التعليمي

كيف تحدث الفيضانات

  • ١ الفيضان
  • ٢ ما الذي يُسبّب الفياضانات
  • ٣ أنواعُ الفياضانات
  • ٤ المناطق الأكثر عُرضْة للفياضانات
  • ٥ الآثار التي تُسبّبها الفياضانات
  • ٦ طرق منع حدوث فيضان
  • ٧ المراجع

الفيضان

الفيضانُ هو زيادة مُفاجِئة في منسوب المياه في مكان ما تُؤدّي إلى غمر الأرض اليابسة بالمياه في مكانٍ كان بما سبقَ أرضاً جافة، أو يكونُ في الغالب موقعاً جافّاً. وتحدث الفيضانات بالعادة عند المناطق المُجاورة أو المُحاطة بالمُسطّحات المائيّة؛ كالبحار، والأنهار، والبُحيرات، والمُحيطات، وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه في تلك المُسطّحات، أو حُدوث اضطراباتٍ طبيعيّة أو صناعيّة تدفعُ الماء خارج نطاقِه المُعتَاد. وقد تتركُ الفيضانات وراءها أضراراً جسيمةً في المُمتلكات وأحياناً في الأرواح لو لم يتمَّ الاحترازُ منها بالطّرق المُناسبة واتّخاذ الإجراءات لحماية السُكّان منها.[١]
تُوجد أسبابٌ مُختلفة قد تنتج عنها الفيضانات، ومن أهمّها الزّيادة الكبيرة في مُعدّل تساقط الأمطار على منطقة مُعيّنة، حيث يكون مُعدّل الهُطول أكبر من العادة لفترةٍ زمنيّة قصيرة، أو بسبب ذوبان كميّات كبيرة من الثّلوج بمُعدّلٍ أسرع من العادة، ممّا يسمحُ بتصريف مياهها، أو حتى بسبب انهيار السّدود أو وقوف الانجرافات الأرضيّة التي تُؤدّي إلى انسداد المجرى النهريّ وحدوث فيضان في منطقة مُعيّنة. وبعض الفيضانات تحدث بشكل سريع ومُفاجِئ، كالسّيول، فقد لا تأخذُ سوى دقائق قليلة قبل وُقوعها دُون وجود أي علامات واضحةٍ مُسبقاً عليها، ومن الممكن أن تحدث أيضاً تدريجيّاً؛ إذ من المُمكن أن يستغرق حدوث الفيضان أيّاماً أو حتى شهوراً. تُعتَبر المناطق المُنخفضة أكثر عُرضةً لحدوث الفيضانات؛ وذلك بسبب التدفُّق الطبيعيّ للماء نحوها من المُرتفعات.[٢]

ما الذي يُسبّب الفياضانات

من أهمّ أسباب وُقوع الفيضانات ما يَأتي:[٣]

  • الأمطار: هطول الأمطار بشكلٍ غزير في فترة زمنيّة قصيرة قد يُؤدّي إلى حدوث فيضان؛ إذ قد يتجاوزُ منسوب المطر قُدرة أنظمة التّصريف على حمل المياه بعيداً عن الشّوارع والمدن، وفي أحيان أُخرى يُمكن أن يُؤدّي هطول أمطار خفيفة أو متوسّطة بشكل مُتواصل لعدّة

أيّام أو أسابيع إلى وُقوع نفس النّتيجة.

