ما هو الايض
أوجد الله الكائنات الحية ومنها الإنسان ، وأودع في جسمها من الأنظمة الحيوية التي تشكل بالمجمل مكونات هذا النظام المعقد الفريد، الذي يضمن استمرار حياتها واستدامته، بإنسجام وإتساق عجيب ما زال الإنسان يكتشف الكثير من خفاياه، ويحاول تفسير الكثير من مشاهداته وظواهره.
تحتوي أجسامنا على عمليات كثيرة ومختلفة تعمل بإنسجام معا لبقاء حياة الكائن الحي، وتضمن نموه وانتظامه دون إخلال فيه، من هذه العمليات عمليات الأيض او التمثيل الغذائي وهي مجموعة تفاعلات كيميائية تحدث في داخل الخلية في جسم الكائن الحي، ويتم فيها بناء جزيئات كبيرة ومعقدة من جزيئات بسيطة وتسمى عملية البناء، وتحطيم جزيئات كبير ة لإنتاج الطاقة المخزنة فيها؛ لسد حاجة الجسم وتسمى عملية الهدم. وتكمن أهمية الأيض في الجسم بدوره الرئيسي في النمو والتغذية، وتوفير العناصر الضرورية للجسم وترميم الخلايا والأنسجة التالفة، وإنتاج الطاقة الضرورية لدوام نشاطات الجسم بشكل يمكن الإستفادة منه.
تشمل عمليات الأيض عمليتان هما عملية الهدم وعملية البناء. عملية البناء هي بناء جزيئات كبيرة معقدة من جزيئات صغيرة بسيطة، وتحتاج هذه العملية إلى طاقة مثل عملية البناء الضوئي في النبات. أما عملية الهدم فهي العملية المعاكسة للبناء حيث يتم تحطيم الجزيئات الكبيرة إلى جزيئات صغيرة، والتي ينتج عنها الطاقة الكيميائية اللازمة للجسم مثل تحطيم الجلوكوز إلى ماء وثاني أكسيد الكربون.
تتأثر عمليات الأيض بعوامل كثيرة تؤدي الى إسراعها أو بطئها أو الاخلال بها ، وهناك عوامل مساعدة لإجراء التفاعلات الكيميائية في عمليات الأيض في الجسم، منها ما يسمى بالإنزيمات وهي مركبات بروتينية تعمل على تسهيل عمليات الأيض وتفاعلاتها من بناء وهدم، وتوفر البيئة المناسبة لحدوث هذه التفاعلات بما يضمن عدم الإخلال فيها.
هناك عمليات مختلفة تحدث في جسم الكائن الحي تقوم على عمليات الأيض منها عملية البناء الضوئي في النبات، حيث يتم إنتاج مواد عضوية من مركبات بسيطة، وينتج من هذه العملية الأكسجين الذي يحافظ على تركيزه في الجو، ويستهلك ثاني أكسيد الكربون من الجو. وايضا عملية التنفس الخلوي في الكائنات الحية ، حيث يتم فيها تحطيم الجزيئات العضوية ؛ لإنتاج الطاقة في الجسم ، وتحدث هذه العمليات في الميتوكندريا داخل الخلية في الكائن الحي.
وتتأثر أيضاً عمليات الأيض بعوامل خارجية منها نوع الغذاء، والمشروبات المتناولة، وأيضا نمط حركة الإنسان ومقدار ممارسته للرياضة، وابتعاده عن التدخين، وهناك أسباب أخرى تؤثر على عمليات الأيض منها تغيير نمط التغذية طويل الأمد، مما يتسبب بما يسمى بمتلازمة الأيض التي من أعراضها مرض السكري والبدانة وإرتفاع ضغط الدم، وإختلال في مستويات الدهون في الجسم.