لون دم الانسان النقي
يتكوّن جسم الإنسان من أجهزة كثيرة يتضّح لنا من خلال معرفتها قدرة الله سبحانه وتعالى في خلقنا. فكلّ جهاز يقوم بعمله دون اختلال، وكل عضو في الجسم موجود ليؤدّي وظيفته الحيويّة المهمّة لحياة الإنسان. من أعضاء جسم الإنسان المهمّة “الدّم”.
يتكوّن دمّ هو عبارة عن سائل لزج، يكون أحمر اللّون. يجري هذا السائل في الأوعية الدمويّة في جسم الإنسان، ويقوم النخاع العظميّ بتصنيعه، ثمّ يقوم بضخّه واستقباله بمساعدة عضلات القلب. يتكوّن الدّم من أربعة مكونات أساسية؛ وهي: كريات الدّم الحمراء، وكريات الدّم البيضاء، والبلازما، والصفائح الدمويّة.
تنبع أهميّته في الجسم لكونه المسؤول عن نقل الأكسجين والغذاء إلى كل أعضاء الجسم، فهو ينقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم في عمليّة الشّهيق، كما أنّه ينقل المواد المغذيّة إلى خلايا الجسم للإستفادة منها وإنتاج الطاقة. كما يعمل على التخلّص من ثاني أكسيد الكربون بنقله من الخلايا للرئتين والتخلّص منه بعمليّة الزّفير. يقوم الدّم أيضاً بتنظيف الجسم من الفضلات، وإخراجها إلى خارج الجسم عن طريق التبوّل والعرق. الدّم أيضاً مسؤول عن مناعة الجسم ضدّ الأمراض والأجسام الغريبة التي تدخل الجسم، حيث أنّه يحتوي على خلايا الدّم البيضاء التي تحفّز جهاز المناعة في الجسم، وتنتج الأجسام المضادّة عند دخول أجسام غريبة للجسم، وبالتّالي حمايته ووقايته من الكثير من الأمراض. يعمل الدّم على الحفاظ على توازن الجسم المائيّ، من خلال التخلّص من الماء الزائد في الجسم، وهو أيضاً مسؤول عن درجة حرارة الجسم الداخليّة. وتكون درجة حرارته الطبيعيّة دون مرض سبعة وثلاثين درجة مئويّة، وهو يشكّل ما نسبته 8% من كتلة جسم الإنسان.
قبل حدوث الثورة الطبيّة والتكنولوجيّة في عالم الطّب وجسم الإنسان، كان الإنسان يعتقد أن جميع النّاس لها نفس النّوع من الدّم، وأن أي شخص بحاجة لدم فيستطيع أن يأخذ من أيّ كان. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث أنّ هناك فصائل محدّدة لدمّ الإنسان، وهذا الإكتشاف ساعد كثيراً في الوقاية من أمراض الدّم ومن أخطار نقل الأمراض من شخص مريض لآخر سليم. وقد تمّ تقسيم دمّ الإنسان إلى أربعة فصائل، وهي: A و B و AB و O، وهذه الفصائل يتسّم بها دمّ الإنسان وتنقل إليه وراثيّاً من الأب والأمّ.
أمّا لون دمّ الإنسان النقيّ، فإنّنا عندما نجرح أو نأخذ عيّنة من دمنا نراه سائلاً لزجاً أحمر قاني اللّون. ولكن السؤال هنا هل دمّ الإنسان الطبيعي داخل جسمه أحمر اللّون أيضاً؟ وما الذي يعطيه هذا اللّون؟
إنّ دم الإنسان يكون أحمر اللّون إن كان مشبعاً بالأوكسجين والهيموجلوبين، أي يكون مؤكسداً، ويرجع سبب هذا اللّون بالذات لوجود كريات الدّم الحمراء في الدّم وهي التي تمدّه بهذا اللّون وتشكّل ما نسبته من 40% من الدّم. وتكون كريات الدّم الحمراء مشبعة بالأوكسجين من خلال عمليّة التّنفس وتنتج مادّة الهيموجلوبين التي تحوّل لون الدّم إلى الأحمر الغامق. وفي حالة حدوث اندفاع فجائيّ للدّم وحدوث تسارع في الأوعية الدّمويّة، فإنّ كريات الدّم الحمراء هنا تخسر الأوكسجين الموجود بها، وهنا يتحوّل لون الدّم إلى لون ما بين اللونين الأزرق والبنفجسيّ، وهو اللّون الذي نراه في عروقنا، وهذا الدّم يكون خاليّاً من الأوكسجين.