أعراض الأمراض

كيف أستطيع النسيان

كيف أستطيع النسيان

لكل منا في حياته ماضٍ يؤرقه ،يغرقنا في التفكير به فتتردد على ألستنا دائماً كلمة لو ،” لو فعلنا كذا لما حدث ذلك ” و” لو كنا أكثر حذراً ما كنّا وصلنا إلى هذه الحالة ” و الكثير الكثير من هذه العبارات ،لكن الماضي ولى و ذهب ،و لا يمكن إصلاح ما فات فالأشياء التي ذهبت لن تعُد ،و الندم و التفكير الدّائم في الماضي و أخطائه و مشاكله لن تفيدنا و لن تمكننا من ارجاع الماضي .
نسيان ما مضى و السير قُدماً في الحياة و الإعتبار من الماضي هو ما يفعله الإنسان العاقل للتغلب على ماضيه ،فعلينا التعلّم من أخطاء الماضي و أن تكون واثقين دائماً بأنّ كل بداية حزينة مررنا بها هي مفتاح الوصول للنهاية السعيدة ،و أن نتخلص من نظرتنا السوداوية للحياة و ننظر إليها بتفاؤل ،و عدم الوقوف عند المواقف السلبية التي تعرضنا لها في حياتنا ،و لا نعتبر أن هذه هي نهاية المطاف في حياتنا ،بل على العكس علينا التعلم من اخطائنا و التخلص من أفكارنا السلبية التي تكمن جميعها في كلمة لو ،فهذه الكلمة من عمل الشيطان ،فالإنسان الغافل الذي يقف عند الماضي نستطيع تشبيهه بمن لدغته عقرب فلا يبتعد عنها أو يتخلص منها ،بل يظل يدور حولها و تستمر بلدغه مرة تلو المرة ،بينما هو غارق التفكير في أنه لو ابتعد عنها ما كانت وصلت له.
و علينا أن نتذكر دائماً بأن كل مشكلة أو كل عقبة تواجهنا في هذه الحياة هي ابتلاء من الله تعالى ،و أن الله يختبر قوة ايماننا في كل امتحان نمر به ،فعلينا أن نصبر و أن نتعلّم من كل أخطائنا و أن ننسى كل ما مررنا به ،و أنّ هذه الحياة لا تزن عند الله عزوجل جناح بعوضة ،فليس فيها ما يستحق أن نوقف حياتنا بأكملها لأجله ،و الخطأ الكبير في حياتنا هو ذلك الخطأ الذي لم نتعلم منه شيء .

لكن كيف بامكاننا نسيان الماضي

نستطيع التغلّب على الماضي عندما لا نجعله يتحكم في حاضرنا ،و تذكير أنفسنا بشكل مستمر أن كل ما نمر به الآن هو امتداد للماضي ،فلا نجعل تصرفاتنا و طريقتنا في حل المشاكل تتأثر بالتجارب التي مررنا بها سابقاً ،و أنّ ماضينا لا يجب أن يتحكم فينا ،فهو ولّى و ذهب و لن يعود مرة أخرى ،و أن نتحلّى دائماً بالشجاعة لمواجهته و التغلب عليه ،فعندها فقط نستطيع أن نتخلّص منه و ننساه و نمضي قُدماً لبناء حياة جديدة بعيدة عن كل ما مضى .

زر الذهاب إلى الأعلى