لأصبح عالماً
العلم شيء أساسي في حياة الإنسان، فكما أن للجسد غذاءً وهو الطعام فإن للعقل أيضاً غذاء وهو العلم، فالعلم يعمل على توسيع مدارك الإنسان وآفاقه كما أنه يعمل على زيادة معرفته بالأمور، إضافة إلى ذلك فإنه يساعد الإنسان على أن يبدع ويتفوق وقد يكون طريقة لكسب المال أيضاً وذلك بالتخصص عن طريق الجامعة، إضافة إلى ذلك فإن العلم هو السبيل لارتقاء الإنسان وتحسين قدراته العقلية ومهاراته المكتسبة وتحسين صحة العقل أيضاً. أما على مستوى الجماعات فالعلم هو السبيل إلى نهضة الأمم والتطور الحضاري والعزة والرفعة والارتقاء في كافة المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما إلى ذلك من أمور مختلفة ومتنوعة، لهذا فالدول التي تحترم انفسها وتحترم أفرادها وتطمح إلى مزيد من التطور والرفعة والارتقاء، تعمل جاهدة على أن ترفع مستوى التعليم فيها، وتتخذ إلى ذلك سبلاً مختلفة أهمها تخصيص ميزانية كبيرة لقطاع التعليم فيها، بحيث تشكل هذه الميزانية الجزء الأكر من ميزانية الدولة كلها جنباَ إلى جنب مع الصحة، كما أنها تعمل على تأهيل المعلمين وتحسن أوضاعهم، إذ أن المعلمين هم أول خطوة لصنع العلماء، كما تعمل على تجطوير المناهج وتخصيص ميزانية خاصة للبحث العلمي، فبدون تأمين بيئة مناسبة للبحث العلمي لن يكون هناك علماء.
لقب عالم لا يطلق فقط على العالم بالعلوم العلمية كالفيزيائية أو الكيميائبة أو الطبية أو الهندسية أو الجيولوجية أو الفلكية او البيولوجية وغيرها، بل يطلق أيضاً على أي شخص عمل خلال حياته على إثراء العلوم المختلفة سواء العلمية أو الإنسانية بشتى أنواعها ببحوثه القيمة والتي حققت قفزات نوعية في هذا مجال من المجالات.
وحتى يصبح الإنسان عالماً، يجب أن تكون لديه عدد من الخصال، وهذه الخصال خصالٌ شخصية، منها أن يمتلك عقلاً نقدياً، فالعقلية النقدية هي العقلية التي لا تقبل أي شيء بمجرد انها يمعت به من شخص موثوق بل تعمل على إخضاعةه للتجربة، فإن أثبتت التجربة حقيقة هذا الأمر قبل بها وإلا فلا، والعقلية النقدية أيضاً هي العقلية التي تطرح الأسئلة دائماً، لكل صغيرة وكبيرة، ومن هنا فبدون العقلية النقدية لن يكون هناك عالم، لأن أساس العالم هو الشك والسؤال. كما يجب أن يكون العالم محباً للعلم قارئاً يعرف كيف يقضي وينظم وقته. إضافة إلى ذلك يتوجب عليه أن يكون صبوراً دائم البحث والاضطلاع شغوفاً بالمعرفة وتعلم كل ما هو جديد. وأخيراً يجب أن يكون عقل العالم بعيداً عن أيّة تحيزات أو عصبيات تقفل الدماغ، وبالتالي يجب أن يكون لدى العالم عقلية منفتحة.