  • فيضان النّهر: ويحدثُ عند زيادة منسوب المياه بحيث تفيض نحو مناطق اليابسة على ضِفَّتَي النّهر. يحدث هذا النّوعُ من الفيضانات عندما تتراكمُ المياه أكثر من المُعتاد في أعلى مجرى النّهر (منبعه)، وبما أنّ المياه تجري للأسفل -باتّجاه المَصبّ الذي يكون أكثر انخفاضاً- فإنّها تندفعُ على نحوٍ مُفاجئ بكميّة ضخمة، فيرتفع منسوب النّهر عن المِقدار الطبيعيّ ويحدث الفيضان.
  • رياح قويّة في المناطق الساحليّة: قد تحملُ الرّياح القويّة العاتية والأعاصير مياه البحر باتّجاه الأراضي الساحليّة الجافّة، ممّا قد يُؤدّي إلى حدوث الفيضانات. في بعض الأحيان قد تحمل الرّياح معها مياه الأمطار أيضاً، ممّا يُسبّب فياضانات قويّة، وفي أحيان أُخرى تفيض مياه البحر على المناطق الساحليّة بسبب ظاهرة التّسونامي.
  • انهيار السّدود: السدّ هو كتلة إسمنتيّة شيّدها الإنسان لكي تكبح تدفُّق الماء من المناطق المرتفعة، وفي بعض الأحيان يكبح السدّ كميّات كبيرة من المياه، والتي تكون مُتدفّقة بسُرعة كبيرة جداً من المُرتفعات، بحيث تفوق قدرة السدّ الاستيعابيّة والتحمليّة، ممّا يُؤدّي إلى انهيار السدّ وحدوث فيضان في المناطق المُحيطة به. من المُمكن أن يتمّ التخلّص من المياه الزّائدة عن قدرة السدّ عن قصدٍ وتخطيطٍ لمنع انهياره، وهذا أيضاً قد يؤدي إلى حدوث فيضانات، ولكنَّها تكونُ أقلّ كارثيّة من فيضانات انهيار السدّ كاملاً.
  • ذوبان الثّلوج والجليد: في العديد من المناطق الباردة تكونُ الثّلوج غزيرة خلال فصل الشّتاء، ولذا فإنّها تتراكمُ بكميّات كبيرة، وقد تبقى الكثيرُ منها صامدة بعد حُلول الصّيف، كما أنَّ بعض قمم الجِبال تُغطّيها الثّلوج بصفةٍ دائمة، لكن أحياناً ترتفع درجة الحرارة بشكل مُفاجِئ نتيجة التقلُّبات الجويّة، ممّا يُؤدّي إلى ذوبان الثّلوج وتحوّلها إلى تيّاراتٍ مائيّة هائلة، أو تساقطُها وانجرافها وهي لا تزالُ في الحالة الصُّلبة، ومن ثمَّ تتدفَّقُ نزولاً باتّجاه الأماكن التي تكون بالعادة جافّة، ويُطلَق على هذه الظّاهرة طوفان الثّلوج.

أنواعُ الفياضانات

  • الفيضانات الخاطفة (الطّوفان المُفاجئ): يحدث هذا النّوع من الفيضانات بشكل مُفاجِئ جداً؛ فهو يقع خلال ساعتين إلى ستّ ساعات، ومن المُمكن أن يأخذ دقائقَ مَعدودة فحسب. تحدث هذه الفياضانات عادةً بسبب الأمطار الغزيرة، أو انهيار السّدود، أو ذوبان الثّلوج. الفيضان المُفاجئِ هو أكثر الأنواع ضرراً بالإنسان، وذلك لأنّه يَحدث دون سابق إنذار، فلا يُعطي فرصة للنّاس للاستعداد أو التّهيّؤ لمواجهته ولتخفيف أضراره، وتكون آثاره عادةً كارثيّة وسريعة ومُدمرّة.[٤]
  • الفيضانات البطيئة: يقعُ هذا النّوع من الفياضانات في بعض المناطق كلّ سنة تقريباً، إذ يتصاعدُ أثره بصُورة تدريجيّة، وقد يحتاج لأيام وأحياناً لأسابيع، ممّا يُعطي النّاس بعض الوقت للانتقال للمناطق الأكثر ارتفاعاً. وإذا حدثت خسائر بالأرواح أثناء هذا الفيضان فإنّها تكونُ بسبب الأمراض أو المجاعات، فهي لا تكون وفياتٍ مُباشرة.[٤]
  • الفياضانات السريعة: تحدث الفيضانات السّريعة في فترة زمنيّة قصيرة، لكنّها ليست بسُرعة الفيضانات الخاطفة، وبالتّالي فهي تُعطي النّاس فرصة للنّجاة بأنفسهم والفرار من منطقة الفيضان، لكن ليس أكثر من ذلك، إذ لا يتوافرَ الوقت لوضعِ خطّة وقائيّة للحد من آثار الفيضان. يمكن لهذهالفيضانات أن تكون أكثر تخريباً وتدميراً من النّاحية الماديّة، وقد تُشكِّل خطراً على الأرواح وعلى المُمتلكات، وهذا لنقص الوقت المُتاح لاتّخاذ الإجراءات الوقائيّة ولسُرعة تدفّق المياه، إلا أنَّها ليست خطرة بقدر الفيضانات الخاطفة. تستمرُّ هذه الفياضانات ليوم أو يومين.[٥]

