لماذا سمي حائط البراق بهذا الإسم
ثيراُ ما نسمع عن ” حائط البراق “، فما هو هذا الحائط؟ وأين يوجد؟ ولماذا سميّ بهذا الإسم؟
حائط البراق هو ليس حائطاً عادياً نسمع به ونمرّ مرور الكرام، فإنّ لحائط البراق مكانة مميزة عند المسلمين. حائط البراق هو جزء لا يتجزأ من سور المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وهو وقف إسلامي متواتر. وهذا السور يقع في الجهة الغربيّة من سور المسجد، ويمتد هذا الحائط من باب المغاربة في الجنوب إلى المدرسة التنكزية في الشمال. يبغ طول السور خمسيت متراً، وإرتفاعه عشرين مترا تقريباً، وعرضه ثلاثة أمتار.
لحائط البراق أهميّة دينيّة كبيرة عند المسلمين وعند اليهود. فأمّا عند اليهود فإنّ هذا السور يعتبر في ديانتهم الأثر المتبقي الأخير من هيكل سليمان المزعوم، ويذهب الكثير من اليهود إلى هذا الحائط للصلاة فيه ويؤدون فيه طقوسهم الخاصة، والتي يقومون بها أمام الحائط حداداً منهم وحزناً على دمار وخراب هيكلهم المزعوم. وقد زادت أهمية هذا الحائط عند اليهود، وأصبح الكثير منهم يأتون إليه بعد القرن التاسع عشر، وهو في نظر اليهود الصهاينة “رمزاً دينياً وطنياً ويسعون منه إلى السيطرة على كلّ المسجد الأقصى وتدميره ليقيموا فوقه هيكل سليمان المزعوم.
قبل عام 1967 م كان حائط البراق محاطاً بالبيوت القديمة والتي كان يطلق عليها “حي المغاربة”، وكان يذهب إليه اليهود ليبكوا أمامه، ولذلك يسمونه “حائط المبكى”. وبعد نكسة 67 أخذه اليهود المحتلون بالقوة وفرضوا سيطرتهم عليه، وهدموا البيوت التي تمثل حي المغاربة، وأصبح معلماً دينياً يهودياً.
سبب تسمية حائط البراق بهذا الإسم:
أمّا سبب تسمية هذا الحائط بهذا الإسم، فهو مرتبط بالمكانة الدينية لحائط البراق عند المسلمين. حيث أنّ حائط البراق مرتبط لدى المسلمين بـ ” حادثة الإسراء والمعراج “، فالبراق هي اسم للدابة التي أسرى بها الرسول محمد “صلّ الله عليه سلّم” وسافر بها من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس الشريف، وقد ربط رسولنا الكريم دابته البراق على هذا الحائط، ثمّ عرج بها إلى السماء من هناك للسماوات العلى.
قال رسول الله “صلّ الله عليه وسلم” : ” أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عـرج بي إلى السماء”. (رواه مسلم).
ومما لا شكّ فيه، أنّ هذا الحائط متنازع عليه بين المسلمين واليهود، وقد استطاع اليهود أن يحكموا سيطرتهم عليه، ويشهد التاريخ حوادث كثيرة وقعت بين المسلمين واليهود في النزاع على أحقية هذا الحائط، أشهرها “ثورة البراق” التي حدثت في عام 1929 م بعد أن سمح الإنتداب البريطاني لليهود بالصلاة والبكاء والنواح عند هذا الحائط.