ما هو حوار الحضارات
لم يخلق الناس على نوع واحد او فصيلة واحدة، بل خلقوا متنوعين مختلفين، وهذه هي سنة الحياة، فاختلافهم لم يكن في زاوية واحدة فقط، بل امتد ليشمل زوايا أخرى متعددة كثيرة، حيث أنهم مختلفون في اللون والعرق والدين والفكر والمعتقد والعادات والتقاليد وأسلوب التفكير ونمط الحياة ومكان العيش واللغة واللهجة لأصحاب اللغة الواحدة وأسلوب تعبيرهم عن مشاعرهم تبعاً للثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيشون فيه، كل هذه الأمور أسهمت وبشكل كبير جداً في تنوع واختلاف الناس وفي تجمعهم مع بعضهم البعض، كل بحسب أكبر قدر من العلاقات المشتركة بينهم. وقد يحدث وأن تصطدم هذه المجتمعات مع بعضها البعض وبشكل كبير قد يؤدي إلى إزهاق الكثير من الأرواح في أوقات مختلفة كما حدث ويحدث دائماً، نتيجة عدم احترام الاختلافات الموجودة بين الناس، وقلة الاحترام هذه ليست حكراص على جماعة من الناس دون الجماعة الأخرى، بل هي ممتدة وبشكل كبير جداً لتشمل جميع الناس على اختلافاتهم وأجناسهم واعراقهم، فكم حدثت من حروب راح ضحيتها الملايين من الناس نتيجة العنجهية والتكبر وعدم احترام الآخر، لذا وفي وقت صعب كالاوقات التي مر العالم بها في القرن المنصرم كان لزاماً ان يتم خلق مفاهيم جديدة، تؤدي إلى التقليل من حدة كل التوترات التي خلقها المتعصبون وأصحاب النفسيات الدنيئة والطماعون، حتى ينعم العالم بالسلام والهدوء والراحة.
حوار الحضارات هي عبارة عن فكرة أول من وضعها ولفتت انتباهه هو المفكر الفرنسي روجيه جارودي، حيث تعبر هذه الفكرة التي تحولت إلى ما يشبه النظرية فيما بعد، عن محاولة إيجاد مساحات مشتركة ونقاط للتلاقي بين كافة أصناف الحضارات والمجتمعات بغية التلاقي والتعاون على كل ما خير والابتعاد والتقليل من كل ما هو شر. فحوار الحضارات هو إدامة التشاور والتفاعل بين الشعوب، والقدرة على قبول كافة الأفكار الجديدة بدون التعصبات التي دمرت العالم، سواء كانت هذه الأفكار دينية ام ساسية أم ثقافية ام اجتماعية أم اقتصادية وما إلى ذلك.