ما هو النقرس وعلاجه
مرض النقرس
هو أحد الأمراض الالتهابيّة التي تُصيب المفاصل، ويحصل عند ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم؛ إذ يشكّل هذا الحمض بلورات شبيهةً بالإبر في مختلف مفاصل الجسم، مسبّبةً الشعور بنوبات ألم حاد ومفاجئ، بالإضافة إلى احمرار ودفء وانتفاخ المفاصل المُصابة. تُشير الدّراسات إلى إصابة حوالي 4% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكيّة بمرض النقرس، وهو يُصيب عادةً الرجال أكثر من النّساء.
هنالك عدّة مراحل لمرض النقرس، أوّلها ما يُسمّى بارتفاع حمض اليوريك غير المَصحوب بأعراض، وتَسبق هذه المرحلة المعاناة من النّوبة الأولى للألم، وتكون فيها نسبة حمض اليوريك مُرتفعةً في الدم، وقد تتشكّل خلالها البلورات في المفاصل دون التسبّب بأيّة أعراض، أمّا المرحلة الثانية فتُسمّى بالنقرس الحاد، وتحصل عند التعرّض لأيّ عامل من شأنه رفع نسبة حمض اليوريك بشكل كبير؛ كتناول كميّات كبيرة من المشروبات الكحوليّة أو التعرّض للعدوى، ويُعاني فيها المريض من ألمٍ شديد وتهيّج في المفاصل التي تكوّنت فيها البلورات، إذ يستمرّ الألم شديداً لمدّة قد تصل إلى 12 ساعة متواصلة، ومن ثمّ يخف هذا الألم ويختفي بعد بضعة أيّام، وقد لا يشعر بعض المرضى بنوبة ألم أخرى مجدّداً، إلّا أنّ حوالي 84% منهم سيختبرون نوبة نقرس حاد أخرى خلال الثلاث سنوات القادمة.[١]
توجد مرحلة ثالثة للإصابة بالنقرس، وهي تلك التي تَفصل بين نوبات النقرس، وعلى الرّغم من عدم شعور المريض فيها بآلام إلّا أنّ تدمير المفاصل يحدث في هذه المرحلة، وتُعتبر الوقت الأنسب لعلاج مرض النقرس، وذلك لمنع حدوث نوبات أخرى، أو للحيلولة دون الإصابة بالنقرس المزمن. عند استمرار ارتفاع حمض اليوريك لعدّة سنوات يُصاب المريض بالمرحلة الرابعة من المرض، وهي النقرس المزمن؛ حيث تتكرّر فيها نوبات الألم بشكل أكبر، وقد لا يختفي ذلك الألم، بالإضافة إلى تقليل مدى الحركة في المفاصل المُصابة نتيجةً للضرر الذي لحق بها.[١]
العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالنقرس
إنّ أبرز العوامل التي قد تزيد من الإصابة بمرض النقرس هي على النّحو الآتي:[٢]
- العمر: إذ تزداد فرص الإصابة عند الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 عاماً. كما أنّه يُصيب النّساء بعد انقطاع الطمث أكثر من غيرهن.
- الجنس: فالنقرس يُصيب الرّجال أكثر من النّساء.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض: فإذا ما وُجدت إصابات بمرض النقرس تزداد فرص الإصابة به عند الأفراد الآخرين من العائلة نفسها.
- الحمية الغذائية: إذ تزداد فرص الإصابة عند الأشخاص الذين يُكثرون من تناول الأطعمة المُحتوية على مادة البيورين؛ كاللحوم، وبعض المأكولات البحريّة.
- الإفراط في تناول المَشروبات الكحوليّة.
- تناول بعض الأدوية: من هذه الأدوية تلك المُدرّة للبول أو دواء سايكلوسبورين.
- المعاناة من حالات مرضيّة أخرى: كمرض ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى، وأمراض الغدّة الدرقيّة، بالإضافة إلى داء السكّري.
