لماذا سميت الغدد الصماء بهذا الإسم
لطالما كان اسمها محطّاً لإثارة الاستغراب لمن يفتقر المعلومات حولها ، والسؤال لماهيّة ما يعنيه وصفها الذي أُطلِق عليها تحت عنوان ” الغدد الصمّاء ” ، ومِن هُنا فإن وصف الصمّاء أُُطلق على مجموعة هذه الغدد نظراً لأنها تقوم بإفراز هرموناتها مباشرة إلى الدم ومن دون أي وسيط كالقنوات .
وتتعدّد هذه الغدد والتي بدوها تتّوزع في أنحاء الجسم كافّة ، ومن أهم هذه الغدد التي سنقوم بالحديث عن البعض منها بشيء من التفصيل نذكر : الغدّة النخاميّة ، الغدّة الكظريّة ، الغدّة الدرقيّة ، الغدّة الصنوبريّة ، الغدّة الزعتريّة ، الغدّة الجار درقية .
“‘الغدّة النخاميّة”‘ : هي ” مايسترو الغدد ” ، كونها تُعد مِن أهم الغدد المتواجدة في جسم الانسان حيث تعتبر مُنظِّمة لباقي الغدد . وتقع هذه الغدّة في تجويف عظمي تحديداً في جمجة الانسان أسفل الدماغ ، وتنقسم إلى ثلات فصوص : الأمامي الذي يسمّى بالنخامة الأماميّة ، الخلفي والمسمّى بالنخامة الخلفية ، والأوسط .
أمّا من ناحية ما تفرزه هذه النخامات الثلاثة ، فالأوسط والأمامي منها واللذان يعرفان بالجزء الغدّي ، يفرزان هرمونات معيّنة مثل هرمون النمو ، هرمون الملوتن ، هرمون البرولاكتين ، الهرمون المُوجه لكشر الكظر وغيرها ، في حين أنّ الفص الخلفي أو النخامة الخلفيّة فتفوم بتخزين ما يفرزه الجزء العصبي من هرمونات : الهيبوثالامس ، كما ويعمل على تنظيم عمليّة إفرازها ، بالإضافة لإفرازه لكل من الأوكسيتوسين ، والهرمون المُضاد لإدرار البول .
مع الإشارة إلى أنّ أي زيادة حاصلة في الهرمون الذي تفرزه هذه الغدّة هرمون النمو تؤدي لحدوث طول غير طبيعي وضخامة ، وفي حال كانت هذه الزيادة الحاصلة حدثت بعد بلوغ الشخص أدّى ذلك لإصابته بداء العملقة الطرفيّة ، حيث تُصاب كل من القدمين واليدين بالضخامة .
أمّا النقصان الحاصل في إفراز الغدّة النخاميّة لهرمون النمو فيؤدي بدوره إلى القزامة ، وإبطاء عمليّة النمو .
“‘الغدّة الصنوبرية”‘ : غدّة صغيرة في حجمها ، تقع في تجويف الدماغ ، حيث يميل شكلها لشكل حبّة الصنوبر ، وتقوم بإفراز هرمون الميلاتونين والذي يُطلَق عليه أيضاً اسم هرمون النوم ،والذي في حال تم تواجده في الجسم بنسب عالية أدّى ذلك لمساعدة الشخص ليلاً على الدخول للنوم ، وعلى الجانب الآخر فإنّ التناقص الحاصل في نسبه صباحاً يوفر المساعدة لاستيفاظ الشخص ، وهذا يدفعنا للإشارة إلى دور هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدّة الصنوبرية في عمليّة انتظام الساعة البيولوجيّة .
“‘الغدّة الزعترية”‘ : أو الصعتريّة ، وهي الغدّة الواقعة في أعلى القلب على القصبة الهوائيّة ، وتبدأ كبيرة في حجمها عند مرحلة الطفولة ، وفي فترة المراهقة تستمر بالضّمور .
هرمون الثيموسين هو الهرمون الذب تقوم الغدّة الصنوبريّة بإفرازه ، والذي بدوره يوفر المساعدة في عمليّة انتاج الخلايا اللمفاوية ، كما ويقوم بتنظيم بناء المناعة .
“‘الغدّة الدرقيّة”‘ : تقع تحديداً أمام القصبة الهوائيّة حيث تجدها في الرقبة ، لونها بني ، كما وتتألف لطالما كان اسمها محطّاً لإثارة الاستغراب لمن يفتقر المعلومات حولها ، والسؤال لماهيّة ما يعنيه وصفها الذي أُطلِق عليها تحت عنوان ” الغدد الصمّاء ” ، ومِن هُنا فإن وصف الصمّاء أُُطلق على مجموعة هذه الغدد نظراً لأنها تقوم بإفراز هرموناتها مباشرة إلى الدم ومن دون أي وسيط كالقنوات .
أمّا هرمون الثيرويد الذي تفرزه الغدّة الدرقية ، والمنقسم لنوعين ألا وهما هرمون الثيروكسين وهو الهرمون الرئيسي ، وهرمون ثالث يود الثيرونين ، فتعد ” الخلايا الكيسيّة” الواقعة في بطانة الغدّة الدرقيّة هي المسؤولة عن إفرازهم .