للبعد الخوف
المشاعر
المشاعر الفطريّة غريزة خلقها الله في كلّ إنسان، وتختلف هذه المشاعر والقدرة على التحكم بها من شخص لآخر، كالحب، والحزن، والخوف، والقلق، والشجاعة، وغيرها الكثير من المشاعر التي غالباً ما نصارع أنفسنا حتى نستطيع أن نخلق توازناً سليماً بينها. في مقالنا هذا سنتحدّث عن أحد هذه المشاعر، والتي كثيراً ما تسيطر علينا في مواقف حياتنا وتدفعنا نحو الكثير من الأمور ألا وهو الخوف.
الخوف
الخوف هو أحد المشاعر التي نشعر بها إن واجهنا الخطر، ويكون الشعور قويّاً ومزعجاً، وهو عدوّ الإنسان الأكبر، فكلّنا بشر، وكلنا نخاف من أكثر الأشياء التي تواجهنا؛ كالموت، والمرض، والمستقبل، والكبر، والماضي. وهناك نوعان من المخاوف التي يشعر بها الإنسان، إمّا يكون الخوف موضوعياً؛ ويقصد به الخطر الذي يهدّد حياتنا في موقف معيّن، أو يكون الخوف مرضيّاً، أو ما يسمّى “الفوبيا”، كالخوف من الأماكن المرتفعة، أو الخوف من الظلام، أو الخوف من الأماكن المغلقة، وهكذا.
حسب الدراسات والأبحاث فإنّ الإنسان الذي يشعر بالخوف يمرّ بتغييرات فيسيولوجيّة وكيميائيّة جسديّة؛ كزيادة سرعة نبضات قلبه، وجفاف الفم والحلق، وزيادة تعرقه، وفقدانه للشهية، وشعوره بالتعب والدوار، نتيجةً لزيادة إفراز هرمون الأدرينالين.
كيف تتخلّص من خوفك؟
حتى تكون شخصاً قويّاً ناجحاً عليك أن تتمع بالإرادة القويّة بالتخلص من مشاعر الخوف تماماً، وتتخلّص من خوفك باتباعك للخطوات التالية:
- ابدأ أوّلاً بكتابة كلّ ما تخاف منه وما يرهبك، واكتب كلّما كان لهذا الخوف تأثيراً عليك، فإنّ خطوتك الأولى تكمن في اعترافك الجليّ بمكامن خوفك، حتى تخفف من سيطرتها عليك.
- عليك أن تتحلّى بالقوة بأن تتخلّص من كلّ ما تخاف منه بمواجهة كل ما يخيفك، ابدأ بفعل كلّ ما يخيفك رويداً رويداً، حتى تلاحظ أنّك بدأت تتجاوز الأمر شيئاً فشيئاً.
- لا تنسَ أن تمارس تمارين الاسترخاء التي تساعدك على تهدئة أعصابك، واحصل على الراحة بين الوقت والآخر.
- احتفل بنفسك إن نجحت في التخلص من خوفك من شيء ما، وذكّر نفسك بنجاحاتك وخبراتك التي استطعت أن تكسبها من خبرتك في مواجهة الخوف، وأنت بالتأكيد سوف تذهل من القوة الكبيرة التي ستكتشف أنّك تتمتع بها.
- اجلس مع نفسك وتفكّر بكل الأمور التي ترى أنّها تخيفك حقاً، فذلك سيساعدك في تخطيّ الألم، وخلق صورة جديدة عن الماضي والمستقبل، سيساعدك في زيادة الناحية الإيجابيّة.
- توكّل دائماً على العزيز الجبّار، وارم حملك دائماً على الله جلّ وعلا، فإنّه يدبّر الأمر ويمنحك حياة كلّها خير، ويحميك من عنده.
- كما تواجه خوفك، ساعد الآخرين على ذلك، فإنّ ذلك يساعدك حتماً في تحطيم أيّة بواقٍ لخوف لديك من أمر ما، ويقوّيك، ويزيدك عطاءً ونجاحاً.