كيف يعامل الرسول الأطفال
تربية الأطفال
بعثَ الله سبحانه وتعالى نبيّه محمدًّا صلى الله عليه وسلم بالرِّسالة السَّماويّة وهي الإسلام، وإضافةً إلى ذلك كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم رسولًا للإنسانيّة، ومعلِّمًا للبشريّة جمعاء، واستحقّ أنْ يَحتَّل المرتبة الأولى على مستوى الشَّخصيات الأكثر تأثيرًا في تاريخِ البشريّة.
إنَّ من رسائل الرسول وتوجيهاته في التَّربية هي كيفيّة تربية الأطفال والتَّعامل معهم وِفق أسسٍ تربويّةٍ سليمةٍ؛ لتُخرج للمجتمع جيلًا متوازنًا ومعافًا من الاضطرابات النَّفسيّة، والأزمات الأخلاقيّة، والتَّشتت الدِّينيّ والفِكريّ؛ فالنَّبي صلى الله عليه وسلم أدرك بحكمتِه الثَّاقبة أنَّ الطفل هو اللَّبِنة الأولى في المجتمع، وأنّ على عاتق الوالدين، والمعلم، والمُربي، والمجتمع مسؤولية جسيمة تجاه هذا الطِّفل من التَّربية، والتنشئة، والتعَّليم، والتَّقويم المستمر، فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعِيال من رسول الله.
معاملة الرسول الكريم للأطفال
- تَقبيل الأطفال، والمسح على رؤوسهم، فقد قبَّل الرسول الأعظم الحسن بن علي، وهو طفلٌ أمام الصَّحابيّ الأقرع بن حابس التميميّ ممّا أثار استهجانه ودفعه لإخبار النّبيّ أنّه لا يُقبّل أولاده، فاعتبر الرَّسول الكريم ذلك التَّصرف من قسوة القلب ومظهراً من مظاهر انتزاع الرَّحمة من القلب.
- التَّعامل مع الأطفال بالرِّفق واللِّين والتَّحبب؛ فالحسن والحسين كانا يقفزان إلى ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم عند سجوده فما يكون منه إلا أنْ ينزلهما برفقٍ، وعندما يسجد أو يركع يكرران القفز، وبعد انتهاء الصَّلاة لا يتوجه إليهما الرَّسول بالزَّجر أو العتب واللَّوم؛ لإدراكه أنّ الطِّفل ينفر من الإنسان الغاضب العبوس، ويُقبِلُ على الإنسان البشوش، ويتقبّل منه التوجيه.
- نَهى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الوالدين عن الكذب على أطفالهم، واعتبر ذلك مظهراً من مظاهر التَّقدير والاحترام لهم ولمشاعرهم.
- كان الرَّسول يُحسن إلى الأطفال ويحملهم معه على دابّته، ويحدثهم بالأحاديث النَّبويّة المثبتة في الصحيحين، وخير مثالٍ على ذلك عبد الله بن العباس رضي الله عنهما.
- مجالسة الأطفال في مجالس الكبار؛ ليتعلموا منها الحكمة، وكيفيّة التَّصرف في المواقف والشدائد، كما أنّ ذلك يُحفّزهم على تقليد الشَّخصيات البارزة في تِلك المجالس، والتي تتّصف بالحكمة والشَّجاعة والمروءة.
- مشاركةُ الأطفال ألعابهم، واهتماماتهم، ومشاكلهم، ومخاوفهم، وأفكارهم.
- المساواة بين الأطفال سواءً في البيت أو خارجه، والرَّأفةُ بحالهم، وحملهم إنْ عجزوا عن السَّير، كما حمل عليه السَّلام الحسن والحسين عندما رآهما يسيران ويتعثّران.
- تَجنبُ الضَّرب المبرح للطِّفل، وخاصّة على الوجه؛ فهذا منهيٌّ عنه بأمر النَّبيّ الكريم.
- سؤالُ الطفل عن حاله، وعن احتياجاته دون تعنيفٍ أو اهمالٍ لما يقول، والسماحُ له بممارسة حقه في اللهو واللعب؛ فتلك فطرة جُبِلَ عليها.