ما هو تحليل الإليزا
نتعرّض كثيراً في حياتنا إلى عوامل مُتعدّدة من شأنها أن تقلل من قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه؛ أي إنّها تقلّل من مناعة الجسم، وفي وقتنا الحاضر يُعد هذا الأمر خطيراً أكثر من العصور السابقة؛ إذ إنّنا نواجه من فترة قصيرة إلى أخرى ظهور أنواع جديدة من المايكروبات والفيروسات التي لم تكن موجودةً من قبل، وظهرت نتيجة التطوّر الحاصل والّذي يجني على صانعيه وعلى من حولهم، ممّا يؤدّي لظهور الأوبئة، إضافةً إلى وجود عوامل أخرى من شأنها أن تقلّل مناعة الجسم أكثر وأكثر، وبالتالي يكون عرضةً لحدوث الأمراض المناعيّة المُختلفة، ومن هذه العوامل: التلوّث، ونمط الحياة غير الصحيّ، وتعرّض الإنسان لضغوط نفسيّة وغيرها. وقد برزت بعض التحاليل الطبيّة التي من شأنها أن تساعد في اكتشاف المُسبّب لضعف المناعة، ومن هذه التحاليل تحليل الإليزا أو ELISA بالإنجليزية، وهو اختصار للاسم (Enzyme linked immunsorbent assay).
تحليل الإليزا
فكرة هذا التحليل تستند إلى المعلومات التي يوفّرها علم المناعة، وتحديداً المناعة المتخصّصة. والمناعة المتخصّصة تعني أنّه وعند دخول جسم ما غريب عن جسم الإنسان كالميكروب على سبيل المثال فإنّ جهاز المناعة في الجسم يعمل على إنتاج أجسام مضادّة لبروتينات هذا الجسم الغريب أو ما يعرف باسم الأنتيجين؛ أي إنّها تكون مخصّصةً لهذا الجسم بالتحديد، وهذه الأجسام المُضادة تبقى موجودة في الذاكرة المناعيّة للجسم؛ بمعنى أنّه إذا حصل وأن دخل نفس الجسم الغريب فإنّ جهاز المناعة في الجسم سيتعرّف إليه، ويُطلق له الأجسام المضادّة المخصّصة له. ومن هنا تأتي فكرة هذا التحليل؛ فمثلاً إذا ما أردنا معرفة فيما لو أنّ شخصاً معيّناً تعرض لميكروب معيّن في حياته يتمّ أخذ عينة من هذا الشخص ونصيبها بهذا الميكروب المراد الكشف عنه، وإذا ما تمّت الإصابة به سابقاً فإنّ الأجسام المضادّة المتخصّصة في عيّنة هذا الشخص سترتبط به، وإذا لم يتعرّض لها فلن يحدث هذا الارتباط.
طرق تحليل الإليزا
هناك طريقتين للقيام بهذا الاختبار، والطريقة الأولى وهي الطريقة المُباشرة أو Direct Elisa، والّتي يتم فيها تحديد مستوى الميكروب أو الأنتيجين في العيّنة، والطريقة غير المُباشرة أو InDirect Elisa، والّتي يتم تحديد مستوى الأجسام المضادة في عيّنة الشخص من خلالها. وفي الطريقة الأولى يتمّ استخدام أطباق مُعدّة لفحص الإليزا، وهو مكوّن من مجموعة من الصفوف وكلّ واحد منها مكوّن من ثماني نقرات، ويتمّ تغطية النقرات بالأجسام المضادة للميكروب أو الأنتيجين المراد الكشف عنه، ومن ثُمّ تتمّ إضافة عيّنة الشخص إلى النقرات، وإذا وجد هذا الأنتيجين في العيّنة فإنّ الأجسام المضادة سترتبط به ومن ثُم ّيتم فصل الأجسام المضادة غير المرتبطة والأنتيجينات الأخرى ويبقى الأنتيجين المراد الكشف عنه، ويبقى المركّب الناتج عن ارتباط الجسم المضاد والأنتيجين.
وبعد ذلك، تتمّ إضافة جسم مضاد آخر يمكن تمييزه بواسطة إنزيم معيّن ليتفاعل مع المركب السابق، ويغسل الطبق من جديد للتخلّص من الأجسام المضادّة التي لم ترتبط به، ومن ثُمّ يضاف ما يسمى (substrate)؛ بحيث يرتبط به الإنزيم ليتغيّر لون المحيط من الشفّاف إلى لون آخر، ويضاف بعد ذلك محلولٌ لإيقاف التفاعل، وتتمّ قراءة النتيجة بواسطة جهاز الإليزا عند الطول الموجي الملائم، وقوّة الامتصاص للون الظاهر تكون متناسبةً مع مستوى الأنتيجين في العيّنة المفحوصة، ومن ثُمّ تتمّ مجموعة من الحسابات من خلال منحنى يرسم لقوّة تركيز اللون والامتصاص. والطريقة الثانية تعتمد على نفس الخطوات تقريباً باستثناء أنّ النقرات تُغطّى بالأنتيجين؛ لأنّ المراد الكشف عنه هو الجسم المضاد.