ما هو سبب العصبية الزائدة
العصبية الزائدة عن الحد الطبيعي شئ مزعج جداً، إذ إن الشخص العصبي يجعل الإنسان غير قابل على التعامل معه، حيث أن من يعامل هؤلاء الناس يحتار في أمرهم، ويحتار ما هي الطريقة التي ترضيهم، وما هي الطريقة والأسلوب الواجب اتباعهما لتجنب الصدام مع هؤلاء الناس، لهذا فالعصبيون يتجنبهم الكثير من الناس، علماً انهم قد يكونوا أخلاقيين، مع الحق أبينما ذهب، وعلماً أيضاً بانهم قد يكونوا من أصحاب المشاعر الإنسانية الرفيعة، والتي لا عصبيتهم هذه لأهلتهم لأن يتبوأوا افضل المراتب في قلوب الناس، من هنا وجب على الإنسان ان يحسن التعامل مع هؤلاء الناس لانهم كالقنابل الموقوته.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فعلاج العصبية يعود إلى الشخص نفسه، فهناك من الأشخاص من يحبون أن يلعبوا أدوار العصبيين وهذا يظهر من سلوكياتهم، فهؤلاء الناس يتوجب عليهم فقط أن يجلسوا مع أنفسهم ربع ساعة فقط، ليكتشفوا حجم الحماقة التي يرتكبوناه بتقمصهم لهذا الدور، الذي يجلب لهم المتاعب والمشاكل من حيث لا يدرون وبدون أي سبب. أما من يعانون من عصبية حقيقية، فيتوجب عليهم أن يبتعدوا عما يثير حنقهم وغضبهم، فالابتعاد عما يثير الإنسان ويسبب غضبه من شأنه أن يخفف من حالات العصبية و التي قد تجتاح النفس الإنسانية، إضافة إلى ذلك فإن الإنسان يجب عليه أن يعد إلى المئة وليس العشرة قبل ان يتخذ أي قرار، وأن يحاول قدر الإمكان ضبط مشاعره والتحكم في غضبه وبأي وسيلة كانت، وأن يتذكر دائماً أن هذه العصبية تظهره في مظهر هو أرقى منه، وان هذه العصبية قد تجلب له الويلات الكثيرة، عن طريق إقدامه وفي لحظة من لحظات الطيش على فعل أي حركة قد تؤدي إلى ما لا تحمد عاقبته من الأمور والأفعال. ومن هنا ينبغي أخذ الحيطة والحذر قبل أن يدخل الإنسان في نوبة العصبية هذه.
إضافة إلى ذلك يتوجب على أهل العصبي وأصدقائه أن يساعدوه قدر الإمكان في علاج عصبيته، عن طريق ابعاده قدر الإمكان عما يثيره ويغضبه، وأن يسايروه قدر الإمكان إذ انه حالة خاصة ينبغي التعامل بحذر معها، ليس خوفاً منها وإنما خوفاً عليها من التورط في ما ليست هي أهلاً له. والعصبية لا تعني القوة ولا بأي شكل من الأشكال، بل قد تفسر على نحو سلبي عن طريق انها تظهر فراغاً في المحتوى والمضمون، فالإنسان ذو المحتوى لا يغضب لأتفه الأسباب وإنما يتحلى بالصبر والحلم دائماً وأبداً.