كيف يمكن حماية البيئة
بات مصطلح البيئة يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة، عبر كل ناشط بيئي، و أي صحفي يكتب تقريراً حتى، و كل عالم يبحث عن أسرار الكون هنا أو هناك. ما هي البيئة؟ و ما هذا المصطلح الذي أصبح يشغل كل بال و تخلب حلول الحفاظ عليه ألباب كل متتبع و مثقف؟ ربما نستطيع أن نعرِّف البيئة بأنها أحد أجهزة الانسان “الخارجية” مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً إلا أنها ليست موجودة بداخله، تتأثر بما يفعل الانسان كما بالضبط يتأثر جسد الانسان بها و بإختلالها. و من هذا المنطلق كان لا بد لنا أن نبحث جيداً في هذا المجال و نخصص له الكثير من الوقت و الجهد حتى يتسنى لنا استنباط الحلول المناسبة و الصحية قبل اختلال المعادلة و تضرر أحد الطرفين “الانسان و البيئة” ضرراً يُحال بعده رأب الصدع و إصلاح الخلل.
حتى نستطيع معالجة اي مشكلة تواجهنا لا بد لنا أن نعود و نصل للمُسبب الرئيسي لها، و في حالتنا هذه نستطيع أن نعدد الكثير الكثير مما يضر و يتلف البيئة و نعالجهم سبباً سبباً لعلنا نصل أو نساهم في ايجاد بعض الحلول المناسبة التي تضمن استمرار نشاطات الانسان و سلامة البيئة في نفس الوقت.
من المشاكل الجمَّة التي تواجه البيئة هي ارتفاع وتيرة الصناعة، إذ كلما تقدم الإنسان في اختراعاته تزداد مخلفات هذه الصناعات شيئاً فشيئاً و مع تراكمها يصبع من الصعب على البيئة معالجتها طبيعياً عبر عوامل التحلل الجوية أو الحيوية فتتراكم و تصبح عبئاً عليها و علينا و ربما يكون الحل الأمثل لهذه المشكلة في معالجة النفايات الصناعية في المصانع ذاتها لتطرح في البيئة على هيئة سماد مُعالَج تستطيع البيئة استخدامه فوراً دون الانتظار سنين عدداً حتى تستطيع استخدامه. أو ربما في بعض أنواع الصناعات يمكن إعادة تدوير المخلفات و إعادة استخدامها عبر نفس المصانع أو مصانع أخرى متخصصة في ذات الشأن و بهذا نُريح البيئة من عبىء بعض المخلفات ليتسنى لها تحليل ما تبقى من نفايات و هي كثيرة.
لكن للأسف مشكلة البيئة الحالية لا تقتصر على تلوث و عطَب بيئة “التربة” فقط، انما يتعدى الأمر لتلوث الهواء و الماء جراء الأدخنة و الأبخرة الصناعية و غيرها، و نتيجة ما يُطرح من نفايات في مياه البحار و المحيطات و هذا بدوره يؤثر تأثيراً خطيراً على نوع من أنواع الحياة في المحيطات و البحار و يقضي على نسبة كبيرة من هذا التنوع الذي نحن بحاجة ماسة إليه في اشياء كثيرة أولها البحوث العلمية و آخرها استخدامه كأحد مصادر الغذاء. و ربما تكون الحلول لهذه المشاكل بفرض قيود على كل الشركات و المصانع التي تنتج مخلفات يمكن أن تؤدي دروا سلبياً غلى البيئة و عدم السماح بإقامة مصنع أو شركة دون الموافقة على خطة مدروسة و محكمة للتخلص من نفاياتها و العمل على مراقبة سير عمل هذه الشركات و ضمان تنفيذها ما خُطِط له بدقة و فرض عقوبات صارمة لكل من يخالف.
النفايات أو المخلفات التي سبق تكوينها أو طرحها هنا أو هناك، سواءاً عبر الهواء أو الماء يمكن معالجتها من خلال دعم الحكومات لمشاريع البحث العلمي التي من شأنها هي فقط أن تساهم في اختراع ما يمكن أن يساعد في تنظيف البيئة كلياً من هذه المخلفات و الاستفادة منها بشكل عكسي بحيث تصبح المخلفات إضافة ايجابية للبيئة و تعود بالطبع بالفائدة على الباحث نفسه و الدولة ايضاً، بذلك نكون قد حللنا أكثر من مشكلة أولها مشاكل البيئة و آخرها البطالة.
تتعدد الوسائل و تختلف في طرق الحفاظ على البيئة كما تتعدد ايضاً الخروقات و التجاوزات بحقها، لكن يجب على الدول و الحكومات أن تكون صارمة في هذا الشأن و تفرض العقوبات و تراقب و تشكل اللجان و تتابع عملها حتى تضمن سلامة البيئة بالتالي نضمن سلامة صحتنا على المدى البعيد، إذ لا نملك سوى هذا الكوكب و ليس من حق أحد أن يفرض علينا هواءاً و ماءاً و تربةً ملوثين.