روايات وقصص

ع العنان “ليلتى الأخيره”

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أتجول فى المكان هنا وهناك انظر لما حولى حتى دوى صوت الانذار نظرت حولى وتفحصت المكان حتى أتى ما هو أسوأ من الكابوس والذى لم يكن إلا هجوم العدو
بالرشاشات والمدافع والمبيدات
كان الهجوم قويا والدفاع ضعيفا ولكنه مستميتا
لم أكن أعرف ماذا أفعل؟؟… فالقصف فى كل مكان وبالتأكيد ستصيبنى رصاصه

أتى منزلى بالحال فى رأسى أمى …وأبى…. وإخوتى…. يبدو أنهم بخطر علي أن أنقذهم فهذا واجبى
وهذا ما يجب على فعله
تساقطت دمعه من عينى حزنا وقهرا على تشردى
فها نحن نطرد بقسوه من ديارنا والبيت الذى أمضينا حياتنا كلنا نبنيه الأن ذهب أدراج الرياح
عدت لرشدى واستفقت من صدمتى وركضت فى سرعه لإنقاذ عائلتى وأنا أتخبط هنا وهناك حتى أتى ما إصطدم بى
رفعت عينى فى فزع ظنا منى أنه العدو ولكن سرعان ما أدركت أنه زميل فى المستعمره
نظر إلى ورأى علامات الخوف والرعب على وجهى وقال مستفسرا”ماذا بكى؟؟… لما تتعرقين هكذا؟”
نظرت اليه بعينين غائرتين وقلق شديد قائله “سيحطمون منزلى”
فقال مطمئنا”لا… لا… لاتخافى فقد أخذت عائلتك وتركنا المنزل وذهبنا لمخبأ سرى
لم يكن يعرف هل يكذب عليها؟!! ليطمئنها…… أم يكذب على نفسه؟! فقال فى عجله”هيا بنا قبل أن يصيبنا سوء”
أسرعت معه بكل قوتى ذاهبه الى أهلى لأطمئن عليهم ولكن أثناء ركضنا حتى سمعت صوت رصاصه تخترق جسده فقلت فى فزع وصراخ”لالالالالالالا”
فقال لى مطمئنا لافظا أنفاسه الأخيره” لا تقلقى… اذهبى وأسرعى فقد يصيبك العدو”
بكيت وحزنت كثيرا ودوت منى صرخات تتبعها صرخات حزنا وقهرا وكرها للعدو
ولكن سرعان ما تذكرت عائلتى وذهبت مسرعه ماسحه دمعتى من على وجنتى حتى وصلت للنفق المقصود
لم أرى أحدا واصلت البحث ولكن لا فائده حتى سمعت صوت العدو قائلا”أخيرا وجدتك ….أتظنين أنه بإمكانك الهرب أيتها الصرصوره الغبيه”
بدا علي القلق كثيرا وسرعان ما شعرت أنفاى بذلك الغاز القاتل السام المخترع الجديد وصرخت قائله”لا… ريد….. لا أرجوك فأنا سأموت”
لم يدركه كلامى ولم يوقفه وسرعان ما رش البيرسول علي وصابتنى حاله دوخان وأخذت أتخبط وهو ينظر إلي منتظرا منى لفظ أنفاسى الأخيره وحينها سمعت ضحكته قائلا لعدو أخر”أخيرا لقد طهرنا البيت من الحشرات الزاحفه…… هاهاهاهاهاها”
تلجلجت ضحكته الشريره فى صدرى حتى سرعان ما أدركت أننى ذاهبه مع روح أجدادى المناضله مودعه ليلتى الأخيره.

زر الذهاب إلى الأعلى