ما أسباب دوالي الخصية
دوالي الخصية
كيس الصفن هو الكيس الجلدي الذي يحمل الخصيتين، ويحتوي على الشّرايين والأوردة التي توصل الدم إلى الغدد التناسليّة، وأي شذوذ في أوردة كيس الصفن قد يؤدي إلى دوالي الخصية. تُعرف دوالي الخصية بأنّها عمليات توسّع بشكل غير طبيعي في الأوردة الدموية التي تتواجد في كيس الصفن، والتي عن طريقها ينتقل الدم، فتمدّ من تجاويف البطن حتى يصل إلى الحبل المنوي، وعند حدوث خلل فيها، يتسبب بإيجاد ضغط على الأوردة الدمويّة، فيؤدي ذلك إلى تشكّل الدوالي، ممّا ينتج عنه تراكم وتكدُّس الدمحول الخصية، وبذلك تؤثّر على الحيوانات المنوية من حيث العدد والحركة. قد تكون دوالي الخصية سبباً في بعض حالات العقم الذكوريّ، أو حتى تقليص حجم الخصيتين، وتُسمى هذه الأوردة التي تصاب بالتوسّع (بالضَّفيرَةُ المِحْلاَقِيَّة).
دوالي الخصية مرض شائع، ويمكن العثور عليه في 15% من الذكور بشكل عام، كما أنّها تؤثر على نحو 15% من الفتيان في سن المراهقة، وتتشكّل الدوالي بشكل عام خلال فترة البلوغ، وتتواجد بشكل أكبر على الجانب الأيسر من كيس الصفن؛ لأن التركيب التشريحيّ للجانبيئّ الأيمن والأيسر من كيس الصفن لا يتشابها. يمكن أن تظهر دوالي الخصية على كلا الجانبين، ولكن هذا أمرُ نادر للغاية، وليس كل ممن يعاني من مرض دوالي الخصية يتأثر إنتاج الحيوانات المنوية لديه.[١]
أسباب دوالي الخصية
السبب الرئيس في الإصابة بمرض دوالي الخصية هو توسّع الأوردة الدموية لتصبح أكبر من حجمها الطبيعيّ؛ لأن صمّامات هذه الأوردة الصغيرة الموجودة في كيس الصفن لا تعمل بشكل جيّد، ففي الوضع الطبيعي تسمح هذه الصمّامات ذات الاتجاه الواحد المتواجدة على طول الأوردة بتدفق الدم نحو القلب، ولكنها تُغلَق عندما يبطؤ تدفّق الدم لمنع عودته إلى الوراء، فإذا كانت هذه الصمّامات لا تعمل بشكل جيد، يمكن أن يعود الدم إلى الوراء (بسبب الجاذبية) ويتجمّع في الأجزاء السفليّة من الوريد مؤدّياً إلى تشكّل دوالي الخصية، وهذا هو مماثل لكيفية تشكيل الدوالي في الساقين.
