ما هو زلال البول
البول
يتكوّن الجهاز البوليّ في الإنسان من الكليتين، والحالبين، والمثانة، إذ تعمل الكليتان على تخليص الدم من الفضلات على شكل بول، وينتقل البول من الكليتين مروراً بالحالبين إلى المثانة البوليّة، حيث يتم تخزينه بشكل مؤقّت إلى أن يتم تفريغ المثانة أثناء عملية التبوّل، ويُشكل الماء 95% من حجم البول، بينما يتكوّن الباقي من مواد ذائبة في الماء كالمعادن، والأملاح الزائدة عن حاجة الجسم، والفضلات مثل اليوريا، والكرياتينين، وحمض اليوريك.
في الحالة الطبيعيّة يمكن من خلال فحص عيّنة من البول التعرّف على الحالة الصحيّة للإنسان، حيث يتم فحص البول من حيث: اللون، ودرجة الصفاء، والتركيز، والمكوّنات، وغيرها، كما تختلف مكوّنات البول باختلاف الغذاء، والمواد التي يتناولها الإنسان كالأدوية وغيرها، إلا أنَّ وجود الدم أو أيٍّ من مكوّنات الدم (السكر، وخلايا الدم، والكيتونات، وبروتينات) في البول يُعدّ مؤشراً على وجود مشكلة صحيّة.[٢]
زلال البول
زلال البول حالة مرضيّة، تتمثل بوجود بروتين البيومين في البول، وبروتين البيومين هو أحد بروتينات الدم الضروريّة لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة المتضرّرة ومكافحة العدوى، وقد يكون الزلال علامة مبكّرة على الإصابة بأمراض الكلى، إلا أنّه قد يدلّ أيضاً على نقص كميّة السوائل في الجسم.
يتمّ الكشف عن وجود الزلال عن طريق الفحص المخبريّ لعيّنة من البول باستخدام شرائط البول الكاشفة، وهي شرائط تحتوي على مادة كيميائيّة يتغيّر لونها إذا وُجد زلالٌ في البول، ويعتمد الفحص الثاني على إيجاد نسبة البيومين إلى نسبة الكرياتنين (الكرياتنين هو من الفضلات النيتروجينيّة التي يتم طرحها في البول) في عيّنة من البول يتم تجميعها طوال 24 ساعة، ويُعتبر الشخص مصاباً بزلال البول في حال زيادة نسبة الزلال إلى الكرياتينين عن (30) ملغ / غ.فإذا أثبت فحص البول وجود زلال، يلجأ الطبيب للمزيد من الفحوصات للتأكد من سلامة الكلى ومن هذه الفحوصات:
- فحص الموجات فوق الصوتيّة للكلى والمسالك البوليّة.
- التصوير المقطعيّ المحوسب (CT) للكلى والمسالك البوليّة.
- فحص خزعة الكلى، لتحديد مدى تضرر الكلى.
زلال البول عند الحامل
إنّ وجود كمية قليلة البروتين في البول أثناء الحمل أمر لا يثير القلق، لأنه قد يعني بكل بساطة أن الكليتين تعملان بفعالية أكبر مقارنة بما قبل الحمل، قد ينتج زلال البول أثناء الحمل نتيجة الإصابة بالتهابات بسيطة في المسالك البوليّة، ويكون علاج الزلال بتناول المضادّات الحيوية لعلاج الالتهاب، أما ارتفاع نسبة البروتين في البول بعد الشهر الثالث من الحمل فقد يكون مؤشّراً للإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة تضرّ بالأم والجنين، وقد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، واضطراب في وظائف الكلى. في ما يلي أهم الأعراض الواجب ملاحظتها والتي تدل على الإصابة بتسمم الحمل:[٥]
- مشاكل في الإبصار مثل: عدم وضوح الرؤية، ومشاهدة وميض أمام العين.
- تورّم مفاجئ في اليدين والقدمين والوجه.
- الشعور بآلام شديدة في منطقة أسفل الصدر وتحت الأضلاع.
