ماذا يختلف التلقيح الصناعي عن اطفال الانابيب
لكي يتم الحمل الطبيعى يجب أن يتمتّع الرجل والمرأة بوضعين طبيعين . ففحص الحيوانات المنويّة الطبيعى للرجل يجب أن يكون طبيعياً فى عدد وشكل وحركة الحيوانات المنوية وفي لزوجة السائل المنوي. ويكون الفحص بعد امتناع الرّجل عن ممارسة الجنس لمدة 3 أيّام. وعند فحص العيّنة يجب أن تعطى العيّنة مدّة نصف ساعة قبل فحصها. خلال هذه الفترة تتحوّل عينة السّائل من الحالة اللّزجة إلى الحالة الغير لزجة. فإن لم تقل اللزوجة بعد مرور نصف ساعة دل ذلك على أن لزوجة السائل المنوى عالية وهذا يعيق حركة الحيوانات المنوية ووصولها الى البويضة داخل قناة فالوب.
أمّا عدد الحيوانات المنوية الطبيعي فهو بين 20 مليون الى 300 مليون لكل ملم. والحركة الطبيعيّة تكون 30% فما فوق من عدد الحيوانات المنوية. وتقسّم الحركة الى أربعة أقسام: متحرك بسرعة إلى الأمام ، متحرك بسرعة على شكل دائري، متحرك ببطىء إلى الأمام، ومتحرك ببطء على شكل دائرى (أو عديم الحركة). النوعين الأوّل والثانى يجب أن يمثلا 30% فما فوق. وشكل الحيوانات المنويّة مهم فى التلقيح الطبيعي. فيجب أن يكون الشكل الطبيعي يمثل حوالى 20-30% من الحيوانات المنويّة. أمّا المرأة الطبيعية فيجب أن تكون هرموناتها متناسقة ولاتعاني من كسل فى المبايض أو تكيّس. وعادةً ما يفحص هرمون LH& FSH فى ثالث يوم من الدّورة. كما أنّ درجة الحموضة فى المهبل الطبيعى تكون قليلة الحموضة. فإن زادت الحموضة أو زادت قلوية المهبل عن معدّل معين فان ذلك قد يمنع الحمل. فى حالة كان هناك أمور غير طبيعية عند الزوج فى واحد من الأمور الأربعة التالية: عدد الحيوانات المنويّة، حركتها، أو شكلها أو فى لزوجة السائل المنوي ، أو أموراً غير طبيعية عند الزّوجة أو أن كان الزوجين يرغبان فى نوع معيّن من الجنس (ذكر أو أنثى)، فإنّ التلقيح الصناعى هو الحل.
فما هو التّلقيح الصناعي وماهى أسباب اللّجوء إاليه؟ وما الفرق بينه وبين عملية طفل الأنبوب؟
التّلقيح الصناعي وهو مختلف عن عمليّة طفل الانبوب. ففي هذه العمليّة نأخذ عيّنات المني من الزّوج ونعالجها بتنظيفها من الشوائب وتركيز عدد الحيوانات المنوية ومعالجتها تكون بمواد مغذيّة ومنشّطة وحقنها مرّة ثانية فى رحم الزّوجة. ويحضر الزوجين بطرق خاصّة قبل بدء بالعملية. فالرّجل يجب أن يمتنع عن ممارسة الجنس لمدّة لاتقل عن ثلاثة أيام من اعطاء عينة المني وذلك لزيادة عدد الحيوانات المنوية قدر الإمكان. وتحضر الزّوجة بتحفيز مبيض الزّوجة بأدوية خاصّة لإنتاج عدّة بويضات مما يزيد من خصوبة المرأة. وتحقن الحيوانات المنوية فى رحم المرأة فى وقت معين من الدّورة تكون البويضات قد خرجت للتو من المبيض.
مما يتبيّن، ينصح بعمليّة التّلقيح الصناعي فى الحالات التالية:
1. إن كان عدد الحيوانات المنوية عند الرجل يقل عن 20 مليون ولكنه يزيد عن 6 مليون.
2. إن كان عدد الحيوانات المنوية أكثر من 20 مليون ولكن نسبة الحيوانات المنوية المتحركة أقل من 30%
3. إن كانت أشكال الحيوانات المنوية الطبيعية قليلة ( أقل من 20%)
4- إن كانت لزوجة السائل المنوى عالية
5- إن كانت المرأة تعانى من حالة تكيس المبايض أو اضطراب فى الهرمونات الأنثوية
6- فى حالة كون المهبل شديد الحموضة أو القاعدية
7- إن كان الزوجان يرغبان فى أن يكون المولود ذكر أو انثى.
