القسم العام
كيف أتعامل مع من يستفزني
الطبائع والشخصيّات
تختلف طبائع الناس، فأنت ترى وتخالط في حياتك أصنافاً شتّى من النّاس؛ حيث يحمل كلّ واحدٍ منهم شخصيّة تختلف عن الآخر، كما أنّ ارتياح الإنسان لشخصيّة معيّنة يعتمد على مدى توافقه معها روحيًّا ونفسيّا، وكما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام: (الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وإنّ هذا الأمر يلمسه الإنسان فعليًّا في الحياة حين يرى انجذابه لشخصيّات من النّاس ونفوره من أخرى.
إنّ الشّخصيّات في الحياة تختلف باختلاف طبائع النّاس، فهناك الشّخصيّة المسالمة المحبّبة إلى نفوس الناس التي تألف وتؤلف، وهناك الشّخصيّة المستفزة التي تتّخذ مشاعر النّاس وأحاسيسهم مجرّد تسلية لها لتمضية وقت فراغها أو لسدّ حاجتها النّفسيّة المريضة، ولكي يتعامل الإنسان مع الشّخصية التي تستفزه عليه اتّباع عتدة أمور.
كيفيّة التعامل مع الشخص المستفز
- أن يتحلى بالثّقة الكاملة بنفسه وقدراته، فعدم ثقة الإنسان بنفسه يتّخذها كثيرٌ من النّاس وسيلةً للتّأثير في شخصيّة الإنسان، فترى الشّخصيّة المستفزّة تتحكّم بمشاعر ضعيفي الشّخصيّة أو غير الواثقين بأنفسهم بشكلٍ كبير ويسهل عليها التّحكم في انفعالاتهم من فرحٍ أو غضب أو غير ذلك، ومثال على ذلك أن يريد إنسان أن يثير مشاعر الغضب في إنسان آخر من خلال استفزازه بقوله إنّك لا تصلح لهذه المهمّة أو العمل لأنّك لا تمتلك أيّ موهبة، أو قدرة على أداء أي عملٍ في الحياة، وإنه لا قيمة لك في هذه الدّنيا، إلى غير ذلك من المفردات التي تثير مشاعر الغضب في النّفس، فإذا كان الإنسان ذا شخصيّةٍ قويّة واثقة بنفسها لم تؤثّر فيه أساليب الاستفزاز هذه بسبب إيمانه بقدراته، بينما لو كان ضعيف الشّخصيّة سهل التّحكم في مشاعره تراه يغضب بمجرّد استفزازه ببضع كلمات.
- التّجاهل للشّخصيّة المستفزّة والإعراض عنها، وقد ذكر الله في كتابه العزيز صنفًا من النّاس سمّاهم الجاهلون بقوله (وأعرض عن الجاهلين)، ولا شكّ بأنّ الشّخصيّة المستفزّة هي شخصيّة جاهلة بأصول التّعامل الإنساني وآدابه، فعلى الإنسان أن يتجاهل تلك الشّخصيّات وكأنّه لم يسمع كلامها وفي ذلك خير وسيلة لإغاظتها وإسكاتها.
- الحكمة في الردّ على الإنسان المستفز من خلال معرفة دوافعه لذلك وفهم شخصيّته جيدًا، فأحيانًا يقابل الإنسان في حياته أناساً يستخدمون أسلوب الاستفزاز لاختبار ردّة فعل الإنسان اتجاه موقفٍ معّين، وهذا يحصل كثيرًا في المقابلات الشّخصيّة في العمل؛ حيث يقوم المقابل بتوجيه سؤال استفزازي أو عبارة استفزازيّة لمن يقابله ليختبر صبره وتحمله، فالحكمة وحسن التّصرّف هي من وسائل التّعامل مع الشخصية المستفزة.