ما علاج طنين الأذن
يُوصف طنين الأذن (بالإنجليزية: Tinnitus) على أنّه الشّعور بصوت رنين في الأذن، ويظهر في بعض الأحيان على شكل رنين، أو فحيح، أو صفير، أو نقر، أو غمغمة مُتواصلة في الأذن. يختلف طنين الأذن بطبيعته باختلاف المُشكلة المُسبّبة له، كما يختلف من شخصٍ لآخر؛ فقد يكون الطّنين صاخباً بطبيعته أو هادئاً، ذا نبرة مُرتفعة أو مُنخفضة، وقد يستمرّ طوال الوقت أو يأتي على فترات مُتقطّعة، وعادةً ما يُصاحبه ضعف في سماع الأصوات الخارجيّة، كما قد يظهر طنين الأذن في كِلتا الأُذنين، أو ينحصر على إحداهما، ويُعدّ طنين الأذن من المشاكل الشّائعة، فهو يُصيب واحد من بين كلّ خمس أشخاص.[١][٢]
أنواع طنين الأذن
ينقسم طنين الأذن إلى نوعين رئيسين هما:[١]
- طنين الأذن الشخصيّ: وهو الطّنين الذي يسمعه ويشعر به المريض فقط، ولا يستطيع الطبيب الفاحص سماعه، وهو النّوع الأكثر شيوعاً، ويرتبط هذا النوع بوجود مشاكل صحيّة في أجزاء الأذن الخارجيّة، أو الوسطى، أو الداخليّة، أو نتيجة لوجود مُشكلة مَرَضيّة في الأعصاب السمعيّة، أو الأجزاء الخاصّة بتفسير الأصوات في الدّماغ.
- طنين الأذن الموضوعيّ: وهو الطنين الذي يستطيع كلّ من المريض والطبيب الفاحص سماعه، وهو نوع نادر من طنين الأذن، ويحدث نتيجةً لوجود مشاكل في الأوعية الدمويّة، أو مشاكل في العظام المُكوِّنة للأذن الوُسطى، أو نتيجةً لانقباضٍ في العضلات.
أسباب طنين الأذن
طنين الأذن لا يُعتبر مرض بحدّ ذاته، وإنّما هو عَرَض يدلّ على وجود مشكلة مرضيّة في الجهاز السمعيّ، والذي يتكوّن من الأذن، والأعصاب السمعيّة التي تربط بين الأذن الداخليّة والدّماغ، والأجزاء من الدّماغ المسؤولة عن السَّمَع، كما قد يرتبط طنين الأذن بالعديد من الأمراض والاضطرابات الأُخرى التي لا تتبع للجهاز السمعيّ في الجسم، ولذا فإنّ طنين الأذن له العديد من الأسباب، أهمّها:[١][٢][٣]
- تراكم الشّمع أو الصّمغ في الأذن، وإغلاقه لقناة الأذن، أو ما تُعرف بقناة استاكيوس.
- فُقدان السّمع المُرتبِط بتقدّم العُمر، حيث تقلّ القدرة على السّمع مع التقدم بالعمر، وخصوصاً بعد سنّ السّتين، وهذا يُصاحبه الشّعور بطنين في الأذن معظم الأحيان.
- فقدان السّمع الناجم عن الضّوضاء، فالتعرّض المُستمرّ للأصوات الصّاخبة يؤدّي إلى طنين الأذن، ومع التّعرض لها لفترات طويلة تؤدّي هذه الأصوات المُرتفعة إلى تدمير الخلايا الحسيّة الموجودة في الأذن الداخليّة والمسؤولة عن نقل الأصوات إلى الدّماغ، ممّا يؤدي إلى فقدان السمعتدريجيّاً.
- التهاب الأذن أو الجيوب الأنفيّة.
- تغيّرات في العظام المُكوّنة للأذن.
- أمراض في القلب، أو مشاكل في الأوعية الدموية، كتصلّب الشّرايين، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تشوّهات في الشّعيرات الدمويّة، أو وجود أورام في الرّأس أو الرّقبة.
- أورام الدّماغ.
- اضطرابات في الغدّة الدرقيّة.
- تغيّرات هرمونيّة في جسم المرأة.
- البدء بتناول بعض الأدوية أو التوقّف عن تناولها، حيث هناك أكثر من 200 نوع من الأدوية التي قد تُسبّب حدوث طنين الأذن عند البدء بتناولها أو التوقّف عنها، ومنها بعض المُضادّات الحيويّة، وأدوية الاكتئاب، ومُدرّات البول، وأدوية السّرطان وغيرها.
- بالرغم من الأسباب المُتعدّدة لطنين الأذن، إلا أنّه قد لا يرتبط بسبب معروف وظاهر عند بعض الأشخاص، وهو في أغلب الحالات لا يشير لوجود مُشكلة صحيّة خطيرة.
