كيفية علاج الجروح العميقة
الجروح العميقة
يمكن تعريف الجروح العميقة المفتوحة بأنّها جروح تكون أعمق نقطة فيها غير مرئيّةٍ، ويكون عمق الجرح أكثر من 6.5 مليمتراً، والطّبقة الدهنيّة والعضليّة والأوتار والأعصاب والأربطة وأنسجة العظام فيها ظاهرة للخارج.[١] عادةً ما يُصاب الشّخص بجرحٍ عميقٍ نتيجةً لقطعٍ أو ثقبٍ في الجلد بأدوات حادة،[٢] منها السكاكين والزجاج المكسور وشفرات الحلاقة.[٢]
علاج الجروح العميقة في المنزل
يُمكن علاج الجروح البَسيطة في المنزل باتّباع الخطوات الآتية:[٢]
- غسل وتعقيم الجرح وإزالة جميع الأوساخ عنه.
- استخدام الضّغط المباشر والرّفع للسّيطرة على النّزف.
- عند لف الجرح يُنصح باستخدام ضمادات معقّمة دائماً.
- الحرص على نظافة وجفاف الجرح دائماً لمدّة 5 أيام.
- الحصول على الكثير من الراحة.
- وضع الثّلج على المَنطقة المُصابة إن كانت هناك كدمة أو انتفاخ.
- تغطية المَنطقة المصابة بواقٍ للشّمس يكون معامل وقاية الشّمس لديه 30 (بالإنجليزية: Sun Protection Factor).
من العلاجات الأخرى التي يمكن استخدامها:[٣][٤][٥]
- العسل: يذكر أنّه بالإمكان وَضع مُستحضرات العسل مباشرةً على الجرح أو باستخدام ضمّادة تحتوي على العسل، فقد وجد بأنّه يساعد على الشفاء، وقد وصفت العديد من الدّراسات استخدام العسل أو الكمّادات المنقوعة بالعسل لأنواعٍ عديدة من الجروح، منها: جروح العمليّات والحروق، وقد ظهر أيضاً أنّ العسل يُقلّل من الصّديد ويساعد على تنظيف الجرح والتّقليل من احتمالية الإصابة بالالتهابات، وذلك علَاوةً على كونه يسرّع بالشفاء. وُجد في بعض التقارير أنّ العسل قد نجح بشفاء جروح عجزت عنها العلاجات الأخرى.
- العلاج بالثّوم: فهو معروفٌ بخصائصه المضادّة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، والشافية للجروح.
- استخدام الصبّار: فعلى الرّغم من الاعتِقاد السائد بأنّ الهلام (بالإنجليزية: gel) المُستخلص من نبتة الصبّار يُعدّ فعّالاً ضدّ الجروح وغيرها من الحالات الجلديّة، إلّا أنّ الأبحاث لم تثبت جميعها ذلك؛ فعلى الرّغم من أنّ بَعض الأبحاث أظهَرَت فعاليته في ذلك، إلّا أنّ بعضاً آخر قد أشار إلى عَدم فعاليّته، بينما أشارَت أبحاثٌ أخرى إلى أنّه يؤخّر الشفاء، لكن مُعظم الدّراسات التي أجريت على البشر تمّ إجراؤها على عينةٍ صغيرةٍ من البشر، لذلك لا يمكن اعتمادها.
يُذكر أنّ الألم عادةً ما يتصاحب مع الجروح العميقة، لذلك يُنصح باستِخدام الباراسيتامول حسب التّعليمات المَوجودة على النّشرة المرفقة به، غير أنّه يجب تجنّب استخدام الإسبرين كونه يزيد من النّزف.[٢]
علاج الجروح العميقة لدى الطّبيب
على الرّغم من إمكانية علاج بعض الجروح في المنزل، إلا أنّ هناك بعض العَوامل التي تجعل زيارة الطّبيب أمراً لا بدّ منه، وهي كالآتي:[٢]
- إن كان عمق الجرح يزيد عن 1.25 سنتيمتراً.
- إن لم يتوقّف النّزيف مع الضّغط المباشر.
- إن استمرّ النّزيف لمدّة تزيد عن 20 دقيقة.
