كيف اخترع الهاتف النقال
فكرة التواصل بين نقطتين جغرافيتين راودت الكثيرين، وحتى بعد الاكتشافات الكبيرة التي قام بها العلماء من حول العالم، والاختراعات المختلفة التي جسدت هذه الفكرة بشكل أو بآخر من التلغراف إلى الهاتف والفاكس والشبكات اللاسلكية والإنترنت وغيرها، إلا أن هذا الشف ما زال مستمراً من حيث السعي الدائم لتغطية أرجاء العالم المختلفة وبتكلفة معقولة وكفاءة عالية.
فكرة الهاتف اللاسلكي موجودة في أوائل السبعينات، والمتمثلة بهاتف يتم تزويد السيارات به لكنه معقد الإعداد والاستخدام، وتبلورت الفكرة الحقيقية لاختراع الهاتف المحمول على يد المهندس مارتن كوبر والذي كان يعمل كمهنس كهربائي في شركة موتورولا التي تقوم بتركيب هذه الهواتف في السيارات، وقرر أن يصنع هاتف أولي وقد استغرقه ذلك قرابة التسعين يوم، حيث تم طرح الفكرة على زملائه المهندسين بالشركة نفسها من خلال مسابقة لأفضل هاتف محمول، وقد قام بتجربته عام 1973 حيث كان يمشي ويجري اتصالاته مما أثار دهشة الناس من حوله.
وبعد اجراء العديد من عمليات التطوير على النموذج الأولي للهاتف المحمول، فقد تم انتاج هاتف يدعى DynaTAC وكان يسمع باجراء 35 دقيقة تحدث، وكان وزنه يقارب الواحد كيلو جرام وتم انقاصه لاحقاً إلى نصف كيلو جرام، هذا وتم طرحه في الأسواق في عام 1983 مقابل أربعة آلاف دولار أمريكي.
استمرت علميات التطوير على الهواتف المحمولة، حيث أنه تم استخدام خدمة SMS أول مرة على الهواتف المحمولة في عام 1994، كما قامت شركة Nokia عام 1999 باستخدام تقنية WAP لأول مرة في العالم على الهواتف المحمولة والتي شكلت نقطة انطلاق حقيقية لتوفير خدمة الإنترنت على الهاتف المحمول، ومن ثم ظهرت ثورة الهواتف الذكية والتي كان أشهرها هاتف آيفون من شركة Apple (عام 2007) من خلال شاشة اللمس وواجهة الاستخدام السهلة.
هذا وقد تم اختراع شبكات اتصال ذات نطاق واسع وتوفر جودة عالية وسرعة فائقة والأهم من ذلك بتكلفة معقولة، مثل شبكات 3G ومؤخراً شبكات الجيل الرابع LTE، وبالرغم من كثرة الشركات العالمية الضخمة العاملة في هذا المجال إلا أنه وفي الحقيقة لم يتم التوصل إلى حل لمشكلة التغطية الشاملة في مختلف المناطق، ومازالت تكاليف الاتصال عالية وخصوصاُ الدولية منها، فبدلاً من التركيز على ذلك أصبحت شركات الهواتف المحمولة تركز على الشكل والكاميرا وغيرها من المميزات وتغافلت عن ما هو أهم.