ما هو تعريف سرطان الدم
تعريف سرطان الدم
سرطان الدم هو عبارة عن تكاثر غير محكوم لخلايا الدم. وعادة ما يكون هذا التكاثر لخلايا الدم البيضاء، حيث أن عددها فى الدم يزيد عن الحد الطبيعى وهومن 5 آلاف الى 10 ألاف خلية لكل ملم، ففى سرطان الدم يكون عدد الخلايا من 15 ألف الى 30 ألف خلية لكل ملم . وقد يصل هذا التكاثر الى أكثر من 100 ألف خلية لكل ملم أو حتى أن يكون أقل من 5 ألاف خلية لكل ملم ( أى أقل من العدد الطبيعى).
ويعود اختلاف هذا العدد الى مرحلة سرطان الدم ومدى تقدمه فى الجسم، فخلايا كرات الدم البيضاء الغير طبيعية تنتج فى نخاع العظم وهو مصنع ومصدر خلايا كرات الدم جميعها فى الجسم، فيؤدى تكاثرها فى نخاع العظم الى خروجها فى الدم، ففى تكاثرها فى المراحل الأولى يؤدى ذلك الى تقليل عدد خلايا كرات الدم المصنعة وقبل أن تخرج خلايا كرات الدم البيضاء الى خارج الدم مما يؤدى الى وجود نقص مرحلى فى كرات الدم البيضاء فى الدم فى بداية المرض، ولكن سرعان ما يصدر نخاع العظم هذه الخلايا السرطانية الى الدم ليزيد بذلك عدد كرات الدم البيضاء فى الدم. وهذه الزيادة عادة تكون زيادة مضطردة.
ماهى أعراض المصاب بسرطان الدم
- من آثار هذه الزيادة أن يصاب المريض بنقص الهموغلوبين وبالتالى بفقر فى الدم فيبدأ يعانى من تعب من أى مجهود يقوم به ودوخة وكثرة حب النوم وكسل شديد.
- مع استمرار المرض يعانى المريض من نقص فى الصفائح الدموية فيصبح دمه يتأخر فى التجلط ويكون عدة كدمات على جلده نتيجة عدم قدرة الجسم على وقف التجلطات .
- نزيف متكرر من الأنف أو اللثة. وزيادة كرات الدم البيضاء لدرجة كبيرة فى الدم تمنع كرات الدم الحمراء الحاملة للأكسجين من الوصول الى خلايا الجسم مما يصيب المريض بجلطات صغيرة مختلفة مع آلام فى البطن والصدر. كما أن هذه الزيادة تضعف من مقاومة الجسم للأمراض المختلفة فتجد انه غالبا مايأتى المصاب بعدة التهابات بكتيرية أو فيروسية قبل أن يشخص بمثل هذا المرض.
ما هى أنواع سرطان الدم
هناك عدة أنواع من سرطان الدم تصل الى أكثر من عشرين نوعا. لكل نوع منها صفاته وعلاجه الخاص. ولكن هناك نوعين رئيسين ينضم تحتهما عدة أنواع أخرى وهما:
سرطان الدم الحاد و سرطان الدم المزمن، فسرطان الدم قد يصيب عدة أنواع من خلايا كرات الدم البيضاء، أو الحمراء أو الصفائح الدموية. لكل نوع من هذه الأنواع علاجه الخاص. فبعض هذه الأنواع أصبح لدينا العلاج الشافى لها وبعض الأنواع علاجها أصعب. كما أن بعض الأنواع قد تحتاج الى عملية زراعة نخاع العظم لشفائها تماما. ويساعدنا على هذا، التشخيص الدقيق لمثل هذه الحالات وذلك بعمل صبغات خاصة تصبغ كل خلية من نوع معين صبغة مختلفة ومن مجموع هذه الصبغات نستطيع التعرف على نوع هذه الخلايا السرطانية.
كيف يمكن تشخيص سرطان الدم؟
يشخص سرطان الدم بعمل فحوصات الدم الروتيينة فى مختبر به كفاءات عالية وذلك لقراء شريحة الدم ورؤية ان كان بها خلايا غير طبيعية .
