ما فضل الاستغفار
تعريف الاستغفار
الاستغفار عبادة اللسان، طلبه الله من عباده ليكفّر به ذنوبهم، ويطهّر قلوبهم، وجعله سبيل النجاة والصلاح، فأكثر منه الأنبياء والمرسلون، والصالحون من بعدهم، ويجب أن يلهج به اللسان و يستشعر به القلب. والاستغفار اصطلاحاً هو طلب المغفرة من الله عزَّ وجل، وأن يغفر الله الذنب أي أن لا يعذب فاعله به، ويستره عليه، وقد أمرنا الله بالاستغفار في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، ووضح فضائه والخيرات التي يجلبها لصاحبه، فهو يجلب له خير الدنيا والآخرة.
فضل الاستغفار للمؤمنين
- مدح الله المستغفرين وأثنى عليهم.
- وعد الله المستغفرين بمغفرة ذنوبهم حتى لو بلغت عنان السماء، و ما فرّطوا به من حق الله.
- يحصل المستغفر على حب الله عزّ وجل.
- ينزل الله رحمته على المستغفرين.
- لا يرّد الله دعاء من يكثر الاستغفار.
- يجعل الله القوة في أبدانهم.
- يوسع الله لهم في رزقهم أي في المال والثمرات والبنين وينزل عليهم الخير والمطر.
- يجلو الله الهم والحزن عن قلوبهم.
- يجعلهم الله زاهدين في الدنيا، متعلقون بالآخرة.
- يسهّل الله عليهم آداء الطاعات.
- يجعلهم الله من أهل اليمين في الآخرة، فيدخلون الجنة.
- تدعوا لهم حملة العرش.
- يدفع الله عنهم العذاب والبلاء، فقد ذكر الله تعالى بأنه لا يعذّب قوماً مستغفرين.
- ينجيهم من كيد الشيطان.
أوقات الاستغفار
الاستغفار يكون في كل وقت، ويصبح واجباً عند اقتراف الذنب، ومستحباً بعد الصلاة وفي الحج بعد الإفاضة من عرفة، وفي الأسحار، فقد أثنى الله تعالى في القرآن على المستغفرين في الأسحار.
أفضل الاستغفار
يصح الاستغفار بعدة صيغ، كقول أستغفر الله، أو ربي اغفر لي، وغيرها من الصيغ الواردة في السنة، وأفضل الاستغفار هو سيد الاستغفار، وهو أن يقول المؤمن:( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). ويستحب قول رب اغفر لي ولوالديّ، فهي ذكرٌ استغفارٌ وبرٌّ بالوالدين، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة.
قصة عن فضل الاستغفار
خرج أحمد بن حنبل إلى احدى المدن، فدخل مسجداً صلى فيه وأراد أن ينام، فجاءه الحارس ليطرده، وبالفعل قام بطرده ولم يسمح له بالمبيت في المسجد، فخرج وجلس على عتبة المسجد، فقام الحارس بجره إلى الشارع، فرآه خبازٌ كانت له دكانة مقابلة للمسجد، وعرض عليه المبيت في دكانه، فذهب الإمام أحمد عند الخباز، فلاحظ أنه يكثر الاستغفار والذكر أثناء عمله ولا يملّ، فسأله الإمام أحمد عن ما جلب له كثرة ذكر الله واستغفاره، فأجاب الخباز بأنه لم يدعو الله بشيءٍ إلا وقد رزقه به، إلا أمرٌ واحدٌ وهو رؤية الإمام أحمد، فأجابه الإمام أحمد بأن الله جرّه إليه جراً بفضل كثرة استغفاره.