لماذا لا نرى في الظلام
الرؤية
الرؤية هي إحدى أهمّ الحواسّ الخمس لدى الإنسان، التي يصعُبُ العيشظث دونها. وقد بحثَ العلماءُ في تركيبِ عين الإنسان المسؤولة عن البصر، والطريقة التي تعملُ بها، وما زالوا يدرسونها حتى الآن، إذ إنّ عين الإنسان أحدُ أكثر الأعضاء في جسم الإنسان تعقيداً وإعجازاً، ولهذا فقد استمرّ العلماء في البحث عن طريقة الرؤية حتّى اكتشف العالمُ المسلم الحسنُ بن الهيثم كيفيّة الرؤية.
مكونات العين
تتكوّنُ عينُ الإنسان من عددٍ من الأجزاء أو الطبقات التي يمرّ الضوءُ من خلالِها بترتيبٍ معيّنٍ كي تتمّ عملية الرؤية، فأولُ أجزاء العين والموجودة في الجزء الخارجي منها هي الصلبة، والتي تعتبرُ الجزءُ الأبيض من العين، وتكمنُ مهمّة الصلبة في حماية أجزاء العين الأخرى. وفي خارج العين توجدُ الحدقة أيضاً وهي الجزء الأسود من العين حيث تمرّرُ الحدقةُ الضوءَ إلى داخل العين من خلالها. أمّا الجزءُ الملوّنُ من العين فيسمّى القزحية والتي تحتوي على أليافٍ عضليّة للتحكّمِ بمساحة الحدقة، حيث تُوسّع الحدقة في الظلام وتُضيّقُها في الضوء الساطع.
توجدُ بعد هذه الأجزاء القرنيّة وهي عبارةٌ عن جزءٍ شفّافٍ محدّبٍ يقومُ بتركيز الضوء إلى نقطةٍ محددةٍ كي تزيد من وضوح الصورة، وتوجد بعد القرنية العدسة والتي تركّز الضوءَ بشكلٍ أكبر. وأمّا الجزء المسؤولُ عن استقبالِ الضوء فهو الشبكيّة، والذي يحتوي على عددٍ من الخلايا البصرية التي تحوّل الضوءَ إلى إشاراتٍ كهربائيّة تنتقلُ عبرَ العصب البصريّ الموجود خلفَ العين إلى الدماغ. كما توجدُ في وسط الشبكية منطقةٍ تتركّزُ فيها الخلايا البصريّة بشكلٍ أكثف من باقي الشبكيّة، وتكون مسؤولةً عن الرؤية المركزيّة، وهي التي تسمّى بالبقعة.
الرؤية في الظلام
حتّى نعرف سبب عدم التمكّن من الرؤية في الظلام فعلينا في البداية أن نعرفَ كيف تحدثُ عمليّة الإبصار، فتبدأ عملية الإبصار بمصدر الضوء كالشمس أو المصباح الكهربائيّ والذي يبعثُ الضوءَ، والذي يكون عبارةً عن حزم من الفوتونات، وعندما تصطدمُ هذه الفوتونات في الأجسام من حولنا تنعكسُ في شتى الاتجاهات ويدخل جزءٌ من هذا الضوء المنعكس إلى داخل العين عبرَ الحدقة، ثمّ القرنيّة والعدسة، اللتيْن تعملان على تركيزِ الضوء داخل العين.
يصطدمُ الضوءُ بعد ذلك في الشبكيّة والتي تترجمُ الضوءَ إلى إشارات كهربائيّة تنتقلُ عبر العصب البصريّ إلى الدماغ، والذي يترجمُ هذه الإشارات حتّى نتمكن من الرؤية. ولهذا فإنّنا في الظلام الدامس لا نستطيعُ الرؤية بسبب عدم وجود مصدرٍ للضوء، وأمّا في عندما نكون في منطقةٍ مظلمةٍ ولكن مع وجود ضوءٍ خافتٍ جداً فإنّ حدقة العين تتسعُ كي تسمحَ لكميّةٍ أكبر من الضوء بالمرور، ولهذا فإنّنا نحتاجُ في بعض الأحيان إلى بضعِ دقائق؛ كي نتمكنَ من الرؤية عند الانتقالِ من منطقةٍ مضاءةٍ إلى أخرى مظلمة.