أعراض النقرس
تختلف أعراض مرض النقرس باختلاف مرحلة المرض، أمّا أبرز هذه الأعراض فهي على النّحو الآتي:[٣]
- الشعور بالألم وارتفاع درجة حرارة المفصل المصاب، بالإضافة إلى تورّمه، وقد يشعر المريض بألم شديد عند لمسه، وغالباً ما يؤثر مرض النقرس بدايةً على مفصل الأصبع الأكبر للقدم، وعادةً ما يبدأ الألم أثناء الليل، ويشتدّ بشكلٍ سريع، وقد يستمرّ لعدّة ساعات، وقد يكون الألم شديداً لدرجة عدم احتمال أيّ ضغط عليه مهما كان بسيطاً، كذلك الذي تُسبّبه أغطية الفراش.
- احمرار الجلد المُحيط بالمفصل المُصاب، وقد يكون أرجوانيّ اللون.
- تقليل مدى الحركة في المَفاصل المُصابة.
- الشعور بالحكّة الشديدة وتقشّر الجلد المُحيط بالمفصل المُصاب، ويعتبر العلماء هذا الأمر دَلالةً على التحسّن.
علاج مرض النقرس
عند الإصابة بحالة بسيطة وغير متكرّرة من مرض النقرس بالإمكان الاعتماد فقط على الحِمية الغذائية وتغيير نمط الحياة دون اللجوء للأدوية، أمّا إذا كان النقرس شديداً فمن الضروري حينها تناول أدوية لتقليل مستوى حمض اليوريك في الدم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأدوية، واللجوء أيضاً للعلاج المنزلي. وبذلك يكون علاج النقرس على النّحو الآتي:[٤]
- تناول الأدوية التي تقلّل مستوى حمض اليوريك: تعدّ هذه الأدوية العلاج الأوليّ لمرض النقرس، وعند معظم المرضى يتم إعطاء هذه الأدوية لتقليل نسبة حمض اليوريك في الجسم لما دون 6 مليغرام/ديسيلتر، وتضمّ هذه المجموعة كلّاً من دواء ألوبيورينول، الذي قد يسبّب المعاناة منحساسيّة الجلد عند بعض الأشخاص، وكذلك دواء فيبوكسوستات، وبروبيناسايد، ويجب عدم تناول هذا الدواء من قبل المرضى الذين يعانون من حصى الكلى، وكذلك دواء بيغلوتيكايز، الذي قد يسبّب ظهور طفح جلديّ.
- تناول الأدوية الوقائيّة من مرض النقرس: وتُستخدم هذه الأدوية عادةً خلال الأشهر الستّة الأولى من علاج مرض النقرس، بالإضافة إلى الأدوية المُقلّلة لحمض اليوريك، وذلك لمنع تكرار حدوث نوبات النقرس، وللتقليل كذلك من حدّتها، ومن هذه الأدوية دواء كولشيسين، الذي قد يسبّب المعاناة من الغثيان والإسهال، وكذلك مضادّات الالتهاب الّلاستيرويديّة، مثل إندوميثاسين، وديكلوفيناك، وأيبوبروفين، ونابروكسين، وقد تسبّب كثرة تناول هذه الأدوية الإصابة بقرحة المعدة.
- تناول مُسكّنات الألم والالتهاب: وذلك خلال الإصابة بالنّوبة الحادّة لمرض النّقرس، لما يصاحبها من ألم شديد، بالإضافة إلى تهيّج المفاصل المُصابة، ولتحقيق ذلك بالإمكان استخدام دواء كولتشيسين ومضادّات الالتهاب الّلاستيرويديّة، بالإضافة إلى الأدوية المُحتوية على الستيرويد مثل بريدنيسون، وميثيل، وبريدنيسولون.
- إجراءات منزليّة لعلاج مرض النقرس: إذ يُنصح مرضى النّقرس عادةً بشرب كميّات كبيرة من الماء، والتقليل من تناول المشروبات الكحوليّة، بالإضافة إلى المحافظة على الوزن السليم، والتقليل من تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون المُشبّعة والأغذية البحريّة واللّحوم الحمراء، ويُفضّل الإكثار من تناول الكرز، والبطاطا والخبز الأبيض، والخضروات بأنواعها، والبقوليّات، لما لها من دور في تقليل مستوى حمض اليوريك في الجسم