كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع
درجة حرارة الجسم
هي عبارة عن مقياس يبيّن قدرة الجسم على توليد الحرارة والتخلّص منها، وجسم الإنسان له قدرة عالية في الحفاظ عليها ضمن مستوى محدد على الرغم من التّباين العالي لدرجات الحرارة داخل الجسم؛ فعندما يشعر الإنسان بالحر تتوسع الأوعية الدموية المتواجدة في الجلد فتحمل الحرارة الزائدة إلى سطح الجلد لتتخلّص منها، ثم يبدأ الجسم بالتعرّق وذلك يساعد على تخفيض درجة الحرارة.
أمّا عند الشعور بالبرد فيحدث العكس بانقباض هذه الأوعية لتحافظ على درجة الحرارة داخل الجسم، وتبدأ رجفة العضلات وهي حركة لا إراديّة للعضلات لتوليد الحرارة لرفع درجة حرارة الجسم.[١]
درجة حرارة جسم الإنسان تختلف من شخص إلى آخر حسب العمر والنشاط وأوقات اليوم. متوسط درجة الحرارة الطبيعيّة عند الإنسان هو سبعٌ وثلاثون درجةً مئويةً، ولكنها تحتوي على نطاقٍ واسع من التباين بزيادة أو نقصان 0.6 درجةً مئويةً، وهذا بالطبع إذا تمّ قياسها عن طريق الفم، وترتفع قليلاً إذا كانت تُقاس من الشرج.[٢]
ارتفاع درجة الحرارة
يُعتبر جسم الإنسان بأنّه مرتفع الحرارة بطريقةٍ مرضية عندما يتجاوز حاجز الثامن والثلاثين درجةً مئويةً؛ حيث يصعب التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة بالعادة، وينتاب الأمّ القلق عند ظهور علاماتها؛ لأنها ليست مرضاً سهلاً؛ بل هي عارض لمرضٍ معيّن.
يكون ارتفاع درجة الحرارة خطيراً إذا أصاب الطفل في عمر أقل من ستة شهور، فعندها يجب التّعامل مع الارتفاع بحذر؛ لأنّ هذا إنذار على وجود مشكلة كبيرة، لذلك يجب متابعة قياس درجة حرارة الطفل باستمرار، وإذا تعدّت الحد المسموح لا بند من الاتصال بالطبيب فوراً، فارتفاع درجات الحرارة غير العادية مخاطرها غير كثيرة عند الأطفال.[١]
الطرق المتبعة للتخلّص من درجة حرارة طفلك
هذه الطرق المنزلية هي للأطفال الذين تُعتبر حالتهم مستقرّة:[٣]
- يجب متابعة حرارة الطفل بشكل مستمر؛ يجب قياس درجة الحرارة بواسطة ميزان الحرارة، ويمكن وضع الميزان في الأذن، أو قرب فتحة الشّرج، ويجب الذّهاب إلى الطبيب إذا كانت درجة الحرارة (38 درجة) عند الأطفال الذين يكونون أقل من تسعة شهور، أمّا الأطفال الذين بلغوا تسعة شهور فيجب عرضهم على الطبيب المُتخصّ عند حرارة (39 درجة)؛ لأن ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال خطير جداً وله عواقب وخيمة.
- في الحالات الطبيعية من ارتفاع الحرارة، يمكن اللجوء إلى كمّادات الماء البارد للطفل، ويُمنَع استخدام الثلج لأنّه قد يُحِدث صدمةً قد تؤدّي إلى آثارٍ عكسية؛ بسبب انخفاض الحرارة بشكل مفاجئ الذي يُسبّب تقلصّات وأمراضاً خطيرةً للطفل.
- وضع الكمّادات على الجبين، واليدين، والأقدام.
- تعويض الطّفل عن السوائل التي يفقدها من خلال إعطائه سوائل بكثرة من ماء وعصائر، ولو كان الطفل رضيعاً يجب إرضاعه باستمرار.
طرق لتخفيض درجة الحرارة
هناك عدة طرق لتخفيض درجة حرارة الطفل، والطّرق الآتية أكثرها فاعلية:[٤]‘:
- أحضري وعاءً من الماء.
- ضعي ماءً نظيفاً في الوعاء.
- أضيفي كميّةً من الملح في الوعاء، وأذيبها في الماء.
- ضعي قدمي الطفل في الماء المالح لمدّة نصف ساعة على الأقل.
- إذا لم يتحسّن طفلك أو كانت الحرارة مرتفعة كثيراً لديه عليك أخذه إلى الطّبيب أو المشفى، ولا تضيّعي الوقت في التّجارب؛ لأنّ الارتفاع في درجات الحرارة بالنسبة للطفل خطير، فهي تؤثّر على الأنسجة، وقد تقتل خلايا المخ.
طريقة أخرى
- ضعي الطفل في غرفة مهوّاة، ولكن تجنبي المكيف البارد.
