لاكون سفير
لعمل في المجال الدبلوماسي يعتبر أحد أصعب الأعمال وأكثرها أهمية وإثارة وخطورة على الإطلاق، حيث أن الدبلوماسية أو العمل في الشأن السياسي الرسمي يعني بالدرجة الأولى العمل على تحقيق مصالح الدولة التي يمثلها الدبلوماسي بالطريقة التي تحدد الدولة التعامل بها بشكل عام، مع الوصول إلى تلك المصالح والمكاسب السياسية بأقل قدر من التنازلات وأكبر قدر الفائدة على المستويين القريب والبعيد.
هذا العمل يتطلب شخصيات من نوع خاص يتمتعون بدرجة عالية من الثقافة والمعرفة بالأمور السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لدولتهم التي يعملون من أجل صالحها بالدرجة الأولى، وثانياً بالمكان الذين يمثلون فيه دولتهم سواء كان دولة أخرى أو مؤسسة دولية تعمل في تخصص معين، حيث يجب أن يكون الدبلوماسي أو السفير عالم بلغة البلد التي يمثل دولته فيها وعالم بتاريخها وجغرافيتها ودقائقها السياسية بشكل كبير، يضاف إلى ذلك رؤية ثاقبة وحكنة وبراعة في التعامل مع مختلف الشخصيات.
يبهر العديد من الأشخاص ذلك الترف الذي يعيش فيه السفراء من حضور الحفلات والسهرات مع كبار رجال الدولة والتنقل في كل مكان تحت حماية الحصانة الدبلوماسية التي تكفلها الاتفاقيات المنعقدة بين الدول مما يتيح للسفراء حياة أكثر رفاه في ظاهرها من العديد من الأشخاص الذين يمارسون أعمالاً أخرى، ولكن خلف ذلك المظهر المترف عبء ثقيل ومهام جسيمة وأمور شديدة السرية في العديد من الأحيان يقوم بها السفير، لذا فإنّ الطريق لكي يصبح الشخص سفيراً ليس مفروشاً بالورود وإنما يتطلب العديد من المهام نذكر منا ما يلي:
- تعلم أكثر من لغة والوصول إلى درجة عالية من المهارة فيها إلى حد معرفة الفروقات بين الألفاظ العامية المستخدمة في التعاملات اليومية، ويفضل أن تكون اللغات التي تتعلمها غير منتشرة كثيراً، فلا تتجه لتعلم الإنجليزية والفرنسية أو الإنجليزية والألمانية على سبيل المثال، بل حاول أن تجعل من الألمانية أو الفرنسية لغة أولى بجانب اللغة الثانية التي تتعلمها. ويممكن تعلم العديد من اللغات بسهولة في الوقت الحالي وبشكل مكثف.
- تنمية المعارف العامة في الأمور السياسية والتاريخية والجغرافية، يحث تتعلم تاريخ العالم العام القديم والحديث وتتجه من العام إلى الخاص في معرفة التاريخ الخاص لبلدك والمنطقة المحيطة بك والسياسات المتبعة في تلك المنطقة وأهم الأمور التي تؤثر في تلك السياسات، مع الحرص على معرفة القانون الدولي العام وتاريخ نشأة المنظمات الدولية وعملها، ويفضل أن يكون ذلك من خلال دراسة السياسة في المرحلة الجامعية.
- تنمية المهارات الذاتية من حيث القدرة على التواصل مع الآخرين والثقة في الذات والمهارات الشخصية كالانتباه وسرعة البديهة وسرعة ردود الأفعال وتنظيم الأفكار والحديث.