مؤلف كتاب ألف ليلة و ليلة
إختلفت الأراء عن المؤلف لكتاب ألف ليلة و ليلة التراثي ، ففي نسخة الكتاب الإيرانية تمت الإشارة إلى أن مؤلف الكتاب الأصلى كاتب من الشام ، أما في نسخة الكتاب الإنجليزية أشير أن مؤلف الكتاب لم يكن شخص واحد بل عدة أشخاص متفرقون ، تم تجميع حكاياتهم في كتاب واحد و ذلك لتنوع قصص الكتاب بين الهندية و الفارسية و المصرية و العربية ،و هناك أقاويل عن مؤلف الكتاب يوناني ، و هذا الخلط دفع عدد من الباحثين في البحث عن المؤلف الحقيقي للكتاب ، حيث إهتدوا إلى أن مؤلف روايات ألف ليلة و ليلة هو أديب الفلاسفة أبو حيان التوحيدي ، و أنه كتب هذه الروايات في العصر العباسي .
نبذة عن كتاب ألف ليلة و ليلة
يتألف كتاب ألف ليلة و ليلة من عدة قصص بعضها حقيقية و الأخري خيالية ، و لكنها في المجمل هي مجموعة من القصص و الحكايات الشعبية ، حيث تم جمعها و ترجمتها إلى اللغة العربية في العصر العباسي ، و عرف أيضا هذا الكتاب تحت مسمى الليالي العربية ، و من الجدير بالذكر أن هذا الكتاب تعود معظم قصصه و حكاياته إلى العصور القديمة و الوسطي ، كما أنه يجمع بين أكثر من حضارة فتجد فيه بعض القصص عن الحضارة العربية ، المصرية ، الهندية ، الفارسية ، العراقية ، و توجد بعض القصص مستوحاه من العمل البهلوي الفارسي ( هزار أفسان ) أو ( ألف خرافة ) باللغة العربية .
تبدأ كافة النسخ من هذا الكتاب بما يسمي القصة الأساسية و هى عن الملك شهريار و زوجته شهرزاد ، حيث أن كافة القصص بالكتاب تبدأ و تنتهي بهاتين الشخصيتين الأساسيتين ، حيث ظلت شهرزاد تحكي كل يوم قصة للملك شهريار لمدة ألف ليلة و ليلة و من هنا كان مسمى الكتاب ، و توجد العديد من القصص الشهيرة لدينا بالكتاب مثل : علاء الدين و المصباح السحري ، على بابا و الأربعون لصا ، السبعة رحلات للرحالة سندباد .
أقسام كتاب ألف ليلة و ليلة
تم تقسيم هذه الرائعة الأدبية إلى أربعة أقسام و هي : قسم يتضمن الحكايات الفارسية و الهندية ، قسم يتضمن قصص التراث الشعبي التي تم روايتها في العصر العباسي و يطلق عليها الروايات البغدادية ، قسم يتضمن روايات و حكايات التراث الشعبي المصري ، و أخيرا قسم يتضمن أخبار و معلومات عن الملوك و الأمراء و قصص حياتهم .
نبذة عن أبو حيان التوحيدي
على بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي ، و كان يلقب بأبو حيان ، ولد عام 310 هجريا ببغداد بالعراق، و توفي في عام 414 هجريا ، نشأ يتيما في عائلة فقيرة ببغداد ، و عندما إشتد عوده عمل بمهنة الوراقة ، حيث كانت سببا في إنارة فكره و زيادة رصيده من المعلومات ، و أيضا سببا في تطوير مهاراته الأدبية و الثقافية .
تميز الكاتب الأديب أبو حيان بشدة الذكاء و سعة المعرفة ، و روعة الأسلوب ، و لذا أطلق عليه أديب الفلاسفة ، و سماه آخرون بفيلسوف الأدباء ، ناهيك عن مؤلفاته الرائعة المتنوعة ، حيث كانت تحتوي على نوادر عدة ، و كذلك كان يسلط الضوء على الأوضاع الإجتماعية و الفكرية و السياسية للفترة التي عاصرها .
عانى أبو حيان من تجاهل الأدباء و المؤرخين الذين عاصروه ، الأمر الذي أصابه بالإحباط و جعله يشعر باليأس و أنه لم يقدم شيئا ، مما دفعه إلى الحادثة الشهيرة و هي حادثة حرق الكتب ، حيث قام أبو حيان بحرق مؤلفاته و من الجدير بالذكر أنها تعدت التسعون مؤلفا ، ثم إنتهج الصوفية آملا أن يجد راحة البال و الإطمئنان .
أبرز مؤلفات أديب الفلاسفة أبو حيان
قدم أبو حيان العديد من المؤلفات ذات القيمة البلاغية و الفكرية و الثقافية الكبيرة و لعل أبرزها ما يلي :
الإمتاع و المؤانسة : و يعد أحد الكتب الجامعة ، و هو يعتبر نتاج مسامرات 37 ليلة للوزير أبا عبدالله العرارض و صديقه أبي الوفاء المهندس ، و من مميزات الكتاب أن أبو حيان تنوع في فصوله بين الأدب و الفلسفة و الشعر و الفلك ، حيث أبرز قدراته الثقافية العالية ، كما أنه تطرق أيضا إلى الحياة السياسية و الفكرية و الإجتماعية لعصره .
البصائر و الذخائر : و هذه المؤلفة تعد من روائع أبو حيان ، حيث إنتقي محتواها من أفضل ما ورد على سمعه و بصره و ثقافاته و جلل ما حفظ ، و من الجدير بالذكر أن الكتاب يتألف من عشرة أجزاء ، و أهم ما يميز الكتاب هو اختياراته العديدة و الآراء المثقفة التي أورده أبو حيان داخل الكتاب .
الصداقة و الصديق : يعتبر هذا الكتاب رسالة تختص بموضوع الصداقة تم توجيهها بطريقة أدبية رائعة ، كما أن الكتاب ذكر بعض من ثنايا حياة أبو حيان فقد ذكر به نصا (فلقد فقدت كل مؤنس و صاحب، و مرافق و مشفق، و والله لربما صليت في الجامع ، فلا أرى جنبي من يصلي معي ، فإن إتفق فبقال أو عصار، أو نداف أو قصاب ، و من إذا وقف إلى جانبي أسدرني بصنانه ، و أسكرني بنتنه ، فقد أمسيت غريب الحال ، غريب اللفظ ، غريب النحلة ، غريب الخلق ، مستأنسا بالوحشة ، قانعا بالوحدة ، معتادا للصمت ، ملازما للحيرة ، محتملا للأذى ، يائسا من جميع من ترى ) .
أخلاق الوزيرين : يعد من الكتب الفريدة لأبو حيان ، كما أنه يدعي أيضا بمثالب الوزيرين ، حيث أنه ذكر بعد أنباء الوزيرين إبن العميد ، و الصاحب بن عباد .
الهوامل و الشوامل : يمكن أن تعتبر أنه تم دمج كتابين بكتاب واحد ، حيث أن الهوامل هي أسئلة من أبو حيان إلى مسكويه ، و الشوامل هي رد مسكويه عليه .
الإشارات الإلهية : و هو نوع من الخواطر ، كتبه أبو حيان بعد أن إعتنق التصوف .