فان وجدنا أن بها خلايا غير طبيعية فنقدر نسبة هذه الخلايا، ومنها نلجأ الى أخذ خزعة من نخاع العظم ، والمكان الذى أفضله لأخذ خزعة هو عظمة الحوض حيث أنها مكان آمن من أية مشاكل من خبرتنا فى عمل أكثر من ألف حالة فى مثل هذا المجال. ومن دراسة خلايا نخاع العظم يقدر ان كان هناك خلايا سرطانية أم لا.
فإن وجدت، فان الخلايا السرطانية تصبغ بعدة صبغات خاصة، ونتيجة هذه الصبغات الخاصة تحدد ما هو نوع سرطان الدم بالتحديد. ويؤخذ عينة لدراسة كرموسومات سرطان الدم، فكثير من العلاجات تعتمد وبشدة على نوع التغيرات الكرموسومية التى تصيب سرطان الدم، وممن ثم يبدأ المريض العلاج المناسب لمثل هذا النوع.
ما هو علاج سرطان الدم
سرطان الدم الحاد علاجه مختلف عن سرطان الدم المزمن، كما أن أنواع سرطان الدم الحاد والمزمن لكل نوع علاجه المختلف. فلم يكن هذا الحال قبل عشرة سنوات.
ولكن مع تقدم الطب واكتشاف العلماء التغيرات الجينية فى كل سرطان أصبح معرفة كيف يمكن اصلاح هذه التغيرات الجينية، ولعل أصبح لبعض الأنواع الآن علاجا شافيا تماما بأدوية قد لايكون بعضها من العلاج الكيماوى بل علاج بيولجى يؤثر فقط الى درجة كبيرة على الخلايا السرطانية دون أن يؤثرعلى باقى خلايا الجسم. ولعلني أذكر على سبيل المثال أن نوع من أنواع سرطان الدم الحاد ويسمى ( م 3) نستطيع أن نشفيه باعطاء كميات وجرعات عالية من فيتامين أ.
ونوع أخر من سرطان الدم المزمن ويسمى CML أصبح ممكن علاجه بطريقة فعالة باعطاء المريض جرعات من مثبطة لانزيم خاص ويعرف تجاريا بدواء “جليفك”، هذين النوعين بالذات تحقق لهما نجاحا كبيرا فى العشر سنوات الأخيرة . كما أن التطور لزم معظم باقى الأنواع. وذلك فى عملية زراعة نخاع العظم لابداله بدم المريض الفاسد. وكثير من هذه العمليات ناجحة الآن. ومن تصورى أن سرطان الدم فى المستقبل القريب سنستطيع معالجة معظم أنوعه بفعالية كبرى.
ما هو مستقبل المصاب بسرطان الدم؟
كما يتضح ان للاجابة على هذا السؤال يجب معرفة نوع سرطان الدم، فان كان من الأنواع التى تم فيها تطور كبير فان معظم هؤلاء المرضى يشفون.أما ان كان من الأنواع الأقل تطورا فى العلاج فان أمورهم ستكون مرهونة بتقدمهم فى العلاج وأثر العلاج عليهم. كما أنه يجب التنويه على ان سرطان الدم الذى يصيب الأطفال خاصة له علاقة كبيرة فى السن الذى يصاب به الطفل فكلما كان الطفل صغيرا ( ولكن لايكون أقل من سنة فى العمر) كما زاد ذلك من فرص نجاته من سرطان الدم.
أي ان للحكم على مدى نجاح كل فرد بسرطان الدم بالتقدم مرهون بعدة عوامل منها نوع سرطان الدم بالتحديد ، نوع التغيرات الكرموسومية فى سرطان الدم، عمر المريض، جنس المريض (ان كان ذكرا أو أنثى)، نسبة الخلايا السرطانية فى الدم ، ووجود تراكمات من سرطان الدم خارج الدم (فى الأنسجة) أم لا.
أنصح القراء بعدم الاهمال بالفحوصات الدورية والتى من شأنها أن تكشف أمورا مبكرة قبل أن يبدأ جسدنا بالإحساس بالأعراض من وجود مثل هذه الأمراض والذى قد يكون متقدما فى ذلك الحين