- شعور بالإعياء والتعب.
أنواع زلال البول
يمكن تقسيم زلال البول إلى ثلاثة أنواع وهي:
- زلال البول المؤقّت: وهو أكثر الأنواع شيوعاً، وغالباً ما يختفي دون الحاجة إلى تلقي أي نوع من العلاج، ومن أسبابه: ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمّى)، وممارسة بعض التمارين الرياضيّة.
- زلال البول الانتصابي: سُمّي هذا النوع بالزلال الانتصابي لأن الجسم يطرح بروتين البيومين في البول في وضعيّة الوقوف فقط، ويصيب هذا النوع من الزلال الناس في مرحلة المراهقة، ويختفي مع التقدّم في العمر، كما أنه غير ضارٍّ ولا يحتاج إلى علاج، ولا تزال أسباب حدوثه غير معروفة.
- زلال البول المزمن أو المستمر: ينتج هذا النوع من الزلال نتيجة الإصابة بأمراض الكلى، أو السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بالاضطرابات التي تحفّز الجسم على إنتاج أنواع معيّنة من البروتينات.
أعراض زلال البول
أغلب الناس المصابين بزلال البول لا تظهر عليهم أية أعراض، أو علامات غير طبيعيّة، ولا يمكن اكتشاف وجود الزلال إلا عن طريق فحص البول الروتينيّ، وتبدأ الأعراض بالظهور عندما تزداد نسبة البروتينات المفقودة من الدم، ومن هذه الأعراض:
- ضيق في التنفس.
- التبوّل المتكرر.
- إرهاق وتعب.
- اضطرابات النوم.
- استفراغ وغثيان.
- جفاف الجلد.
- ظهور رغوة في البول نتيجة زيادة نسبة البروتينات فيه.
- تورم في اليدين والقدمين والبطن، أو الوجه.
أسباب زلال البول
من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور زلال البول ما يلي:
- أمراض الكلى: الكلية السليمة تمنع مرور البروتينات من الدم إلى البول، ووجود البروتينات في البول يدلّ على أمراض الكلى، ومن الأسباب التي تؤدي إلى أمراض الكلى:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أثر جانبي لبعض أنواع الأدوية.
- الرضح، أي التعرّض لرضة في الجسم مصحوبة بنزول دم.
- التعرض للسموم.
- الإصابة بعدوى.
- اضطرابات الجهاز المناعي.
- مرض الذئبة.
- تسمم الحمل.
- رفض الجسم للكلية المزروعة.
- سرطان الغدد اللمفاوية.
- الإصابة باضطرابات تزيد من معدل إنتاج البروتينات في الجسم ومنها:
- الداء النشواني: وهو مرض مناعي مجهول السبب يُسبب ترسّب بروتين غير ذائب ينشأ من خلايا العظم.
- ورم نخاع العظم المتعدد.
عوامل تزيد خطر الإصابة بزلال البول
يزداد خطر الإصابة بزلال البول في الحالات الآتية:
- السمنة.
- التقدم في العمر ( أكثر من 65 عاماً).
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى.
- العِرْق: السود أكثر عرضة للإصابة بزلال البول من البيض.
- انخفاض المستوى التعليمي
- ارتفاع الكولسترول بالدم.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الإصابة بأمراض القلب.
علاج زلال البول
لعلاج زلال البول، يجب إجراء الفحوصات اللازمة للتعرّف على سبب وجود الزلال، وغالباً ما تنتهي المشكلة بمعالجة السبب، وبشكل عام يمكن علاج الزلال بالطرق الآتية:
- استخدام الأدوية.
- التغيير في النظام الغذائي للمريض، مثل:
- استبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء (الدجاج).
- أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ استبدال البروتين الحيواني ببروتين الصويا له دور في علاج زلال البول، والوقاية منه.
- تجنب الأطعمة الغنية بالملح والصوديوم
- تغيير نمط الحياة، مثل: التخلّص من الوزن الزائد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتوقّف عن التدخين.