مؤتمر الصومام
مؤتمر الصومام
عقد مؤتمر الصومام في العام 1956م، وحدث ذلك بعد مرور عامين على اندلاع الثورة التي قام بها الفاتح في العام 1954م، وبعد حدوث التوسعات التي حصلت في المنطقة، أصبح من الضروري وضع استراتيجية متعلقة بالجوانب السياسيّة والعسكريّة المتعلّقة بجبهة التحرير الوطني، والتي تهدف بشكل أساسي إلى وضع مسار واضح ومحدد لها، ولذلك قام قادة الثورة بطرح فكرة انعقاد هذا المؤتمر، والذي أقيم في وادي الصومام، حيث عملوا من خلال هذا المؤتمر بوضع الأهداف السياسيّة ذات العلاقة المباشرة بالثورة، والعمل على تنظيمها بطريقة شاملة في مختلف المجالات المتعلقة بالسياسة وبالتحديد العسكريّة الاجتماعيّة.
أسباب انعقاد مؤتمر الصومام
يعتبر هذا المؤتمر من أهمّ الأحداث التاريخية التي حدث في الثورة الجزائرية، وكان أحد النتائج المهمة والحتميّة لجميع الظروف التي أحاطت بهذه الثورة، والتي تتمثل في مجموعة التطورات والإنجازات السياسية والعسكرية، التي تم تحقيقها منذ بداية الثورة التي اندلعت في العام 1954م، بالتحديد في بداية شهر نوفمبر، ولحين انعقاد المؤتمر، بالإضافة إلى النتائج الكثيرة التي تحققت في هذه الثورة، كانت حافزاً قوياً لعقد المؤتمر، لكي يتمّ تقييم الوضع منذ بداية الثورة، ووضع القواعد والخطط المستقبلية، والصعوبة الكبيرة في الاتّصال والتواصل ما بين قادة جيش التحرير الوطني، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت فرنسا للقضاء على الثورة وغيرها من الأسباب التي أدّت إلى انعقاد هذا المؤتمر.
أهداف مؤتمر الصومام
هناك مجموعة من الأهداف التي تم وضعها ليتم تحقيقها في هذا المؤتمر وهي:
- العمل على تقييم للمرحلة التي سبقت الثورة الجزائريّة، بكافة ما تتضمّنه من أحداث إيجابيّة أو سلبيّة، والهدف من ذلك التخلّص من كل ما هو سلبي، والعمل على تطوير وتقديم كل ما هو إيجابي.
- تحديد استراتيجية منظّمة وموحّدة وشاملة وذات علاقة مباشرة بالعمل الثوري، ويكون ذلك على جميع الأصعدة سواء الداخليّة أو الخارجيّة.
- تشكيل تنظيم جديد ومحكم بشكل جيد، فيما يتعلق بالميدان السياسيّ، والعسكريّ، والإداريّ، بالإضافة إلى الاجتماعيّ.
- الهدف الرئيسي هو توصيل صدى صوت الثورة الجزائريّة للرأي العام الدولي والعالمي.
- العمل على إصدار وثيقة ذات طابع سياسيّ ذو علاقة مباشرة بالثورة.
- العمل على توحيد جميع المواقف للقضايا المتعلقة بالثورة، والتي تمّ طرحها على الساحة الوطنيّة، وبناءً على ذلك قرر القادة القائمين على الثورة، بالعمل على التجهيز لعقد اجتماع وطني، للعمل على دراسة شاملة لجميع الأوضاع المتعلّقة بالثورة.
- وضع ميثاق ذو طابع سياسي، من أجل إيجاد قيادة مركزية موحدة، وقادرة على القيام بتسهيل المقاومة وتسييرها.