لتصبح منشدا
حسابٌ على موقع “ساوند كلاود” للصوتيات، وصديقٌ يعزف على بعض الادوات الموسيقية، وصفحة تسميها باسمك مسبوقةً بتوصيف “المنشد”، بهذه التوليفة خرج العديد ممن وصفوا أنفسهم بالمنشدين مبتغين سلم الإنشاد طريقاً للنجومية والشهرة، في ظل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي الكبير.
لكن ليس هذا هو الطريق الذي يصبح فيه المنشد منشداً، دعونا نتفق في البداية على ضرورة أن يكون المنشد صاحب موهبةٍ في الصوت، فليس من المنطقي أن يكون صاحب نشاز، بلا خامةٍ صوتيةٍ تؤهله ليبني عليها مشواره الفني، ووصف المنشد الذي لم يعد حكراً على أحد.
حتى تصبح منشداً لا بد أن تكون صاحب رسالة، فما الفرق بين المغني والمنشد سو الرسالة التي يسعى كل منهما لتقديمه، فالمغني همه أن يصبح نجماً مشهوراً على وجه التحديد إلى جانب بعض الرغبات الهامشية التي تتضمنها أهداف نبيلة حسنة بلا شك.
لكن المنشد بالأساس يمتلك رسالة الخير، وتقديم النافع للناس، ويسعى لأن يكون صوته وسيلة لتعليم الناس الخير وهدايتهم عبر الفن، وهذا هو المعيار الأساسي في الحكم على المنشد من عدمه.
حتى تصبح منشداً لا بد أن تتعلم علم المقامات وتدرك أنواعها وكيفية الإتيان بها، ومن ثم البدء بالتدرب على أدائها حتى تصبح جيداً فيها، ومن ثم من الجيد أن توجد لك مدرباً يهتم بك ويعتني بك ويوصلك للطريق الصحيح، ليرشدك إلى أي المقامات التي تناسب صوتك وأي الدرجات من الصوت التي ستبدع فيها، فضلاً عن التمارين الصوتية التي أنت بحاجة لها.
لا بد أن تبني على من سبق من المنشدين، فانت لن تبدأ من الصفر، بل تتعلم من كل منشد الميزة التي يتميز بها عن غيره، وتحاول أن تتصف بها، حتى تجمع من كل قطر اغنية.
من المهم أيضاً أن تتعرف على الآلات الموسيقية، بشتى أنواعها وطرق استخداماتها، وحبذا لو تتقن استخدام بعضها، حتى تصبح أكثر إدراكاً لأداء النشيد.
لا بد أن تعرف مراحل إنتاج النشيد، الذي لا يختلف عن الغناء، فبدءًا بالكلمات التي تلحن ومن ثم توزع وتسجل عبر المنشد في الاستديو، وأحياناً تكتب الكلمات ملحنةً فيسبق اللحن الكلام.
اعلم ان صوتك هو الكنز الثمين الذي تحتفظ به، لذلك عليك الحرص على راحة الاحبال الصوتية، وتجنب ما يشدها او يضعفها، او يوترها، من الأطعمة والأغذية، واحرص على أن تكون في أتم الراحة قبيل فترة ليست بالقليلة من التسجيل، وهناك العديد من النصائح للحفاظ على الصوت ليس هذا هو المقام المناسب لذكرها.
أن تصبح منشداً لا يعني أنك حققت شيئاً عظيماً، بل هي مسؤولية مضاعفة تضعك على المحك بين الوسط الفني الإسلامي المتنافس، وفي ظل غياب نظرية الفن الإسلامي الواضحة، يكفيك العلم أن ديننا هو دين مقاصد تأخذ من الدنيا بقدر ما يحقق مقاصد هذا الدين الحنيف.