كيفية علاج داء السكري
مرضُ السُكَّري
مرضُ السُكَّري من الأمراضِ المزمنة التي يسهلُ التعايشُ والتعاملُ معها، فهو داءٌ يصيبُ جسمَ الإنسان، حيث تكون مستويات السكَّر في الدم مرتفعة جدا، وهذا الارتفاع ناجمٌ عن نقصٍ كُلِّي أو جُزْئي في هِرْمُون الأنسولين، والأنسولين هرمون يُفْرِزُه البِنْكِرْيَاس؛ لكي يُساعد السكَّر في دخول خلايا الجسم، فَيَمدُّهَا بالطاقة اللازمة، وهذه الطاقة تُساعد الجسم على الحركة، وبالرغم من أنَّ هذا المرض يسهلُ التعامل معه والتحكم فيه، إلاَّ أنه قد يُسَبِّبُ مضاعفات كثيرة، فمع مرور الزمن قد يتطور المرض، ويسبب أضراراً كثيرة في الأعصاب وفي الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدِّي إلى أمراض القلب والجلطات، وقد يَتَسَبَّبُ السكَّر في بتر بعض أعضاء الجسم، والأخطرُ من ذلك أنَّه قد يودي بحياة المريض.
وصفُ مرض السُكَّرِي
لمرض السُكّري نوعان:
- النوع الأول: حيث أنَّ الجسم لا يقوم بإفراز الأنسولين.
- النوع الثاني: حيث أنَّ الجسم يقوم بإفراز الأنسولين ولكن بنسبٍ قليلة، لا تكفي لتقليل السكَّر في الدم.
- وهناك سُكَّري الحامل، وتُصابُ به السيدات الحوامل.
عجز الجسم عن إنتاج الأنسولين
يظهر هذا النوع في أيِّ مرحلةٍ من مراحلِ العُمر، ولكنَّ الشائع أنَّه يظهرُ في مراحلٍ مبكرة، وهو مرضٌ ذاتِّيُّ المناعة، (أي أنّ جهاز المناعة في الجسم يعمل ضدّ أحد أعضاء الجسم)، حيث يقوم جهاز المناعة في هذا النوع من المرض بمهاجمة خلايا ” بيتا”، (وهي الخلايا المسئولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس)، فينتج البنكرياس كمية قليلة جداً من الأنسولين، وقد لا ينتجه نهائياً، ولذلك يجب على المصاب بهذا النوع من مرض السكَّري أن يتناول الأنسولين يومياً ومدى الحياة، وتظهرُ أعراضُه خلال فترةٍ قصيرة من المرض، مع أنَّ جهازَ المناعةِ قد يبدأ بمهاجمة خلايا ” بيتا” قبل سنواتٍ من المرض، وهذه الأعراض هي:
- الشعورُ المتواصل بالعطش الشديد.
- الشعور المتواصل بالجوع الشديد.
- ضُعف الرؤية.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- كثرة التبول.
- انخفاض في الوزن.
- قد يؤدّي هذا النوع إلى الوفاة، في حال لم تتم عملية التشخيص والمعالجة.
إنتاج الجسم لكمياتٍ قليلةٍ من الأنسولين
هو الشائعُ والأكثر انتشارا، ويرتبط بكبرِ السن، والسُمْنَةُ المُفْرِطَة، والوراثة أحياناً، وفيه يقوم البنكرياس بإنتاج كمية قليلة من الأنسولين، لا تكفي لتخفيض السكَّر في الدم، ومع مرور الوقت يقلّ إنتاج الأنسولين، ويكفي أن نقوم بحمية غذائية لمعالجته، أو تخفيف السُمْنَة، وفي بعض الحالات يتم تناول أدوية لتخفيض نسبة السكَّر في الدم، وهذه الأدوية أيضاً تُحفِّزُ البنكرياس لإنتاج كمياتٍ أكثر من الأنسولين، وتظهرُ أعراضه بشكلٍ تدريجٍي، بعكس أعراض النوع الأول، وقد لا تظهر أيُّ من هذه الأعراض على بعض المصابين، فيتم التعرف على الإصابة بالمرض عن طريق فحص الدم، وهذه الأعراض هي:
- الشعور بالتعب والغثيان.
- الشعور بالعطش الشديد.
- كثرة التبول.
- ضعف الرؤية.
- بطؤٌ شديدٌ في عمليةِ الشفاء من الجروح.
زيادة السكَّر في الدم
قد يزداد مستوى السكَّر بالدم أو ينقص بشكلٍ كبير، وذلك إذا ما أراد المصاب أنْ يضبطَ مستوى السكَّر. تنتج عن تناول كمية كبيرة من المأكولات والحلوى، أو عند عدم تناول الدواء في الموعد، وهناك بعض المؤشرات والأعراض التي تُدَلِّلُ على زيادة السكَّر بالدم وهي:
- جفافٌ شديد في الحلق.
- التبول المتكرر بشكل سريع.
- الشعور بالعطش.
- التعب والدُّوَار.
انخفاض السكَّر في الدم
ويحدثُ في حالة تعاطي كميةٍ كبيرةٍ من الأنسولين، وذلك ما يُسمَّى (صدمة الأنسولين)، ويحدثُ أيضاً في حالةِ عدم تناول الوجبات بشكلٍ كاف، أو الإفراط في ممارسة الرياضة، وهناك أيضاً بعض الأعراض التي تدلُ على نقص مستوى السكَّر بالدم، وهي:
- إفراز الجسم للعَرَقِ بشكلٍ غير معتاد.
- الشعور بالدوار.
