرطان العظام، ومنها:[٣]
- الأشعة السينيّة (بالإنجليزية: X-rays)؛ حيث تظهر فيها المنطقة المُصابة بسرطان العظام بشكلٍ غير منتظمٍ وغير مترابط، كما ويمكن أن تظهر وكأنّها ثقبٌ في العظم، ومن الممكن أن تكشف هذه الطريقة معظم أنواع سرطان العظام، كما وقد يستطيع الطبيب الأخصائيّ محاولة تحديد إن كان الورم حميداً أم خبيثاً عن طريق شكله وطريقة ظهوره في الصورة الشعاعيّة، لكن لا يُمكن تأكيد ذلك إلا عن طريق أخذ خزعة، وقد تُفيدُ في تحديد وجود ورمٍ حول المنطقة المصابة والذي يمكن أن ينتشر إلى الأنسجة المحيطة مثل العضلات وغيرها.
- التصوير المقطعيّ المُحوسب (بالإنجليزية: Computed Tomography Scans)، يمكن استخدامها لتحديد مرحلة المرض وانتشاره في الأنسجة الأُخرى في الجسم، مثل: الرئة والكبد وغيرها، كما يمكن استخدامها خلال أخذ الخزعة لتوجيه سير الإبرة إلى أماكن الانتشار.
- التصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، تُعتبر هذه الطريقة الأفضل لتأكيد وجود سرطان العظام، كما أنّها تساعد في فحص الدماغوالحبل الشوكيّ أيضاً؛ لكنّها تُعتبر مزعجةً في بعض الأحيان بسبب احتياجها لوقتٍ طويلٍ نسبيّاً بما يُقاربُ الساعة، وبسبب وضع المريض في مكانٍ يشبه الأنبوب من أجل الفحص؛ الأمر الذي قد يثير استياء بعض المرضى الذين لديهم خوفٌ من الأماكن المغلقة، بالإضافة إلى إحداث الجهاز لأصواتٍ قد تكون مزعجةً للبعض.
- تصوير العظام باستخدام النويدات المُشعّة (بالإنجليزية: Radionuclide Bone Scans)؛ حيث يتمّ حقن المريض بمادّةٍ مشعّة تُسمى تكنيتيوم ثنائي الفوسفونات (بالإنجليزية: Technetium Diphosphonate)، لكنّ الإشعاع المُستخدم قليل الكميّة ولا يُحدث أضراراً على المدى البعيد، وتستهدف هذه المادة المُشعة خلايا العظم المُصابة وتظهر على هيئة مناطق كثيفةٍ وذات لونٍ رماديّ أو أسود، وتُسمى النقاط الساخنة (بالإنجليزية: Hot Spots)، وتشير هذه النقاط إلى أماكن انتشار المرض، ويُمكن لهذه الطريقة ملاحظة انتشار السرطان في مراحل مبكّرةٍ أكثر من اكتشافها باستخدام تصوير الأشعة السينيّة، كما يمكنها تحديد مقدار الضرر الذي تسبب به السرطان للعظام، ولكن بعض الحالات المرضيّة الأُخرى قد تظهر بشكلٍ مشابهٍ مثل التهاب المفاصل أو التهاب العظم وغيرها.
- التصوير المقطعيّ بالانعاث البوزيتروني (بالإنجليزية:Positron Emission Tomography Scans)، يتمّ في هذه الطريقة استخدام سكّر الجلوكوز الذي يحتوي على ذرّة مشعّة؛ حيث إنّ الخلايا السرطانية تستهلك الجلوكوز بشكلٍ كبيرٍ بسبب سرعة عمليّات الأيض فيها، وباستخدام كاميرا مختصّة يمكن ملاحظة الإشعاع وتتبّعه، ويمكن أن تُستخدم هذه الطريقة لتحديد إن كان الورم حميداً أم لا.