ولكن طريقة التّلقيح الصناعي لا تساعد الأزواج على الإنجاب فى الحالات التالية: إن كان الرجل لاينتج حيوانات منوية بالقذف العادي أو أنّ عدد الحيوانات المنوية قليل جداً، أو أنّ معظم الحيوانات المنوية المنتجة عديمة الحركة. وكذلك لاتنفع هذه الطريقة إن كانت المرأة تعاني من انسداد فى الأنابيب. فحل هذه المشاكل يكون بعملية طفل الانبوب.
أمّا إن تقرّر أنّ عملية التلقيح الصناعى هى مفيدة للزوجين، فلحل مشاكل الرجل نقوم بالتّالي: فإننا بعمليّة التلقيح الصناعي نعالج الحيوانات المنويّة بمواد خاصّة مغذية ومنشطة يتم فيها التخلّص من الشوائب ومن الحيوانات المنويّة الضعيفة ومن اللّزوجة الزائدة للمني. وتركّز هذه الحيوانات مما يزيد من عددها لكل ملم، وتزداد سرعتها وقوتها، وتحقن داخل الرّحم مما يقصر عليها المسافة التى يجب على الحيوانات المنوية قطعها للقاء البويضة. فتستطيع الحيوانات المنويّة المنشطة الإلتقاء بالبويضة وتلقيحها فى غالب الأحيان (حوالى 60% ) من الحالات. ولكوننا نستعمل منشطات لمبايض المرأة، فإنّه فى أغلب الأحيان تستطيع المرأة إنتاج عدة بويضات ناضجة قابلة للتلقيح.
إن كان الزوجان يرغبان بمولود ذكر أو أنثى فإنّه أصبح الآن القدرة لدينا على اختيار جنس الجنين بدقّة تصل الى 85% حسب بحث أجريناه فى مختبرنا وبالتّعاون مع مجموعة من أطبّاء النساء والولادة على 200 حالة فى الأردن. و فكرة اختيار جنس الجنين تتلخّص فى مبدئيين رئيسيين: فالمبدأ الأول: اعتماداً على أن مهبل المرأة هو مائل الى السائل الحمضي بينما يكون منى الرجل مائل الى القلوي. فاختلاط السائل الحمضي مع القلوي يؤدي إلى خليط قد يكون فيه القلوي هو الغالب وقد يكون الحمضي هو الغالب. فإن غلب القلوي فإنّ فرصة إنجاب الذكر تزيد. ولزيادة هذه النّسبة فإنّنا فى المختبر نقوم باستعمال سوائل منشّطة للحيوانات المنوية تكون مائلة إلى القلوي (مقارنة مع حموضة وسط المهبل). والمبدأ الثاني هوأنّ حجم الكرموسوم الأنثوي هو أثقل من الكرموسوم الذكري. وبالتالي فإنّ سرعة الحيوان المنوي الأنثوي هى أقل من سرعة الحيوان المنوي الذكري. ولعمل ذلك فإنّنا نختار تركيزات للبروتين مختلفة توضع بها الحيوانت المنوية ومن ثم تستطيع الحيوانات المنوية الأخف (وفى هذه الحالة الحيوانت المنوية الحاملة للكرموسوم الذكرى) الوصول إلى أماكن في المحلول مختلفة عن الحيوانات المنويّة الأثقل وبالتّالى الأبطأ وفى هذه الحالة تكون الحيوانات المنويّة الحاملة للكرموسوم الأنثوي.
ونضع الحيوانات المنويّة جميعها فى السائل البروتيني المختلف التّركيز لفترة زمنية معيّنة ومحسوبة، ليتم بعد ذلك فصل خليطين من الحيوانات المنوية: خليط يكثر به الحيوانات المنويّة الحاملة للكرموسوم الذكرى و خليط آخر للحيوانات المنوية الحاملة للكرموسوم الأنثوى. وبعد ذلك نأخذ الحيوانات المنوية الحاملة للكرموسوم الذكرى (إن كان المطلوب ذكراً) أو الحيوانت المنوية الحاملة للكرموسوم الأنثوي (ان كان المطلوب أنثى) ونزيد تركيزها ونخلّصها من الشوائب ومن ثم نضعها فى رحم المرأة.