المناطق الأكثر عُرضْة للفياضانات

بشكلٍ عام فإنّ السّلوك الطبيعيّ للمياه هو أنّها تنتقلُ من الأرض المُرتفعة إلى السّهول أو الأودية المُنحدرات الأكثر انخفاضاً، وهذا يعني أنّ المناطق المُنخفضة المُحاطة بالمرتفعات تكونُ دائماً مُعرّضة للفيضانات بدرجةٍ أو بأُخرى. إضافة إلى ذلك، فإنّ تساقط الأمطار بصُورة كثيفة على أيّ بُقعة من اليابسة يجعلها مُعرّضة للفيضانات، ففي أيّ وقت تزدادُ فيه كميات الأمطار عن ما تستطيعُ التّربة امتصاصه، فإنّ احتماليّة وقوع الفيضان سيُصبح وارداً.[٦]
ولزيادة المُشكلة سوءاً فإنّ الكثير من المُدُن تكون أحياؤها مبنيّةً بطريقةٍ عشوائيّةٍ، إذ من المُمكن أن تقبع البنايات على مجاريتصريف المياه فتسدَّ طريقها، كما قد يكونُ نظام الصّرف الصحيّ في بعض المناطق سيئاً جداً ومُختنقاً من كثرة المياه التي يتلّقاها فوقَ طاقته، وعندها وفي حال تساقط الأمطار فإنّ المياه سوف تجد المياه طريقاً آخر بديلاً لها إذا كان الطّريق أمامها مسدوداً، ممّا يُؤدّي إلى حدوث فيضان في مناطق لا يمكن توقعها أو الاحترازُ من وُصول الماء إليها.[٦]

الآثار التي تُسبّبها الفياضانات

قد تكون الآثار النّاجمة عن الفياضانات خطرةً جدّاً؛ فمثلاً يكفي أن يبلغَ ارتفاع المياه سريعة الجريان 15 سنتيمتراً لتكون قادرةً على إيقاع الإنسان البالغ أرضاً. وقد تُحدث مياه الفيضان أضراراً جسيمةً في وسائل النّقل العام والخاصّ، وذلك من خلال قطع الطّرق وخطوط السكك الحديدية، كما أنّها تُسبّب ضرراً في وسائل الاتّصالات، كأن تُتلف خطوط الهاتف على سبيل المثال.[٧]
تُعطّل الفيضانات شبكات الصّرف الصحيّ الاعتيادية في المدن، وتَسرُّبُ مياه الصّرف الصحيّ أثناء الفيضان هو أمرٌ شائع، وقد يُؤدّي ذلك إلى أضرارٍ صحيّة شديدة بسبب انتشار المياه المُلوّثة والمليئة بالجراثيم في أنحاء المدن، ومن ثمَّ تتفشَّى الأمراضُ والحساسيّة بين السُكّان، فضلاً عن تسبُّبها بتلف المواد حتّى بعد فترة طويلة من وقوع الفيضان.[٧] وفي عام 20111 ضربت أمواج تسونامي عملاقة سواحل اليابان، وفاضت مياه البحر على بعض المدن الساحليّة، وأدّى الفيضانُ إلى تسرُّبٍ كارثيّ في محطة فوكوشيما للطّاقة النوويّة وانتشار الإشعاعات من حولها، وتخشى السّلطات اليابانيَّة أنّ مستويات الإشعاع في فوكوشيما أصبحت أعلى بـ18 مرّة من المُعتاد، وتلكَ إحدى الآثار الكارثيّة المُتطرّفة للفيضانات.[٨]
تتسبَّبُ الفيضانات في توزيع كميّات كبيرة من المياه والرّواسب العالقة فيها على مساحات شاسعة، ممّا يُؤدّي إلى تغيُّر تكوين العناصر الغذائيّة القيِّمة في تربة الأراضي الزراعيّة، وفي المقابل، يمكن أن تتآكل التّربة بنسبةٍ ضخمة لأنَّ مياه الفيضان السّريعة سوف تحمُلها معها، وكذلك تتدمَّرُ المحاصيل والأراضي والمباني الزراعيّة، بالإضافة إلى غرق الحيوانات من مواشٍ ودواجن. وبالتّالي لا يقتصرُ أثر الفيضانات الشديدة على خراب المنازل والأبنية والمُمتلكات الشخصيّة، ولكن على الأراضي الطبيعيّة أيضاً؛ فالبيئة والحياة البريّة هي عرضة للخطر كذلك، حيثُ تتسبَّب الفيضانات في إطلاق المواد السامّة المُخزّنة في مُنشآت الإنسان، مثل الدّهانات والمُبيدات الحشريّة والبنزين وما سواها، ممّا يُضرّ بالطّبيعة كثيراً. والفيضاناتُ لا تُؤدّي فقط إلى عرقلة حياة الكثير من النّاس، ولكن في كثير من الأحيان تخلق المآسي والوفيات وخسائر المُمتلكات.[٧]

طرق منع حدوث فيضان

لا يستطيع الإنسان أن يوقف الأمطار من السّقوط، أو أن يمنع المياه من أن تطفح على ضفاف الأنهار، فهذه ظواهر طبيعيّة، ولكن تُوجد العديد من الإجراءات التي يُمكن اتّخاذها لتخفيف آثار هذه الظّواهر:[٩]