الفحص عن طريق الخزعة
تُعرّف الخزعة على أنّها عيّنةُ نسيجٍ يتمّ أخذها من الورم لفحصها تحت المجهر، وهي الطريقة الوحيدة للجزمِ في التفريق بين السرطان والأمراض المُغايرة، كما ويُمكن عن طريق فحص الخزعة معرفة ما إن كان منشأ السرطان هو العظم أم مكان آخر، ويتمّ اختيار الطريقة الأنسب لأخذ الخزعة بحسب ما يراه الجراح مناسباً؛ وذلك اعتماداً على نتيجة صور الأشعة، وعمر المريض، ومكان الورم، وهل يبدو الورم حميداً أم خبيثاً، ومن طرق الفحص باستخدام الخزعة الآتي:[٣]
- الخزعة بالإبرة (بالإنجليزية: Needle Biopsy)؛ إذ يوجد نوعان منها وفي كلّ منهما يتمّ استخدام مخدّرٍ موضعيّ لتخدير المنطقة التي سيتم أخذ الخزعة منها، أما بالنسبة للنوع الأول فهو أخذ الخزعة بواسطة الإبرة الرفيعة (بالإنجليزية: Fine Needle Biopsies)؛ إذ يتمّ استخدام إبرة رفيعة جداً موصولة بحقنة ليتمّ عن طريقها سحب كميّة قليلة من السائل وبعض الخلايا من الورم، والنوع الثاني هو الخزعة بواسطة إبرة كبيرة نسبيّاً (بالإنجليزية: Core Needle Biopsies)، وفيه يتمّ استخدام إبرة أكبر حجماً لإزالة اسطوانةٍ صغيرةٍ من النسيج المطلوب، ويُفضّل الكثير من الخبراء استخدام هذه الطريقة لتشخيص سرطان العظام الأوّلي.
- خزعة العظم الجراحيّة (بالإنجليزية: Surgical Bone Biopsy)، ويتمّ إجراؤها عادةً تحت تأثير التخدير العام للمريض، أو عن طريق إحباط وتثبيط العصب بهدف تخدير منطقةٍ كبيرةٍ، حيث يتمّ فيها شقّ الجلد لأخذ جزءٍ من الورم والوصول إليه، وفي الحالات التي يتمّ فيها إزالة الورم كاملاً وليس جزءاً صغيراً منه تُسمّى الخزعة الاستئصاليّة (بالإنجليزية: Excisional Biopsy).
علاج سرطان العظام
يعتمد اختيار طريقة العلاج على عدّة عوامل أهمّها النوع، والدرجة، والآثار الجانبيّة المُحتملة للعلاج، والوضع الصحيّ للمريض، والخيار الذي يفضّله المريض؛ فمثلاً يتمّ دمج أكثر من خيارٍ للعلاج في حالات السرطان ذات المراحل المتقدّمة. ومن أهمّ خيارات العلاج:[٤]
- الاستئصال الجراحيّ، وهو إزالة الورم وجزء من الأنسجة المُحيطة غير المُصابة، وفي الحالات التي يكون الجزء المُصاب فيها الذراع أو الساق؛ فيتمّ الحفاظ على الجزء المُصاب قدر الإمكان، لكن في بعض الحالات يكون العلاج الأمثل هو بتر الجزء المُصاب وذلك اعتماداً على حجم الورم وموقعه، وقد يضطرّ الأطفال المُصابين بسرطان العظام إلى اللجوء للبتر بشكلٍ أكبر من البالغين؛ وذلك بسبب سرعة نموّ العظام لديهم.
- العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy)؛ وذلك عن طريق إعطاء أدويةٍ تُدمّر الخلايا السرطانيّة وتوقف قدرتها على النموّ والانقسام، ويعتمد النوع المُستخدم من الأدوية على نوع السرطان، ومن أشهر الأدوية المُستخدمة للسرطان الغرني العظميّ دواء دوكسوروبيسين (بالإنجليزية: Doxorubicin)، وإيفوسفامايد (بالإنجليزية: Ifosfamide)، وميثوتريكسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، وغيرها، ومن الأدوية المُستخدمة لعلاج سرطان إيوينغ دواء فينكريستين (بالإنجليزية: Vincristine)، وسايكلوفوسفامايد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide)، وإيتوبوسايد (بالإنجليزية: Etoposide)، وغيرها.
- العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation Therapy)، حيث يتمّ فيه استخدام الأشعّة السينيّة ذات الطاقة العالية أو جسيماتٍ أُخرى لتدمير الخلايا السرطانيّة، ويتمّ استخدام هذه الطريقة عادةً في حالات سرطان العظم التي لا يمكن إزالتها جراحيّاً، كما ويُمكن استخدامها قبل إزالة الورم جراحيّاً بهدف تقليل حجمه، أو بعد الإزالة الجراحيّة بهدف إزالة ما تبقّى من خلايا سرطانيّة.