كيفية علاج جدري الماء
جدريّ الماء
يعدّ مرض جدري الماء أو الحماق (بالإنجليزية: Chickenpox) مرضاً فيرسيّاً شديد العدوى،[١] يصيب الأطفال عادة[٢] دون سن الخامسة عشر من عمرهم خاصة بين عمر الخمس والتسع سنوات،[٣] لكنه يمكن أن يصيب البالغين الذين لم يصابوا به في صغرهم[٤] أما الفيروس المسبّب لمرض جدري الماء فهو الفيروس النطاقي الحماقي (بالإنجليزية: varicella-zoster virus) وهو الفيروس نفسه الذي يسبب مرض الحزام الناري،[٣] ومن الجدير بالذكر أنه عندما يصاب به الشخص يكتسب مناعة أبدية ضد جدري الماء ولا يصاب به مرة أخرى، إلّا أن الفيروس يمكن أن يبقى في جسم الإنسان، ومن الممكن أن يسبّب مستقبلاً عند البالغين مرض زنّار الحماق،[٤] ومع تطوّر العلم واكتشاف لقاح جدري الماء في منتصف التسعينات انخفضت نسبة الإصابة به.[٥]
طرق علاج جدريّ الماء
تبقى أعراض مرض الجدري على المريض لمدة تترواح بين خمسة إلى عشرة أيام عادة، وهو مرض غير خطير،[٤] وعندما يتم تشخيص الطفل أو الشخص البالغ بأنه مصاب بمرض جدريّ الماء يجب أن يبقى في البيت كي لا ينقل العدوى لغيره، ويفضل أخذ قسط من الراحة في المنزل مع عدم الاختلاط بالآخرين،[٥] أما عن الأدوية التي توصف لمرضى جدري الماء فهي أدوية توصف للتخفيف من حدّة الأعراض،[٤] والحكة وتسكين جلد المريض،[٥] ومن الأدوية التي يمكن وصفها غسول الكالامين (بالإنجليزية: Calamine lotion)، وعمل حمام الشوفان،[٤] ويمكن أخذ أدوية مضادات الهيستامين (Antihistamine medications) أو تطبيق المراهم الموضعية منها، كما يُنصح بارتداء الملابس الناعمة والخفيفة.[٥]
ولأن الأطفال الصغار لا يستطيعون السيطرة على الحكّة، فإنه من الممكن أن يجرحوا أنفسهم إذا كانت أظافرهم طويلة، لذا يُنصح بقص أظافرهم؛ لمنع حدوث التهاب بكتيري ثانوي مكان البثور.[٦]
إذا كان المريض المصاب بجدريّ الماء بالغاً أو امرأة حاملاً، أو شخصاً ذا مناعة منخفضة، أو شخصاً مصاباً بأمراض جلديّة أخرى، يمكن أن يصف الطبيب لهم دواء آسيكلوفير (Acyclovir) وهو مضادّ فيروسيّ على أن يتم أخذه في اليوم الأول أو الثاني من ظهور الطفح الجلديّ.[٦]
طرق انتقال جدريّ الماء
يسهل انتقال فيروس جدري الماء وإصابة الأشخاص الذين لم يصابوا به من قبل، ولأنه ينتقل عبر السائل الموجود في البثور التي يسبّبها المرض، وعبر الرذاذ المنتقل من المصابين أثناء عطاسهم وسعالهم، فإنه من السهل انتقاله بين الأشخاص الموجودين في الغرفة نفسها لمدة من الزمن؛ حيث إنّ وجودهم لمدة ربع ساعة كفيلة لانتقال الفيروس بين الأشخاص، كما يمكن أن ينتقل عند إجراء محادثة مع شخص مصاب أو التعامل معه عن قرب، أو التعامل مع أغراض المصابين والأدوات الشخصية لهم، ويمكن أيضاً أن ينتقل إذا تم لمس البثور التي يسببها الجدري،[٢]لذا من السهل انتقال مرض جدري الماء بين أفراد العائلة الواحدة أو انتقاله بين الأطفال الذين في الصف نفسه.[٣]
أعراض الإصابة بجدريّ الماء
تظهر أعراض مرض الجدري عادةً بعد إصابة المريض بفيروس جدري الماء بأسبوع إلى ثلاثة أسابيع،[٢] وقبل ظهور بثور مرض الجدري تظهر عدّة أعراض أخرى على المصابين بالفيروس، من الأعراض التي تظهر على المصابين قبل ظهور البثور ما يلي:[١]
- ارتفاع درجة حرارة الجسم؛ وفي الغالب ترتفع عند البالغين المصابين بفيروس جدري الماء أكثر من الأطفال المصابين بالمرض.