  • جدران الحماية البحريّة: بُنِيَت الجدران البحريّة وبوّابات المدّ والجزر في بعض المناطق لكي تصدّ الأمواج وارتفاع منسوب المياه، وبالتّالي تمنع وصول المياه للشّواطئ عندما تفيضُ عن منسوبها العادي. وفي مناطق أُخرى تُستخدَمُ أكياس الرّمل بعد تجميعها ورصِّها في مناطقَ استراتيجيّةٍ لمنع حدوث الفياضانات.[٩] وبعد التّسونامي الأخير الذي ضرب شواطئ اليابان عام 20111 قرّرت حكومة اليابان أن تُشيّد سلسلة جدران بحريّة إسمنتية تمتدّ على مسافة نحو 400 كيلومتر، وستكونُ بارتفاعٍ يُعادل خمس طبقات سكنيّة في بعض المناطق، وذلك لدرء الكوارث المُستقبليّة من أمواج تسونامي على السّاحل الشماليّ الشرقيّ للبلاد.[١٠]
  • تجميع المياه: في بعض المناطق يتمّ تشييد جدران استناديّة، أو بُحيرات صناعيّة، أو سدود، أو خزّانات مائيّة، أو أحواض، وذلك لتجميع مياه الأمطار وتجنُّب تراكُمها بكميّة كافية لتدفُّقها على سطح الأرض.[٩]
  • التّخطيط العمرانيّ: من المُهمّ أن تحصلَ شركات البناء على تصاريحَ قبل تشييد الأبنية الجديدة، وذلك لضمان أنّ ممرّات التّصريف المائيّة لن تُسَدّ بسبب أبنيتهم. أيضاً، يجبُ أن تُغطَّى شبكات الصّرف الصحيّ وتبقى خالية من أيّ عوائق قد تسدّها أو تُعيق عملها. وبهذه الطّريقة يمكن للماء الجريان بسرعة من خلالها عندَ هُطول المطر، فتتقلَّصُ فرص حدوث فيضاناتٍ في المدن.[٩]
  • الحياة النباتيّة: الأشجار والشُّجيرات والحشائش تُساعد على حماية الأرض من التّعرية عندما يتدفَّقُ الماء فوقها بسُرعة، فهي تمنع الأتربة من الانجراف معه، ولذا يجبُ تشجيع سُكَّان المناطق المُنخفضة على زرع الكثير من الأشجار للمُساعدة في كسر قوّة تحريك مياه الفيضانات والحفاظ على سلامة التّربة.[٩]
  • التّوعية: تنسدُّ شبكات الصّرف الصحيّ في العديد من البلدان النّامية بسبب إلقاء القمامة فيها؛ وذلك لأنَّ النّاس قليلو المعرفة بالآثار النّاتجة عن سُلوكيَّاتهم هذه عند هُطول الأمطار. وعندما تُمطر السّماءُ تكون الممرّات المائيّة والقنوات مَسدودةً بقطعٍ ضخمةٍ من القمامة والأنقاض، فتمتلئُ بسرعة، ويجدُ الماء طريقه إلى الشّوارع وبيوت النّاس. ولذا فإنَّ التّوعية مُهمّة جداً، ولا بُدَّ للإعلام من تحذير النّاس من مخاطر الفيضانات وما يُمكن القيام به للحدّ من تأثيرها.[٩]
  • أحواض تجميع المياه: هي خزّانات صغيرة مَبنيّة ومُرتبطة المجاري المائيّة، وهي تُوفّر مواقع تخزين مَؤقّتة لمياه السّيول، وهذا يعني أنَّه عند وقوع الفيضانات سوف يتجمَّعُ الماء في الأحواض لفترةٍ من الزّمن، ممَّا يمنحُ السُكّان المزيد من الوقت لإخلاء منازلهم وأغراضهم.[٩]

المراجع

  1. “Floods Information”, National Geographic, Retrieved 04-11-2016.
  2. “Introduction to Flooding”, ESchoolToday, Retrieved 04-11-2016.
  3. “What causes flooding?”, ESchoolToday, Retrieved 05-11-2016.
  4. ^ أ ب “Types of floods”, ESchoolToday, Retrieved 05-11-2016.
  5. “Types of Floods”, E-Mission , Retrieved 05-11-2016.
  6. ^ أ ب “Which areas are more likely to flood?”, ESchoolToday, Retrieved 05-11-2016.
  7. ^ أ ب ت “Flooding”, UK Environment Agency, Retrieved 05-11-2016.
  8. “Effects of flooding”, ESchoolToday, Retrieved 05-11-2016.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Methods of flood prevention “, ESchoolToday, Retrieved 05-11-2016.
  10. “جدار اليابان العظيم لمواجهة تسونامي”, مسارات للرصد والدراسات الاستشرافية,27-03-2015، تمّ الوصول إليه 05-11-2016.

زر الذهاب إلى الأعلى