كيف مات المهاتما غاندي
المهاتما غاندي
تعرّضت كثير من الشعوب عبر التاريخ إلى تسلط دول استعمارية طمعت في خيراتها وثرواتها، ومن بين تلك الشعوب الشعب الهندي الذي ذاق مرارة الاحتلال والاستعمار البريطاني ولعقود طويلة، وقد كافح الشعب الهندي هذا الاستعمار ببسالة وكان من أبرز رموز المقاومة السليمة رجل بسيط يسمى المهاتما غاندي ؟ فمن هو المهاتما غاندي ؟ وما هي أبرز جوانب حياته ؟، وكيف كانت وفاته ؟.
ولد موهانداس كرمشاند غاندي في بلدة بوربندر عام 1869 ميلادي في إحدى محافظات الهند لأسرة محافظة لها باع طويل في السياسة والحكم، ولقد نشأ المهاتما غاندي كما أطلق عليه لاحقا عيشة بسيطة بعيدة عن الترف وحبّ متاع الحياة، ولقد اهتم غاندي كثيرا بالتعليم منذ صغره حيث حرص على إكمال درساته العليا حين سافر إلى لندن ليحصل على شهادة القانون، ثم رجع غاندي إلى بلده متسلحا بالشهادة التي أمل بحملها أن يدافع عن حقوق الضعفاء والفقراء وأصحاب الحقوق.
مسيرته السياسية
على الرغم من أنّ الفرص لم تتح لغاندي للعمل في المحاماة إلا أنّه استمرّ في كتابة العرائض ورفعها لأصحاب الحقوق والمظلمومين، وفي سنة 1893، وحصل غاندي على عقد عمل مكّنه من السفر إلى جنوب إفريقيا لتتاح له في هذا البلد رؤية الظلم الحقيقي الذي يتعرض له الهنود الذي هاجروا إلى هناك واشتغلوا في الزراعة والمصانع بأجور بخسة، وراع غاندي حجم التمييز العنصريّ الذي تمارسه سلطات هذا البلد ضدّ المهاجرين فتصدى لمهمة الدفاع عن هؤلاء المظلومين وساهم في رد قوانين كثيرة ساهمت في أكل حقوقهم مثل القانون الذي منع الهنود من حق الاقتراع، والمرسوم الذي أصدرته السلطات هناك وفرض على كلّ من أتم الثامنة من عمره تجديد أقامته وإلا واجه الترحيل أو السجن، ولقد أسس حزباً أسماه حزب المؤتمر الهندي للناتال، كما أسس جريدة رأي الهند، وبقي غاندي في جنوب إفريقيا إلى سنة 1915 ميلادي حيث قرر الرجوع الى بلده الهند ليستمر بالمقاومة السليمة.
وفاته
كان مبدأ غاندي يقوم على فكرة اللاعنف والسلمية في المقاومة ضد الاستعمار البريطاني، ولقد استخدم فيها أساليب كثيرة منها العصيان المدني والمقاطعة والصيام، وقد رأى غاندي أنّ هذه الفكرة هي أقوى من أسلحة الدمار الشامل التي تملكها الدول، وفي الفترة ما بين سنة 1944 وسنة 1945 وحين اقتربت الهند نيل استقلالها حصلت مواجهات مؤسفة بين الهندوس والمسلمين، ولقد دعا غاندي إلى احترام الأقلية المسلمة ممّا أغضب البعض، وفي إحدى الأيام قام هندوسي بإطلاق الرصاص على غاندي ليرديه قتيلا وذلك عام 1948 لتنتهي بذلك حياة رجل نذر نفسه لأمته وللدفاع عن قيمه ومبادئه التي آمن بها.