- تعب عام وإرهاق.
- شعور بوجع في عضلات الجسم.
- فقدان للشهية وشعور بالغثيان.
- بعد أن تظهر على المريض هذه الأعراض، يتبعها ظهور الطفح الجلدي والبثور على جسم المريض،[١] بحيث تبدأ من منطقة الصدر والوجه، ثم تنتشر على باقي الجسم،[٢] مع العلم أن الطفح الجلدي لا يظهر على جميع المصابين بالصورة والحدّة نفسيهما، حيث يمكن أن يظهر على بعض المرضى بشكل بسيط وعند البعض الآخر يغطي كامل الجسم، كما من الممكن ظهور تجمعات من البقع الحمراء التي عادة ما تظهر على وجه وأطراف وصدر وبطن المريض من جهة المعدة، ويعاني المريض من حكّة في منطقة البقع الحمراء التي سرعان ما يظهر قيح على سطحها، وعندئذ تزداد الحكّة عند المريض، وبعد ذلك بثمانٍ وأربعين ساعة يجفّ القيح ويتحول إلى قشور، وفي غضون عشرة أيام تسقط القشور من تلقاء نفسها،[١] مع العلم أنه يمكن أن يعدي المريض غيره طيلة وجود بثور على جسمه، وعند تقشّر كل البثور التي على جسمه يصبح غير معدٍّ.[٢]
- ومن الجدير بالذكر أن مرض الجدري ليس بالمرض الخطير حيث لا يستدعي إلا الراحة وتناول كميات كافية من الماء، لكن إذا ظهرت على المريض أعراض أخرى كأن يصبح الجلد المحيط بالبثور أحمر اللون ومؤلماً، أو عانى المريض من مشاكل في التنفس فهنا يجب أن يراجع الطبيب.[١]
مضاعفات مرض جدري الماء
من المضاعفات التي يمكن أن تحدث مع الشخص المصاب بمرض جدريّ الماء ما يأتي:[٦]
- أكثر المضاعفات شيوعاً خاصّة عند الأطفال هي إصابة البثور المتقرّحة على جلد المريض بعدوى بكتيريّة، والتي يمكن أن تؤدّي إلى تندّب الجلد، وتزداد فرصة حدوث الندب في هذه الحالة إذا تم حكّ البثور وكشطها.
- من أكثر المضاعفات شيوعاً عند المراهقين المصابين بعدوى الجدريّ هو الالتهاب الرئويّ.
- من المضاعفات التي يمكن أن تحدث عند الأطفال من جرّاء الإصابة بمرض جدريّ الماء لكنها نادرة الحدوث تأثّر الجهاز العصبيّ المركزيّ كالتهاب المخيخ أو التهاب الدماغ، أو حدوث متلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome).
- من الممكن حدوث تسمم الدم من انتقال العدوى من الجلد إلى الدم.
- أيضاً يمكن أن يصاب المريض بالجفاف إذا لم يتناول كميات كافية من المياه.
ومن الجدير بالذكر أنه على المرأة الحامل التي لم تُعطَ لقاح الجدريّ أو لم تصب به من قبل، ألا تقترب من أي شخص مصاب بالمرض، لأنها في هذه الحالة تكون معرّضة للإصابة بالالتهاب الرئويّ، والجنين الذي لم يتعدَّ عمره العشرين أسبوعاً يكون معرّضاً للإصابة بمتلازمة الحماق الخلقيّ (بالإنجليزية: congenital varicella syndrome) وهو داخل الرحم، ومع أن هذه المتلازمة نادرة الحدوث، إلا أن الطفل المصاب بها يولد بتشوّهات خلقيّة متمثلة بندب على الجلد وأطراف مشوّهة، أما في حالة إصابة الأم بمرض جدريّ الماء قبل الولادة بخمسة أيام أو بعد الولادة بيومين، فإن المولود يصاب بمرض جدريّ الماء من النوع الشديد، وتكون نسبة وفاة الأطفال في هذه الحالة عالية؛ لعدم وجود وقت كافٍ كي تتكوّن الأجسام المضادة للفيروس في جسم الأم وتنتقل للطفل، أما إذا أصيب المولود الجديد بعد ذلك بمرض جدريّ الماء كأن يصاب به عند وصوله اليوم العاشر إلى الثامن والعشرين من عمره، فإن المرض يكون متوسط الشدة.