كيفيّة صلاة الاستخارة
- ١ دعاء الاستخارة للزّواج
- ٢ الاستخارة
- ٣ طرق الاستخارة
- ٤ صلاة الاستخارة
- ٥ كيفيّة صلاة الاستخارة
- ٦ حُكم صلاة الاستخارة
- ٧ الحكمة من صلاة الاستخارة
- ٨ شروط قبول الاستخارة
دعاء الاستخارة للزّواج
إذا أراد شابٌ أن يخطب فتاةً بادر بالسّؤال عنها، ثم يستشير مَن يثق بدينه، وعلمه، وحكمته، وبعد أن يأخذ بكلّ الأسباب يستخير الله جلّ وعلا، متوكّلاً عليه سبحانه، ومن بعدها يُقدِم على الأمر، فإن تيسَّر وسهّله الله جلّ وعلا فهو خير، وإن تعرقل وانتهى فهو خيرٌ أيضاً، وهذه تكون نتيجة الاستخارة. وكذلك الفتاة تقوم بالاستخارة بعد التحرّي عن الشّاب، واستشارة أهل العلم، والدّين، والصّلاح، ويقدّم الله لها ما فيه الخير.
ويدعو المسلم عند طلب الاستخارة بالدّعاء التّالي:” اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان ) خيرٌ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسّره لي، ثمّ بارك لي فيه، اللّهمّ وإن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان ) شرٌّ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عنّي، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ ارضني به، وفي رواية ثمّ رضّني به “.
الاستخارة
الاسْتِخَارَةُ لُغَةً: طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ. يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك. وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ. أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى، بِالصَّلاةِ، أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ. ويعرّف دعاءالاستخارة بأنّه اعتراف المسلم بحاجته إلى الله تعالى ليختار له الخير في الدّنيا والآخرة، وتعدّ الاستخارة شاملةً؛ أي نستطيع القيام بها لتحقيق جميع أمور الحياة من سفرٍ، وعملٍ، وزواج، وقد ورد عن الصّحابة رضي الله عنهم بأنّهم كانوا يستخيرون الله، حتّى لو أراد أحدهم شراء نعل، وهذا دليل على أهميّة الاستخارة حتّى في الأمور الّتي قد يظنّها الإنسان أنّها ليست ذات قيمة. ودعاء الاستخارة سنّةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويعدّ الزّواج من أكثر الأمور الّتي يستخير بها المسلم الله تعالى، لييسّر له أمره، ويكون اختياره لشريك حياته صائباً.
طرق الاستخارة
- استخارة ربّ العالمين عزّ وجل، الذي يعلم ما كان وما يكون.
- استشارة أهل الرّأي، والصّلاح، والأمانة، وكان النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو أسدُّ النّاس رأياً، وأصوبهم صواباً، يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرّأي والصّلاح.
صلاة الاستخارة
إنّ العبد في هذه الدّنيا تعرض له أمور يتحيّر منها، وتُشكل عليه، فيحتاج للجوء إلى خالق السّموات والأرض، وخالق النّاس، يسأله رافعاً يديه، داعياً، مستخيراً بالدّعاء، راجياً الصّواب في الطّلب، فإنّه أدعى للطّمأنينة وراحة البال. فعندما يُقدم على عمل ما، كشراء سيارة، أو إن أراد الزّواج، أو العمل، أو أراد سفراً، فإنّه يستخير له. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:” ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره “. وقد قال سبحانه وتعالى:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ “، آل عمران/1599.
كيفيّة صلاة الاستخارة
- الوضوء، كما لأيّ صلاةٍ أخرى.
- استحضار النّية، فلابدّ من النّية لصلاة الاستخارة قبل الشّروع فيها.
- صلاة ركعتين، والسّنة أن تقرأ في الرّكعة الأولى بعد الفاتحة سورة ” قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ “، وفي الرّكعة الثّانية بعد الفاتحة سورة ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ “.
- السّلام في آخر الصّلاة.
- رفع اليدين تضرّعاً لله، واستحضاراً لعظمته، وقدرته، وتدبّراً بالدّعاء.
- الحمد و الثّناء على الله عزّ وجلّ في بداية الدّعاء، ثمّ الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والأفضل قراءة الصّلاة الإبراهيمية، التي تقال عند التّشهد، وهي:” اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ، في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ “.
- قراءة دعاء الاستخارة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ … إلى آخر الدّعاء، وعند قول:” اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ” يُسمّى الشّيء المراد له.
- الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، بالصّلاة الإبراهيمية التي تقال عند التّشهد.
- ترك الأمر إلى الله، والتّوكل عليه، والسّعي في طلب الأمر، مع الأخذ بالأسباب.
حُكم صلاة الاستخارة
أجمع العلماء على أنّ الاستخارة سُنّة، ودليل مشروعيّتها ما رواه البخاريّ عن جابر رضي الله عنه:” اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ … ” إلى آخر الحديث. فإذا همَّ المسلم بشيء ولم يتبيّن له رجحان فعله، أو تركه، قام بالاستخارة. أمّا ما تبيّن له رجحان فعله، أو تركه، فلا تُشرع فيه الاستخارة.
الحكمة من صلاة الاستخارة
- تحقيق معنى العبادة لله عزّ وجلّ، المتضمّن الخضوع له، وإظهار الضّعف والذّل بين يديه، والحاجة واللجوء إليه، واستعطافه، وطلب الخيرة منه.
- تحقيق معنى الإيمان، بأنّ الله بيده مقاليد الأمور، ويعلم غيب السّموات والأرض، ويحبّ لعبده الخير، ويختار له ما ينفعه، وفي هذا تحقيق لتوحيد الرّبوبية، والأسماء والصّفات. قال تعالى:” وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين“، الأنعام/599.
- الثقة بالله، والرّضى بقضائه بعد الاستخارة وقبلها، والتّوكل عليه، وتفويض الأمر إليه، بدل الحيرة والتّردد، والقلق الذي يضعف النّفس، ويولد الهموم، والاطمئنان للنّتائج كيف ما كانت، الأمر الذي يقوّي النّفس، ويطرد الهمّ، فتنشرح النّفوس، ويطمئنّ القلب. قال ابن القيم في الفوائد:” إذا فوّض أمره إلى ربّه، ورضي بما يختاره له، أمدَّه فيما يختاره له بالقوّة عليه، والعزيمة، والصّبر، وصرف عنه الآفات، وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه، بما يختاره هو لنفسه “.
- توفيق الله لعبده المستخير، فإذا ما قدّر الله للعبد المستخير التّوفيق، ففي ذلك نعمتان:
- الأولى: استجابة الله دعاء عبده، وفي هذا خير عظيم، ودليل على ما عند العبد من صلاح.
- الثانية: توفيق الله لعبده في الأمر المستخار فيه، واختيار الخير له، وتوجيهه وإرشاده إليه، بدل ضياعه وضلاله عنه.
شروط قبول الاستخارة
- صلاة ركعتين قبل ترديد دُعاء الاستخارة.
- تكرار الدّعاء أكثر من مرّة.
- تكرار الصّلاة أكثر من مرّة عسى الله يستجيب.
- الرّاحة والتوكّل على الله تعالى في جميع الأمور، والتيقّن بشكلٍ تامّ أنّ الله تعالى لا يتخلّى عن عبده المؤمن، ولا يخيّب ظنّ من استخاره.
- الدّعاء المستمر لله تعالى بأن ييسّر أمر الزّواج، وأن يكون الملهم للصواب.
- التضرّع والخضوع لله تعالى، والثّناء عليه عند الدّعاء.