مؤذنوا الرسول
يعتبر الأذان النداء الرئيسي الذي يتمّ به إعلان دخول الصلاة، ويتم النداء به عندما يحين موعد الصلاة من قبل المؤذّن، ونص الأذان هو ” الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاةُ، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله “. وقد كان لرسول الله الأعظم عدد من المؤذّنين وهم من كانوا يؤذّنون في عهده الميمون، ولقد كان لرسول الله الأعظم أربعة مؤذنين، ولعلّ أشهرهم هو الصحابي الجليل بلال بن رباح – رضي الله عنه – والّذي اختاره الرسول الأعظم لهذه المهمّة بسبب جمال صوته. أمّا باقي المؤذنين فهم: عبدالله بن أم مكتوم، وأبو محذورة، ومولى الصحابي الجليل عمار بن ياسر الّذي كان يدعى بسعد القرظ بن عائذ.
بلال بن رباح
هو واحد من أبرز صحابة الرّسول الأعظم محمّد – صلى الله عليه وسلم –، اشتهر بلقب مؤذّن رسول الله، وقد كان عبداً عند بني جمح القرشيين، وبمجيء الإسلام دخل فيه، فقام سيّده وطاغية قريش أميّة بن خلف الجمحي بتعذيبه أيّما عذاب، إلى أن جاءه الصحابيّ الجليل أبو بكر الصدّيق واشتراه منه، فخلّصه بذلك من هذا العذاب الّذي كان قد وقع عليه. وقد كان على سويّةٍ عالية من الخلق الرفيع، فلم يكن يرخي أذنه لكلمات المدح من الناس؛ بل كان عندما يسمع أيّ كلمة فيها مديح، يتذكّر فضل الله تعالى عليه وهدايته له وإعلاءه من شأنه خاصّة بعد أن دخل في دين الله تعالى، فلولا الإسلام لبقي عبداً عند قريش ولما وصل إلى هذه المكانة العالية، فقد كان يقول – رضي الله عنه -: ” إنّما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً”.
وكان بلال عذب الصوت في الجاهليّة؛ فقد كان يغنّي في ذلك الوقت، وبعد أن دخل في الإسلام، استغلّ رسول الله هذه الميّزة فيه وأوكل إليه مهمّة الأذان.
أبو محذورة
هو أبو محذورة الجمحي، وهو واحد من صحابة رسول الله الأعظم محمّد، وهو أيضاً مؤذّن المسجد الحرام في مكة المكرمة.
سعد القرظ بن عائذ
هو مولى الصحابي الجليل عمّار بن ياسر، وكانت قد أوكلت إليه مهمّة الأذان في مسجد قباء في عهد الرّسول الأعظم وعهد الصدّيق، وعندما استلم الخليفة عمر الخلافة، تمّ تعيينه مؤذّناً في المسجد النبوي الشريف.
عبد الله بن أمّ مكتوم
وهو صحابي جليل من صحابة الرسول الأعظم، وهو أيضاً ابن خال السيّدة خديجة زوجة الرّسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم -، وقد كان هذا الصحابي الجليل ضريراً، وهو الّذي نزلت فيه السورة القرآنية ” عبس “. وقد كان مؤذّن الرسول مع بلال بن رباح. وقد كانا يتناوبان على الأذان والإقامة.