- إن كان الجرح قد نجم عن حادثٍ.
قد يستخدم الطّبيب أساليب مختلفةٍ لعلاج الجرح العميق المفتوح؛ فبعد تنظيف وتخدير المَنطقة المصابة يُستخدم التخدير إن استدعى الأمر ذلك؛ فقد يستخدم الطّبيب غراء الجلد أو تقطيب الجرح أو خياطته، وقد يُعطى المُصاب حقنة مدعّمة إن كان الجرح منخرقاً.[٢]
العلاجات الطبّية الأخرى للجروح العميقة تتضمن المسكّنات والمضادّات الحيويّة، وتوصف المضادّات الحيويّة بشكلٍ خاص إن كانت هناك احتماليّة للإصابة بالالتهاب، وفي بعض الحالات قد يَحتاج الأمر إلى تدخّلٍ جراحيٍ.[٢]
بعد الخروج من عيادة الطّبيب عادةً ما يُعطي الطبيب المصاب مجموعةً من الضّمادات كونه من الضّروري القيام بتغيير الضّمادة بين الحين والآخر بأوقات يُحدّدها الطّبيب، وقبل وضع الضمّادة الجديدة يجب تعقيم الجرح وتجفيفه جيداً، ومن ثمّ التخلّص من الضمّادة القديمة عبر وضعها بكيس بلاستيكيّ.[٢]
مضاعفات الجروح العميقة
يعدّ الالتهاب ضمن أكثر المضاعفات شيوعاً للجروح العميقة؛ حيث يجب الاتصال بالطّبيب في حالة ظهور أيٍّ من أعراضه؛ والّتي تتضمن ما يأتي:[٢]
- النّزيف المتواصل.
- زيادة الاحمرار أو الألم أو الانتفاخ.
- تحوّل منطقة الجرح إلى اللّون الغامق أو جفافها أو ازدياد عمقها أو حجمها.
- خروج الإفرازات من الجرح.
- نزول الصديد السميك ذي اللون الأخضر أو الأصفر أو البني من الجرح مصحوباً برائحةٍ كريهة.
- ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 4 ساعات.
- ظهور كتلة في منطقة أصل الفخذ أو تحت الإبط.
- عدم التئام الجرح.
أمراض تنجم عن الجروح العميقة
إنّ الأمراض التي قد تنجم عن الجروح العميقة تتضمّن الآتي:[٢]
- مرض تشنّج العضلات، وهو مرض يَنجم عن البكتيريا المُسبّبة لمرض الكزاز؛ هذا المرض قد يُفضي إلى حُدوث تقلّصات في الفكّ والعنق.
- الالتهاب الناخر تحت الجلد، ويُعدّ هذا الالتهاب شديداً وقد يقود إلى الإصابة بالغرغرينا، أي فقدان وموت الأنسجة، وتُعرف الغرغرينا بشكلٍ أوضح بأنّها حالة تحدث عند فقدان المنطقة أو العضو لإمداد الدّم نتيجةً لوجود إصابةٍ أو مرض أو التهاب ما، وتعدّ أصابع اليدين والقدمين والأطراف بشكلٍ عام المناطق الأكثر عرضةً للإصابة بالغرغرينا، غير أنّها قد تُصيب مناطق أخرى من الجسم، ما يؤدّي إلى إتلاف الأعضاء أو العضلات الداخليّة. من الجدير ذكره أنّ هناك العديد من أنواع الغرغرينا، وجميعها تحتاج إلى تدخّلٍ طبيّ فوريّ.[٦]
سواءً أكان الجرح العميق بسيطاً أو شديداً، فمن المهم أن يتمّ التصرّف بالشّكل الصحيح وبسرعة؛ فبعض الجروح العميقة يُمكن علاجها منزليّاً، لكنّ هذا ليس ممكناً دائماً؛ ففي بعض الأحيان قد يَحتاج المُصاب إلى الرّعاية الطبيّة، وخصوصاً إن كان الجرح عميقاً أو ينزف كثيراً. فالتصرّف السريع يضمن بأن يحصل الشخص على العلاج المُناسب، ويُقلّل من احتمالية الإصابة بالمضاعفات الّتي أهمّها الالتهابات.[٢]