كيف يترجم القادة قراراتهم إلى واقع؟
تساعد أجواء العام الجديد المشحونة بالتفاؤل في بث روح الأمل والحماس لدى الكثير من الناس، ثم لا تكاد تمر بضعة أسابيع حتى ينسى معظمنا ما عقد النية على تنفيذه من قرارات. ففي الأيام الأولى من السنة، يراودنا شعور بعلو الهمة وعزم لا يلين، لكنه ما يلبث أن يتلاشى في خضم الأعباء التي تباغتنا يوما بعد يوم فنعاود الغرق في الروتين القديم. لكن ماذا لو تعاملنا مع تلك القرارات بالطريقة التي نتعامل فيها مع أهدافنا وخططنا الإستراتيجية في العمل، لا شك بأن ذلك سيسهم في إعطاء نتائج أفضل. إليك 3 خطوات تساعدك في تحويل قراراتك القيادية إلى واقع:
التركيز على الأساسيات
أول ما ينبغي عليك فعله في هذا الباب هو تحديد الجوانب التي تمتاز بأكبر قدر من الأهمية والقيمة بحيث تضمن تحقيق تطلعات الشركة في المستقبل. ومن ثم عليك أن لا تتوقف عن تذكير نفسك والموظفين بجدوى هذه المقاصد الأساسية التي من شأنها أن ترتقي بكم إلى مرتبة أعلى. علاوة على ذلك، يجب على الجميع، قادة وموظفين، أن يتعاونوا سويا لإنجاح تلك المقاصد وأن يتحملوا المسؤولية كاملة بصفة مشتركة. على سبيل المثال، إذا لاحظت أنك قد انشغلت فيما مضى عن الإنصات لمرؤوسيك وقررت أن تصبح مستمعا أفضل في عام 2013، فابتكر طرقا تعينك على تذكر هذا القرار وضعه ضمن قائمة الأولويات. يمكنك مثلا أن تكتبه أمامك على المكتب أو أن تطلب من المحيطين إفادتك بآرائهم كي تستطيع قياس مدى تقدمك في هذا الصدد. وبمقدورك أيضا أن تمارس طرح الأسئلة العميقة لتتمكن من الاستماع لمدة أطول إلى الطرف الآخر ولتقاوم رغبتك في أن تكون أنت الخبير الذي يعلم كل الأجوبة. خذ وقتا كافيا لرؤية العوامل الرئيسية التي تعينك على إحراز التقدم كقائد وحاول ترجمة الرؤى إلى ممارسات عملية.
التصميم على بلوغ الغايات
إن التصميم هو الأداة التي تتيح لنا استغلال مواهبنا الكامنة في تحقيق غاياتنا، وهو المحرك الذي يدفعنا لتسخير ما لدينا من قدرات في خدمة الآخرين. ولكي تحافظ على قوة الإرادة دائما فعليك أن تسترجع تلك الأوقات والمواقف التي تمتعت فيها بالحماس الشديد وقدمت خلالها مساعدات قيمة لمن حولك. حاول أن تجد الحافز الذي يعينك على بقاء عزيمتك صلبة ويفجر طاقتك الدفينة وينعكس إيجابا على أدائك في الشركة.
الإبقاء على النشاط
إن النجاح في عالم القادة يرتكز في الأساس على وجود هذا العنصر الرئيسي. فمن أهم واجبات القائد أن يسعى دوما إلى خلق بيئة عمل تمتاز بالحيوية، بل وأن يبذل قصارى جهوده لمضاعفة هذه الحيوية ونشرها بين فرق العمل. لكن هذا الأمر يتطلب أولا أن يكون لدى القائد ذاته قدر هائل من النشاط بحيث يتيح له إيجاد مصادر جديدة تبث روح الحماس في قلوب موظفيه. قد تتعرض في بعض الأحيان إلى مواقف تثبط من عزيمتك، وعندئذ يجب عليك أن تبحث في أعماقك عما أثار شغفك في السابق وأن تعيد فعله. وإذا شعرت بأن بعض الأنشطة تستهلك وقتك دون أن تحدث أثرا فعليا، فاعلم أنها تستنزف طاقتك بدلا من شحذها. ضع خطة بسيطة وعملية تبقيك بعيدا عما يضعف همتك، وتقربك من الأنشطة التي تؤجج حماسك.