ما معني تشغيل الاطفال
- ١ مقدمة
- ٢ مشاكل المرأة والطفل في مجتمعنا
- ٣ مظاهر اضطهاد الأطفال
- ٤ محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال
مقدمة
يقال أحياناً أننا نعيش في زمن الحقوق، فقديماً كان الناس يسألون عن الواجبات؛ ما هي واجباتي؟ وكيف لي أن أؤديها ؟ أما اليوم فالجميع يسأل عن الحقوق؛ ما هي حقوقي ؟ وكيف لي أن أكتسبها ؟ هذا هو القول المنتشر أو الملاحظة الشائعة – إن صح التعبير -، ولكن ما بال أولئك الناس الذين لا يستطيعون أن يسألوا عن حقوقهم، والذين لا يعرفون إلا واجباتهم والذين لا يعرفون إلا كيف يؤدوا الخدمة والطاعة إلى غيرهم ؟ وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر ربما يكون أكثر إيلاماً. هل فعلاً انتهت العبودية من العالم ؟؟!!
ربما ومن هذا السؤال يستطيع العالم أجمع أن يصحح ما يجري حالياً على وجه الكرة الأرضية من ظلم وجور وعدوان، هذا إن كان العالم متفقاً على ضرورة إنهاء العبودية بشكل نهائي وبأشكاله الجديدة المستحدثة والتي لا تتناسب مع روح العصر الذي نعيش فيه والتي لا تخدم إلا فئة معينة في العالم.
مشاكل المرأة والطفل في مجتمعنا
المرأة والطفل هما من أكثر فئات البشر اضطهاداً في العالم، وتحديداً في بعض الدول التي تعاني من ثلاثة مشاكل أساسية، المشكلة الأول وهي تدني مستوى الوعي والثقافة في المجتمعات، أما المشكلة الثانية فهي سوء الأوضاع الاقتصادية والفقر في هذه الدول، وأما المشكلة الثالثة والتي أدت إلى تدهور كبير في أحوال هاتين الفئتين، وهذه المشكلة غير مذكورة بشكل كبير، وهي تسلط طبقة معينة سواء من المجتمع نفسه على الفئات الضعيفة بعدما استنفذت كامل طاقة الأفراد القادرين على الإنتاج أم من تسلط الدول الأخرى على هذه الدولة مما أدى إلى استنزاف كافة القوة في المجتمع حتى وصل الاستنزاف حداً كبيراً جداً فلم تكتف هذه الطبقات بعصر الإنسان القادر على العمل لجمع آخر قطعة نقدية منه، بل وصل إلى حد أكبر وهو استنزاف الطفل وعصره، وإلى اضطهاد المرأة بشكل كبير جداً، ومن هنا فقد سببت هذا المشاكل الثلاثة دماراً كبيراً جداً في بنية المجتمع وأحدث اختلالاً كبيراً فيه وصدعاً يصعب رأبه إلا عن طريق الجهد والعمل الشديدين لمحاربة هذه الظواهر السلبية وزيادة الوعي والثقافة في المجتمع. ومن هنا سيبدأ الفصل بين أنواع الاضطهادات التي تعاني منها المرأة وبين أنواع الاضطهادات التي يعاني منها الأطفال، فالاتفاق كان على أن العوامل السابقة أثرت على المرأة والطفل بشكل سلبي، ولكن الطريقة التي اضطهدت بها المرأة تختلف عن الطريقة التي اضطهد بها الطفل، والحقيقة أن المرأة تحتاج إلى أن نفرد لها مساحة أخرى للحديث بشكل تفصيلي عنها.
إن الأطفال كما قلنا، هم من الفئات المضطهدة بشكل كبير في المجتمعات المتخلفة، ويحتاج انتشالهم من هذه الورطة التي تورطوا فيها والتي لا ناقة لهم فيها ولا جمل والتي ستعمل على تدمير حياتهم بشكل كبير في المستقبل إلى بذل الجهد الكبير والمضاعف في سبيل الوصول إلى الحالة المثلى التي يتوجب أن تتوفر لجميع أطفال العالم دون تمييز بينهم. والحقيقة أن اضطهاد الأطفال متنوعة أشكاله، فهناك من يلحق الأذى اللفظي بهم وهناك من يستغلهم استغلالاً جنسياً وهناك من يعمل على تدمير شخصياتهم وهناك زواج القاصرات وهناك العديد من أشكال الاضطهاد الأخرى التي لا يمكن حصرها أو عدها.