- الارتعاش وتوتر الأعصاب.
- ارتباك في التفكير، وتَسَارُعُ في نبضات القلب.
- عدم قيام المريض بمعالجة انخفاض مستوى السكَّر، قد يؤدِّي إلى حدوث تَشَنُّجَات.
السيطرة على مرض السكَّري
مرضُ السُكَّري هو مرضٌ غير مُعدِي، حيث تستطيع عزيزي المصاب أن تتعايش مع المرض، وتسيطر عليه، ومن أجل تحقيق ذلك عليك أولاً أن تذهبَ لطبيبٍ مُخْتَص، لكي تقوم بفحص نسبة السكَّر بشكلٍ شبه يومي، وذلك بعد تناول الطعام بساعتين، أو قبل تناول الطعام بست ساعات، وهناك بعض الإرشادات التي يجب أن تتبعها عزيزي المصاب بالسُكَّري، حفاظاً على سلامتك وهي على النحو التالي:
- لا تُكثِر من تناول الطعام؛ وذلك لعدم التَّعَرُض للسُمنةِ الزائدة، ولتخفيفِ الوزن، لأنَّ السُمْنَةَ تُعدُ من أكبرِ المخاطر على مريض السكَّري.
- تناول النشويات الغنية بالألياف ( الخبز الأسمر، الحمص، الفول، جميع الحبوب).
- قم بتناول الخضار والفاكهة.
- لا تتناول الدهون الحيوانية، واستخدم الزيوت النباتية في الطعام.
- لا تقم بتناول السكَّر والدبس والعسل، ولا تتناول إلاَّ الأنواع المخصصة لمرضى السكَّري.
- اشرب لِتْرَيَنِ من الماء يوميا.
- قُم بإجراء التمارين الرياضية.
عند ارتفاع معدل السكَّر بالدم افعل التالي:
- لا تَقُم بأيَّ مجهود.
- اشرب سوائل خالية من السكَّر.
- افحص السكَّر بشكل متكرر، ثم راجع الطبيب.
عند هبوط معدل السكَّر بالدم افعل التالي:
- تناول أي نوع من أنواع الحلوى.
- بعد ربع ساعة، تناول وجبة طعام تحتوي على نشويات.
- لا تقم بأي مجهود جسدي.
- افحص السكَّر بشكل متكرر، ثم راجع الطبيب.
وتحتاج القدمين لعناية خاصة منك، لأنها من أكثر أعضاء الجسم حساسية، لأنَّ أعصاب القدمين تتعرض إلى تلف جزئي، وللمحافظة على القدمين قُم بالإجراءات التالية:
- افحص قدميك جيداً بشكل يومي.
- تجنب استخدام الماء الساخن جداً والبارد جدا.
- لا تَغْمُر قدميك في الماء لمدة طويلة.
- استخدم كِرِيم مُرَطِّب يوميا؛ لمنع حدوث التشققات بالقدمين.
- لا تمشي حافيَ القدمين.
- ارتَدِي أحذيةً أكبرَ من تلك التي اعتدت على ارتداءها.
- استخدم الجوارب القطنية أو الصوفية.
- لا تُعرِض قدميك للحرِّ الشديد أو للبرد القارص.
علاجُ مرض السكَّري
إنَّ مرض السُكَّري لا يمكن الشفاء منه، وكل محاولات العلاج تقتصر على التنظيم، وتفادي المخاطر لمدةٍ قصيرة أو طويلة، فالأهم من العلاج المُستخدم هو القيام بالحمية الغذائية التي ينصحُ بها المختصون، مع القيام بالتمارين الرياضية اليومية لإنقاص الوزن، ويتم اللجوء إلى الدواء إذا لم تتم السيطرة على ارتفاع نسبة السكَّر بالدم بالحمية الغذائية والممارسات الرياضية، ويكون الدواء على شكل أقراص أو حُقَنْ، تفصيله في التالي:
أدوية تؤخذ بالفم
أدوية تُساعد البنكرياس على إفراز الأنسولين، وأدوية تعمل على إدخال السكَّر لخلايا الجسم.
أدوية تؤخذ بواسطة حقن الأنسولين
وهي أربعةُ أنواع، يتم تصنيفها حسب فعاليتها في الجسم، ومدى تأثيرها، وهي تُستخدم بواسطة الطبيب، حيث أنَّ العلاج بالحُقَن يختلف من مصابٍ لآخر، والأربعة أنواع هي:
- أنسولين سريع المفعول: يبدأ مفعوله بعد نصف ساعة، فَيَصِلُ إلى أقصى درجات التأثير بعد ساعتين، وينتهي تأثيره بعد ست ساعات.
- أنسولين متوسط المفعول: يبدأ مفعوله بعد ساعتين، فَيَصِلُ إلى أقصى درجات التأثير بعد خمس ساعات، وينتهي تأثيره بعد خمسة عشر ساعة.
- أنسولين ممزوج: وهو مزيج من الأنسولين السريع والمتوسط.
- أنسولين طويل المفعول: يبدأ مفعوله بعد أربع ساعات من الحَقن، فَيَصِلُ إلى أقصى درجات التأثير بعد عشرة ساعات، وينتهي تأثيره بعد أربع وعشرين ساعة.
- أخيراً، إذا كُنت مُصاباً بمرضِ السُكَّرِي، تذكر جيداً أن تتبع إرشادات الطبيب، وحافظ على نفسك لكي لا تُعَرِّض نفسك للمخاطر، أزاح اللهُ عنَّا وعنكُم الأمراضَ، ودمتم سالمين.