كيف تتخلص من وسواس الموت
الموت
لكل شيءٍ على الإطلاق نهاية، فالغروب على سبيل المثال هو نهاية يومٍ كاملٍ من الإشراق ، وأوراق الشجرة الخضراء تنتهي لأوراق ذابلةٍ ومتساقطةٍ ثم تتحلل وتندثر، والموت هو نهاية الحياة، وغيرها من الأمثلة المتنوعة الكثيرة،فقد خلق الله سبحانه وتعالى الحياة بطريقة أنها تبدأ من نقطةٍ ما وتنتهي عند أخرى بانتهاء كل مخلوقاتها وكائناتها الحية وغير الحية من ضمنها،أهمها الإنسان، وتعرف هذه النهاية بالموت، وهو كما قيل كأسٌ سيشربها كل الناس، فكل إنسانٍ سيموت وسينتهي بلا استثناء.
كيفية التخلص من وسواس الموت
وترافق الإنسان أثناء حياته العديد من المشاعر والمخاوف المختلفة تبعاً لمواقف متنوعةٍ يعيشها ويمر خلالها، مثل الخوف والقلق والتوتر والحزن والسعادة والبهجة وغيرها، وتظل الوساوس وهي أفكارٌ داخليةٌ سلبيةٌ تطارد الإنسان في لحظاتٍ معينةٍ أكثر من غيرها، ويعد أبرزها وسواس الموت، فالنهاية تؤلم الإنسان وتخيفه فهو يحب أن يكون في ريعان الشباب ويفضل القوة والاستمتاع بالحياة ومباهجها ولا يستطيع تخيل نفسه في سن الشيخوخة والعجز والضعف، أو حتى أن يباغته الموت فجأة ، وتهاجمه هذه الوساوس لا سيما إن تعرض لحدثٍ مخيفٍ كاد فيه أن يفقد حياته، أو رأى أمراً هز داخله وأحاسيسه، أو توفي شخصٌ قريبٌ من الإنسان أو حتى تناهى إلى سمعه خبرٌ سيء، فكلها أحداثٌ يقف الإنسان أمامها عاجزاً وربما منتظراً دوره مثل غيره، مصاباً بحالةٍ عميقةٍ من الإنكار وعدم التصديق.
- قوة الإيمان: وتعد قوة الإيمان سلاحاً قوياً يجب على الإنسان اتخاذه، وما يعني هذا من صبرٍ على الابتلاء ووقوع المصائب، فالمؤمنون هم أكثر الناس قوةً في استقبال الكوارث، أن عقيدتهم قويةٌ تتضمن الرضا بالمكتوب والمقدر، كما أن القناعة بأن الموت هو النهاية المحتمة، لكل إنسانٍ تجعله راضياً ويتطلب هذا منه الاستعداد، فالشخص المستعد لشيءٍ ما يكون أقوى من شخصٍ غافلٍ لا يدري شيئاً، بالإضافة إلى الاتعاظ وأخذ الدروس والعبر قبل فوات الأوان عند موت شخصٍ ما حول الإنسان، لا أن يجزع، فعليه بدل ذلك أن يتخذ من موت غيره إنذاراً وفرصةً جديدةً قبل أن يأتي دوره هو شخصياً، فالإنكار والهروب ليسا حلاً مجدياً اتجاه موضوعٍ حتمي مثل الموت.
- العمل الصالح: يجدر بالذكر أن العمل الصالح يمنح الإنسان شعوراً بالراحة والاطمئنان لأنه أدى ما عليه من واجباتٍ وطاعاتٍ اتجاه الله سبحانه وتعالى بالتالي فإن موعد موته إذا حان فإن الخوف يضحي أقل، فالغرض الأساسي الأول من خلق الإنسان هو عبادة الله عز وجل، والعمل الصالح والعبادة وأداء الفرائض تعد كلها زوادة الطريق بالنسبة للإنسان، فلا غنى للإنسان عن زوادته بما تحمله من ماءٍ وطعامٍ في طريقه الشاقة، وفي حالة الإنسان المؤمن فإن زوادته هي ما تضمن له الجنة والحسنات وتقيه عذاب الله سبحانه والنار كعقابٍ على تقصيره.