لو كنت أعلم أن الصداقة

لو كنت أعلم أن الصداقة تعني لبعظهم
أن تمضي لهم وثيقة استسلامك
وان تلغي شخصيتك
وان تذوب في كينونتهم
وان تعلن عبوديتك لهم..
وان تسلم بانك صرت شيئا من أشيائهم
التي يضعونها في دواليب بيوت نومهم
ويستبدلوك حسب تغير الطقس
ثم ينزعوك وترمى داخل بيت الصابون
وتظل تنتظر ربما أكثر من أسبوع
ولما يأت دورك ترمى في ظلمة آلة الغسيل
وقد تبيض
وقد تحمر
وقد تخضر
انت ونوعية الأقمشة
انت ونوعية المطهرات
والمزيلات للأوساخ
وقد تجد مكانا لتنشر مع الغسيل على الحبل
قبالة الشمس
او في مهب الرياح
وقد تظل تنتظر الدور لساعات
خاصة لما يكون الغسيل وافرا ..
لو
لو كنت أعلم أن الصداقة
قد تخفي في طياتها اكثر من وجه
والوجه قد يتحول الى وجوه
والوجوه تمسخ الى أقنعة
والأقنعة نفسها تتبدل
وتتغير
في الصباح قد يكون القناع يتصنع الابتسامة
فتأت صفراء
ومع موعد القهوة تأخذ طعم البن
قد تكون بحلاوة السكر
او متوسطة المذاق
وقد تحلو لكثرة المرارة..
في الشارع يأخذ القناع نعت الوقار
فالخوف من المعارف احتياط
والسير كالقطار دون التلفت حكمة
وعند باب الادارة يكون قناع التسلطن واجب
وحتى يكون احترام المنظورين امر له قداسة..
عند نهاية الشغل
تنسحب كل أشكال الزينة
فكما للشارع طقوسه
وللمقهى تصاريفها
وللوظيفة وقارها
فللبيت
ولكل من في البيت الطاعة
والطاعة العمياء
لسي السيد
أو للسيدة
سيان ..
لو
لو كنت أعلم ان الصداقة
لها مفاهيم لا أعرفها
أو بالأحرى لا أفهمما
او كان من المفروض عليى
أن أعلمها
وأعلم خباياها
وأعلم ان لها تضاريس
ومنحدرات
وكهوف
ومغاور
ومنزلقات
وثنايا
ومطبات
ربما بمفاهيم لم أتوصل الى قرائتها
لقصور مني
أولبلاهة في شخصي ..
لو
لو كنت أعلم أن الصداقة
تعني تخليك عن ذاتك
وتخليك عن ماهيتك
وتخليك عن كينونتك
وتخليك عنك
قلبا
وقالبا
اسما
ومسمى
ونعتا
وصفة
وبصريح العبارة
ان تبطل لعب الفاعل
وتصبح المفعول به
وبدل ان تكون سالبا
تكون المسلوب
وبدل ان تكون شامخا
تكون ذليلا
وبدل ان تكون مرفوع الهامة
تكون أحدبا
وبدل ان تكون في وضع السادسة
تكون السادسة والنصف
وبدل ان تكون راكبا
تكون المركوبة
وبدلا ان تكون ماسكا اللجام
تكون انت اللجام
وبدل ان تكون اللاعب الركيزة
تكون ببنك الاحتياط
وبدل ان تكون انت المبادرة
تكون انت العجلة الخامسة
وبدل ان تكون انت الرأس
تكون الذيل ..
لو
لو كنت أعلم ان الصداقة
تعني بالمفهوم{العربي}
الاستلاب
والذوبان
والانبطاح
والمجاملة
ما كنت صادقت
وما كنت وافقت
وما كنت قلت{نعم}
وقد كانت تكفيني{لا} النافية
و{لا }الجازمة
و{لا }الرافضة ..
قال حكيم =
لو كنت أعلم ان موتي تشاورني أجلي
لحفرت قبري بيديى
وأرحت من ادعوا {صداقتي} يوما..
وقلت
لو كنت أعلم ان زيارة البقاع
التي ينعتونها {بالتقديس}
تغير من طباع الناس
ولا أدري هل هو التحول من حالة الى أخرى
ام هو من عمل آلة مقياس اتجاه الرياح
ما كنت بدأت
حتى أعيى
وأتعب
ولا أفيق
الا والحائط
يصطدم بمقدم الرأس
والهاتف
يهتف بي
يا رجل انت بالوادي المقدس
نزعت نعلايى
وسرت حافيا
دون ان يخدشني فتات البلور المهشم
يا رجل
اني أنا الاهة الحب
أعلنك حبا
ولا أدعوك صديقا
اذهب الى كيلوبترا
فقد أكثرت في البلاد
الضحك على الذقون
وادعوها الى الحب
ونبذ ما تدعيه
فذاك
من شيم الكذب
وما فلح الكذاب
أنى يسعى
ولا يستقيم …