ما هو تحليل ANA
تحليل ANA ومناعة الجسم
يُعنَى جهاز المناعة بعمليّة الدفاع عن الجسم، وذلك عن طريق خطوط الدفاع التي يقوم بتشكيلها أمام مُسبّبات الأمراض، فكلُ خط دفاعي له آلية دفاعيّة معيّنة تختلف من حيث الأسلوب والقوّة الدفاعيّة، فتكون الخطوط الأماميّة عادةً ذات فعاليّة تطهيريّة شاملة اتجاه مسبّبات الأمراض للجسم، وعند التعمّق في خطوط الدفاع الخلفية، تبدأ فعالية جهاز المناعة بالعمل على مبدأ من التخصصيّة في الدفاع عن الجسم، فتصبح العمليّة معقدة بالنسبة للخطوط الأماميّة، حيث يتم دراسة نوع العناصر التي تهاجم الجسم، وبناء أجسام مضادّة لها، ضمن برمجية معينة، تسمح لجهاز المناعة بتخزين نوع الجسم المهاجم، وطبيعة تكوينه، والسلاح اللازم للقضاء عليه، فإذا ما عادت هذه الأجسام للمهاجمة مرّة أخرى يتم التخلّص منه، ولكن قد تحدُث بعض الاضطرابات في جهاز المناعة من ناحية تحديد الأجسام المهاجمة، والعدوّة للجسم، فيقوم بمهاجمة بعض خلايا الجسم معتقداً بأنها أجسام معادية، وذلك ببناء أجسام مضادّة لها.
تختلف حدّة مهاجمة جهاز المناعة للجسم، ممّا يستلزم دراسة قياس مدى شدّة تلك الضربات الدفاعيّة الموجّهة لتحديد حجم الضّرر الذي سيصيب الجسم، والمُتطلّب حينها بالكشفَ عن مدى هجوم المناعة المضاد، وهو ما يسمّى بأمراض المناعة الذاتيّة التي تختلف من حيث شدّتها، وقوّتها، ومدى تأثيرها على الجسم من مرض إلى آخر، لذا كان من أفضل وسائل الكشف عنها هو عمل تحليل يبيّن كميّة الأجسام المضادّة التي يُتنجها جهاز مناعة الجسم، ضد نوى الخلايا، وهو ما يسمّى بتحليل ANA .
طريقة عمل تحليل ANA
يتم أخذ عيّنة من دم المريض المراد عمل تحليل له، ومن ثمّ وضعها على شريحة مجهريّة، تابعة لمجهر يعمل بالأشعة الفوق بنفسجيّة، بحيث تحتوي شريحة الفحص على خلايا مجهّزة لهذه الغاية، وذلك لتتفاعل مع الأجسام المضادّة لنوى الخلايا إن وجدت، وبالتالي تظهر تحت المجهر بعد تسليط الأشعة الفوق بنفسجية بشكل مضيء وبرّاق، داخل عيّنة الفحص ممّا يُعطي نتيجة ايجابية للفحص، وذلك عن طريق وجود مؤشر على مرض المناعة الذاتيّة والذي تحديده من خلال تحديد نسبة وجود تلك الأجسام المضادّة على مدار التحليل.
تحليل نتائج فحص ANA
اقتضى التنبيه إلى أنّه يوجد لدى بعض الأشخاص نتيجةَ فحص إيجابيةٍ دون وجود أي من أمراض المناعة الذاتيّة، فقد تصل نسبتهم إلى 5٪ من عينات الاختبار، فهذا التحليل لا تعني نسبة تركيزه ضرورة وجود مرض مُعيّن بحد ذاته من باب الحصر بل تشير إلى احتمالية وجود المرض، ممّا يدفع الطبيب للبحث عنه بالشكل الصحيح وذلك بحسب النسب التالية:
- نسبة الحساسية في إيجابيّة الفحص تصل إلى ٣٠ ٪، والتي تشير إلى وجود التهابات المفاصل الروماتيدية، أو أمراض السل، أو أمراض شيغرن، أو أمراض نقص المناعة (الأيدز)، أو التهاب الشغاف .
- نسبة حساسية تصل إلى 65 ٪، تشير إلى وجود أمراض الكبد، أو بعض أمراض التصلبات، مثل تصلب الجلد.
- نسبة حساسية تصل إلى ما يزيد عن 94٪ تشير إلى وجود أمراض الذئبة الحمامية، أو الدوائية الناتجة عن تناول بعض الأنواع من الأدوية، مثل بنسيلاميد، هيدرلازين، بروكاياناميد…إلخ.