- انزعي ملابس الطفل، واتركي الملابس الداخلية أو الملابس الخفيفة.
- ادهني بطن الطفل بالخل مباشرةً، وستندهشين من انخفاض الحرارة؛ حيث يقوم الخل بالتبخير بسرعة عندما يتعرض للهواء، وحتى يتبخر يجب أن يكتسب حرارةً إضافية، وبذلك يسحب الحرارة الموجودة على جسد الطفل، فيخفّضها ويجب أن يمسح جسم الطفل وخاصّةً البطن، وتحت الإبطين؛ لأن الحرارة تكون عالية في هذه المناطق.
- استخدمي ماءً عادياً مع فوطة أو شاش وبلّليها بالماء، ثم ضعيها على رأسه، وتجنّبي استخدام الماء البارد، ويمكنك إضافة الخل إلى كمادات الماء.
- أحضري إسفنجة نظيفة وبلليها بالماء، ثمّ أضيفي إليها الخل، وامسحي يدي الطفل ورجليه، واتركيها تجفّ من تلقائها، فهي تعمل على امتصاص حرارة الجسم.
- ادهني الجسم بزيت الزيتون.
أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال
هناك عدة أسباب لارتفاع الحرارة منها:[٥]
- الالتهابات: (التهاب الحلق، والتهاب الأذن، والتهاب القصبة الهوائية، والتهاب المسالك البولية)؛ فالالتهابات هي عبارة عن صراع مع التهاب ناتج عن بكتيريا أو فيروس، وتعمل الحرارة على مكافحة الفيروسات الموجودة في الجسم.
- حالات العدوى، مثل: الإنفلونزا، أو نزلات البرد الشديد.
- فترة نمو الأسنان.
- بعد التطعيم: غالباً ما يُصاب الطفل بالحمى بعد تلقّي التطعيم أو التلقيح، وعند التطعيم ينصحك الطبيب بالأمور التي عليك أن تتّبعيها عند التطعيم، ومنها:
- عدم الخوف من ارتفاع درجة الحرارة؛ لأن ارتفاع درجة حرارة الرضيع بعد حصوله على التطعيم يعتبر ردّ فعلٍ طبيعي للجسم، فهو يدل على أنّ جهاز المناعة لديه قد أصبح أقوى؛ إذ إنّ ذلك الارتفاع دليل على أنّ جهاز المناعة في الجسم قادر على مكافحة الكائنات التي تم تقديمها له عبر التطعيم، ويهيئ نفسه لمواجهة أيّ التهابات جديدة تسبّبها تلك الكائنات في المستقبل.
- أن يحصل على قدرٍ كافٍ من الراحة قبل أخذ التطعيم أو التلقيح، وأن يكون في وضع جسديّ مريح عند الحصول عليه؛ حتى لا يسبّب الآلام.
- الحرص على إعطاء الطفل الكثير من السّوائل، وتخفيف الملابس الثقيلة عنه قدر الإمكان.
- عمل كمّادات للطفل بالماء البارد، واخلطي في الماء قليلاً من الخل، وضعي قطعة القماش على مكان الإبرة بطريقة خفيفة؛ كي لا يشعر الطفل بالألم.
أعراض ارتفاع درجة حرارة الطفل
وهذه أهم الأعراض المصاحبة لها:[٣]
- شعور الطفل بالنّعاس على مدار اليوم، والخمول الشديد.
- التعرّق الزائد والجفاف.
- الامتناع عن الأكل والشرب لأكثر من تسع ساعات.
- الطفح الجلدي لسبب غير معروف.
أخطاء شائعة يتبّعها الأهل
- عمل الكمادات بالماء البارد أو الثلج، فذلك يحدث أضراراً عكسية؛ بسبب الاختلال الذي يحدث في الجسم عند انخفاض الحرارة بشكل مفاجئ.
- هناك بعض الأمهات قد تضع الكمادات على البطن لتسريع لخفض الحرارة، والأصل وضع الكمادات على الجبين والأيدي، كما أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم- .
- تجنّب وضع الطفل تحت الماء البارد مباشرةً، ويمكن غسل جسمه بالماء العادي.
- الحذر عند استخدام الأدوية؛ فحسب دراسات طبية أثبتت أنّ 50% من الآباء يعطون أبناءهم أدويةً عند تعرّضهم لارتفاع درجات الحرارة، وهذه الأدوية غير مناسبة.
- يمنع تجاوز الحدّ المسموح من جرعات الدواء، التي يضطر لها الأهل بسبب زيادة القلق لديهم عند ارتفاع درجات الحرارة، فهذا قد يؤدّي إلى التسمّم.
- يمنع استخدام مادة السبيرتو لتخفيض الحرارة، وذلك لسببين:
- إنّ هذه المادة قد يتمّ امتصاصها من خلال الجلد، فتضرّ به.
- إنّ هذه المادة تخفض الحرارة بسرعة، فيكون هناك احتمال كبير لعودة الحرارة مرّةً أخرى.