كيف تكون مثقفا
الثقافةُ والعلم هي سلاح الانسان الذي تُفتح بهِ أبواب الحياة ، وبالثقافة يكون الانسان محطّ احترام الجميع ، فالناس دائماً يُكبِرون صاحبَ العِلم ، وتكونُ لهُ مكانَةٌ سامية في قلوبهم ، ويرجعون إليه في جميع أمورهم ، لأنّ الكنز الذي بداخلهِ جعّل عقول الناس تتهافت إليه لتنهل منه وتستزيد.
ولا يكونُ الإنسانُ مثقّفاً هكذا دونَ أن يتعلّم أو يُحاول أن يكتسب من المحيط الذي حولّهُ هذه الثقافة ، فالله عزّ وجلّ أخرجنا من بُطونِ أمّهاتنا لا نعلم شيئاً ، ولولا هذه الاجهزة التي منحنا الله إيّاها من أسماعٍ وأبصارٍ وعقولٍ ، لكانت قُدرتنا على الفهم والتثقّف والتعلّم غير موجودة أبداً ، فهذه الوسائل التي منحنا الله إيّاها علينا ان نستغلّها ونوظّفّها بالشكل الأمثل حتّى تعود على الإنسان بالثقافة والعلم والفائدة.
ولا يكون الإنسان مثقّفاُ ما لم يستمع للمثقّفين وآرائهم ، وأن يجلس في مجالسهم ، وأن يحاورهم ، وأن يحاوروه هم ، وعليه أن يستمع كثيراُ ، فكثيراُ ما يكتسِبُ الإنسان ثقافته من الاستماع للآخرين وخصوصاً المثقّفين منهم.
ولا يكون الإنسانُ مثقّفاً ما لم يقرأ جيّداً ، فالقراءة هي مصدر للثقافة والتعلّم ، وهي المصدر الأوّل الذي ينبغي على من يُريد طلب الثقافة أن ينهل منها ، فالكتاب هو صاحبك الذي لا يمَلُّ منكّ ولا يَدَعُكَ حتى تتركَهُ أو تدَعه ،فاحرص على صحبته وليكن رفيقك دائماً ، فبِهِ تتحصّل المعرفة وتنمو الثقافة ، وتكون انساناً لامعاً ومثقّفاً.
وليكن لك مكتبتك الخاصّة ، التي تحتفظ فيها بصنوف المعرفة وضروب العلم ، وليكن هذا العالم هو جنتك في الأرض ، واحرص على أن تقرأ منها يومياً ، وأن تلخّص ما قرأته ، وأن تفهمَ ما قرأته جيّدا ، ولتفتح باب مكتبتك لِمن يُريد أن يقرأ ويستزيد منها ، لأنّك حينها سترى ممن يقرؤون من كتبك أفكاراً وحواراتٍ بما لديك من كتب ، وبما كنتَ قد قرأتَهُ سابقاً ، فبهذه الحوارات تحصل تبادل للمعارف وتنمو القدرات على الاستيعاب والفهم ، وكذلك تكبر لديك الثقافة وتزداد.
وإذا أردت أن تترسّخ ثقافتك وتزيد ثباتاً ن عليكَ أن تتحدّث بما قرأته أو سمعتهُ من أصناف المعرفة ، فبالحديث عن ما سمعت أو قرأت ستزداد المعرفة لديك ، وتكون قد بلّغت رسالة العلم للناس ؛ ليستفيدوا منها كما أفدتّ أنت منها ، وبهذا تكون قد ساهمت في تحريك عجّلة الثقافة بين الناس.