ما معني الشرود الذهني
تشتت الانتباه أو الشرود الذهني ، هي حالة من عدم القدرة على التركيز في أمرٍ ما ، ويكون عدم التركيز عائقاً أمام التأمل السليم والإبداع.
ويصيب الشرود الذهني وعدم القدرة على التركيز ، جميع الفئات العمريّة ، وهو عرضة لأن يكون عند الأطفال بشكل أكبر من غيرهم.
وكلّ المصطلحات السابقة تصبّ في نفس المعنى ( تشتت الانتباه ، الشرود الذهني ) وهي عدم القدرة على التركيز ، فترى الشخص الذي يعاني من هذه الحالة ينتقل من موضوع إلى آخر ، وتراكَ وأنت تتحدّث إليه يستمع إليك للوهلة الأولى ثم تظهر عليه علامات التشتت من نظرات العينين حول الغرفة أو حركته الكثيرة إذا كان من الأطفال ؛ لأنّ تشتت الذهن عند الأطفال مرتبطٌ بكثرة الحركة.
تشتتّ الانتباه في أغلب الأحيان تظهر علاماته بأن المريض لا يركّز في جزئيات الشيء وتفاصيله فتراه وخصوصا عند الأطفال والطلبة مهملا لواجباته المدرسيّة وغير فاعل في الأنشطة التي يقوم بها، وفي معظم الأحيان لا يتمكن من التركيز بشكل مستمرّ في الأمور المسندة إليه وفي النشاطات المدرسيّة الأخرى ، كما أنّك تحس بأن الشخص الذي أمامك سواء أكان طفلاً أم بالغاً وكأنّه لا ينصت لك البتّة.
وقد يكون تشتّت الذهن سببه عضوي ، ويرجع إلى النواقل العصبيّة ، أو في نقطة التركيز في الدماغ ، ونستطيع أن نتغلّب مع الزمن على هذه المشكلة بالتدريب ومعرفة نقطة الخلل ومواجهة المواقف وإجبار الذات على التركيز فيها.
وبعض الناس قد يكون سبب عدم التركيز لديه هو كثرة الضغوطات النفسيّة ، وكثرة الأعباء التي يقوم بها ، وعندها عليه أن يخفّف من التفكير في المشاكل التي تحيط به ، وأن يعمل على إعطاء نفسه قسطاً من الراحة.
وقد يكون سبب التركيز هو تناول الأطعمة الدسمة ، والإكثار من المأكولات السريعة ، ولا شكّ أن كثرة الموادّ الدهنيّة تعمل على إضعاف التركيز ، وكذلك على الإنسان أن لا يُكثر من الطعام فوق حاجته ؛ لأنّ المعدة هي بيت الداء والحمية هي رأس الدواء.
وعلى الشخص الذي يعاني من ضعف الانتباه وتشتّته ، أن يقوم بتصفية ذهنه من المشاغل ، عن طريق الذهاب في رحلة -على سبيل المثال- إلى مكان هادئ ، مكان يجد فيه البُعد عن الضوضاء والضجيج ، وأن يحاول أن يقوم بممارسة الاسترخاء وعندها سيقوم بتصفية ذهنه ، وطرد الهموم التي تضجّ في ذهنه بشكل صاخب.
ولا ننسى أنّ الصلاة هي باب عظيم من أبواب الخشوع للجوارح والقلب ، ففيها يكون الذهن في حالة صفاء ونقاء ، وعليه أن يدعو الله سبحانه وتعالى أثناء صلاته أن يحفظ له عقله وذهنه ويثبّت عليه قدرته على التركيز ؛ لأنّ في التركيز النجاح والإبداع.