وليس من الواضح تماماً إلى الآن لماذا تتعطّل هذه الصمّامات، ومن الممكن أن تظهر دوالي الخصية إذا كان هناك انسداد في أوردة أكبر وأعلى في البطن، فهذا يزيد الضغط على الأوردة الصغيرة في كيس الصفن فيؤدّي إلى توسّعها وتمدّدها، وفي الغالب لا يحدث هذا إلا نادراً عند الرّجال فوق الأربعين من العمر. على سبيل المثال، إذا كانت دوالي الخصية قد ظهرت فجأة في رجل كبير السن فقد يُشير هذا إلى وجود ورم في الكلى يسبّبب ضغطاً على الأوردة.[٢]
أما عن سبب حدوثها في عمر البلوغ بشكل أكبر، فذلك لأن فترة البلوغ هي فترة نموّ الخصيتين بسرعة، وتحتاجان أيضاً إلى مزيد من الدم لمواكبة مُتطلّباتهما الغذائية، فإذا كانت الصمّامات لا تعمل بالشكل المطلوب، فإنّ ذلك يؤدّي هذا ظهور الدوالي نتيجة قصور قدرة هذه الأوردة على تحمّل كميات الدم الإضافية كلها. أما السّبب في أن أغلب الحالات تكون على الجهة اليسرى فهو، كما ذُكر سابقاً، نتيجة لاختلاف التركيب التشريحيّ لهذه المنطقة بين اليمين واليسار، فيُعتبر موقع وريد الخصية الأيسر أكثر عرضة لكميّة الدم العائدة من وريد الخصية الأيمن.[٣]
أعراض دوالي الخصية
قد يكون الكثير من الرجال مصابون بدوالي الخصية دون عِلمهم، ويمارسون حياتهم اليوميّة بشكل طبيعي، كما قد نجد أنّ لديهم أطفالاً أيضاً، ولكن القسم الآخر من المصابين قد يكون الدوالي هو سبب العقم لديهم، وفي الأغلب يُكتَشَف المرض صدفةً. هناك بعض الأعراض لدوالي الخصية منها:[٤]
- حدوث الألم في الخصية المرافق مع الحكّة، وعندما يستلقي المريض على ظهره يذهب الألم.
- تضخّم منطقة الصفن.
- صغر في حجم الخصية على الجهة المُتأثّرة.
- الشعور بثقل زائد وغير طبيعي في الخصية.
- يزيد الألم مع الوقوف أو المجهود البدني، خاصّةً على مدى فترات طويلة.
- يزداد الوضع سوءاً مع نهاية اليوم مقارنة بأوّله.
- مع مرور الوقت، قد يزداد حجم دوالي الخصية ويصبح أكثر وضوحاً، وفي الشباب، وجود دوالي الخصية يُضعف إنتاج الحيوانات المنويّة، ويمكن في كثير من الأحيان أن يتحسّن إنتاج الحيوانات المنويّة مع العلاج.
- إذا واجه المريض ألم أو تورّم في كيس الصفن، أو تمّ اكتشاف كتلة في كيس الصفن، أو لوحِظ أن الخصيتين لهما حجمان مختلفان، أو ظهرت دوالي الخصية في عمر الشباب، أو واجه المريض مشاكل في الخصوبة، يجب على المريض مراجعة الطبيب في أقرب وقت، لأنّها قد تنمّ عن مشاكل أخطر، وبعضها قد يتطلّب المعالجة الفوريّة.
تشخيص مرض دوالي الخصية
يتم تشخيص مرض دوالي الخصية سريريّاً، حيث يقوم الطبيب المُختصّ بإجراء فحص سريريّ للمصاب، إضافة إلى فحص الأشعة الصوتيّة ليتم تأكيد صحّة الإصابة من عدمها. وتكون دوالي الخصية في الغالب إلى الجهة اليُسرى بنسبة 85% تقريباً أو أكثر قليلاً.[٥]
العلاج
علاج دوالي الخصية ضروري عادةً لحالات للعقم، أو إذا كانت دوالي الخصية تُسبّب الألم أو عدم الراحة بشكل مستمر (حتى بعد محاولة العلاجية غير الجراحية، مثل: الأدوية المضادة للالتهابات، وارتداء الملابس الداخلية الدافئة، وغيرها)، أو عند ضمور الخصية بشكل كبير. والعلاج الجراحي لدوالي الخصية عادة ما ينطوي ربط قبالة الوريد المصاب لإعادة توجيه تدفّق الدم نحو الأوردة العادية. ويمكن أن تكون الجراحة مفتوحة أو بالمنظار، والألم بعد الجراحة مُعتدل، وغالباً ما يتمكّن المريض من العودة إلى معظم الأنشطة العادية في غضون يومين. وما يقارب نصف الرّجال الذين يخضعون للعمليات الجراحية لتصحيح العقم قادرين على إنجاب الأطفال خلال السنة الأولى بعد العملية.[٦]