ماء جافيل
يعرف هيبوكلوريت الصوديوم (Sodium hypochlorite) باسم ماء جافيل أو (Eau de Javel)، وهو عبارة عن سائل يستخدم كمنظف للأقمشة البيضاء القطنيّة والكتان والرايون والورق والقنب، وينتشر في الأحياء الشعبية، ولو دقّقنا في مكوناته الكيميائية، فسنلاحظ مدى سميته، وينصح الكيميائيين بالحذر عند استخدامه، وينصح بأن يكون محفوظاً في المنزل في أماكن بعيدة عن متناول أيدي الأطفال الذين ربما يشربونه ليتعرضوا إلى التسمم ظناً منهم أنهم يشربون الماء.
فلو تناول أحد بالخطأ ماء جافيل سيتعرض لعدة أعراض كالتهاب الشفتين، وعسر بالهضم وآلامٍ في المعدة، وقد يصاب بالقرحة في المعدة، وسيتعرض لاضطرابات في الوعي، والاصابة بصدمة قد تودي بحياته، ففي حال تناول الشخص ماء جافيل عليه الذهاب فوراً إلى المشفى في حالة إسعاف عاجلة. كيف هو شكل ماء جافيل؟
هو سائل صافٍ ذو لون أصفر يميل إلى الاخضرار، ومكن أن تجده في المتاجر على شكل محاليل مائيَّة بتراكيز من 5% إلى 15%، وتباع في أوعية غير شفافة فماء جافيل يحفظ بعيداً عن الضوء، ويمكن أن يتفاعل بشكل سام مع الحموض على درجة حرارة لا تتجاوز 20º س، فخلط ماء جافيل مع (الفلاش) مثلاً سيؤدي إلى تكون غاز الكلور السام، ماء جافيل لا يخلط أيضاً مع النشادر أو المحاليل الأمونية لأن خلط ماء جافيل مع هذه المحاليل سيُنتج كلور الأمين السام، لكن في حال حصل واستنشق الشخص غاز الكلور السام فعليه الخروج إلى الهواء الطلق واستشارة الطبيب بعد ذلك، ويجب أيضاً ألّا يلامس الجروح، لكل هذه الأسباب يجب أن يكون من يستعمله حذراً جداً.
يُستخدم ماء جافيل أيضاً كسائل معقم يمنع العفونة ومبيداً للفطريات، ويستخدم أيضاً في القطاع الصناعي لصناعة الورق والنسيج وفي أيضاً لتنقية المياه، وهنالك استخدام غريب لابد من ذكره، فبعض الأجهزة التي تفقد جدواها مثل لوحة الأم للحواسيب القديمة تحتوي على الذهب في بعض داراتها، فيقوم بعض المهتمين باستخدام مركبات كيميائية متنوعة ومنها ماء جافيل، وحسب خطوات وكميات مدروسة لاستخلاص الذهب، وإعادة إنتاجه للاستفادة منه وعدم إهداره.
وأول من قام بإعداد مركب ماء جافيل هو العالم الكيميائي الفرنسي كلود لويس برتولي عام 1755م وسماه بهذا الاسم، وصيغته الكيميائية (NaClO)، ومن أغرب الاستخدامات لماء جافيل هي لكشف الحمل حيث يوضع على بول المرأة فان حدث تفاعل وتشكلت الفقاعات كانت النتيجة ايجابية وفي حال لم يتفاعل مع البول فهي نتيجة سلبية.