عوامل الإصابة بطنين الأذن
التعرض المستمر للأصوات العالية، كما يفعل الجنود والموسيقيين، والعمل في المصانع ومواقع البناء، تعد من أهم العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بطنين الأذن، ومن العوامل الأخرى التي تجعل الشخص أكثر عرضةً لهذه المشكلة، التقدم بالعمر، والتدخين، والإصابة بأمراض القلب والشرايين، وبشكل عام يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بطنين الأذن من النساء.[١]
متى يجب اللجوء للطبيب
يُنصح الطبيب باللّجوء إلى زيارة الطبيب عندما يُصبح طنين الأذن مُُزعجاً ويؤثّر على حياة المريض الطبيعيّة، كذلك يجب مراجعة الطبيب إذا استمرّ الطنين الذي يُصاحب الإصابة بالتهاب في الجهاز التنفسيّ العلوي لأكثر من أسبوع، أو إذا حدث طنين الأذن بشكل مُفاجئ دون وجود سبب واضح، أو صاحبه ألم أو سيلان أو التهاب في الأذن، وكذلك إذا شعر المريض بضعف أو فقدان السّمع، أو صاحب الطّنين شعور بالدّوار والدّوخة.[١]
علاج طنين الأذن
يعتمد علاج طنين الأذن بشكل أساسيّ على تحديد السّبب وراء هذا الطّنين ومحاولة علاجه، كالآتي:[٣]
- محاولة تنظيف الأذن وسحب الصّمغ المُتراكم بداخلها من قِبَل الطبيب، إذا كان هو السّبب المتوقّع لطنين الأذن.
- إذا كان السّبب وجود التهاب بالأذن، يمكن إعطاء مُضادّاً حيويّاً مُناسباً لمُعالجة التهاب الأذن، وقطرة من دواء الهيدروكورتيزن للتّخفيف من الحكة.
- يمكن اللّجوء للجراحة في حالات وجود ورم أو تكيّس أو تصلّب في عظام الأذن.
- يمكن استخدام بعض الأدوية في علاج طنين الأذن، كالأدوية المُضادّة للقلق والاكتئاب وغيرها، ويجب أن يتمّ صرفها من قبل الطبيب.
- إذا كان طنين الأذن ناجم عن ضعف في السّمع فمن الممكن الاستعانة بأحد الأجهزة المُساعدة على السّمع.
- في الحالات التي يكون فيها طنين الأذن مُزعجاً وغير معروف السّبب، من الممكن استخدام جهاز خافٍ للأصوات، حيث يعمل هذا الجهاز على إصدار صوت أو نغمة مُحبّبة تطغى على الصّوت المُزعج النّاجم عن طنين الأذن.
- العلاج الإدراكيّ الذي يعتمد على مساعدة المريض على التكيّف مع طنين الأذن، والأفضل أن يُستخدم إلى جانب الوسائل الأُخرى بالعلاج كاستخدام الأجهزة أو العلاج الدوائيّ.
التعايش مع طنين الأذن
العديد من النّصائح يمكن تقديمها للمريض المُصاب بطنين الأذن لمساعدته على التكيّف مع هذه المشكلة والتّخفيف من حدّتها، ومنها:[٣]
- محاولة تحديد المُحفّزات التي تجعل طنين الأذن أكثر سوءاً، فقد يتفاقم طنين الأذن عند بعض المرضى بعد تناولهم لأطعمة أو مشروبات أو أدوية مُعيّنة، وهي تختلف من مريض إلى آخر، ويجب على المريض تحديد هذه المُحفّزات وتجنّبها، ومنها تناول المشروبات المُحتوية على الكافيين، كالقهوة، ومشروبات الطّاقة، والمشروبات الغازيّة وغيرها، كذلك شرب الكحول، وتناول الأسبرين والأطعمة المالحة.
- التّوقف عن عادة التّدخين، فالمعروف أن تدخين السّجائر يجعل مُشكلة طنين الأذن أكثر سوءاً.
- تجنّب الجلوس في جوّ صامت، فالطّنين يُصبح مُزعجاً أكثر في الهدوء، لذا يُنصح بإضافة صوت خفيف في مكان الجلوس، كتشغيل موسيقا هادئة، أو تشغيل المروحة أو جهاز التكيّف، أو الاستماع للرّاديو، وغيرها.
- الحصول على قسط كافٍ من النّوم يومياً، فالتّعب والإرهاق يجعل من مشكلة طنين الأذن أكثر إزعاجاً.
- محاولة الاسترخاء واتّباع الآليات المُساعدة على ذلك، فهذا يُخفّف من الشّعور بالقلق والانزعاج المُرتبطان بطنين الأذن.