كيفية حماية الشعر من القمل
مقدمة
لا أحدْ منّا يُنكِر الإحسَاس الصّعب الذي يمُر بهِ منْ يُعانون تَواجُد القَمل في رؤوسهِم، وإنّ المُتتّبِع لنِظام الصّحة العالمي يجِد الطُرُق التي تحرص على نظافة الإنسان، وصدْ الأذى عنهُ بشتّى الوسائل، وإنّ أمر تواجُد القَمل في رأسِه لأمر شاذْ لا ترتضِيه القاعدة الموجودة لحِفظ سلامة الإنسان، ولكنْ لنعلم أنّ منْ يسمح لهذه الحشرات بالتّطفُل على فروة الرّأس هو الإنسان نفسُه الذي يُقصّر في جانب الاهتمام بنظافتِه، وسلامة أدواته، وعدم استخدام أدوات الغيْر لرُبما ينتشر القمِل بالعدوى؛ لذا جِئنا اليوم لنقول أنّ تلك الحشرة الضّارة لا مكان لها مادامت الحُلول كثيرة والطُرق أكثر نحو الوقايّة.
القَمِل وما يُسببهُ
القَمل عبارة عن حشرَة ضّارة مُتطفِلة لها ستْ أرجُل تعيش في شَعر الإنسان، وتتغذّى على دمِه، ومُنتشِرة بكثرة، حجمها كحجم حبّة السّمسم، لونها أبيض يميل إلى الرّمادي، ولها أنْ تعيش في رأسْ الإنسان ثلاثين يوماً، وفي هذه الفترة تضَع من عشرة إلى عشرين بيْضَة، ومنْ المُؤسف حقيقة أنّ بيضِها يصعُبْ رُؤيته، ويُمكِن للإنسان أنْ يخلُط بين بيضْ القمل وقِشرة الرّأس العاديّة، وهو بيضَاوِي الشّكل، لونهُ ما بين الأصفر والأبيض، كما أنّ القَمِل لا يستطيع الطّيران ولا القفْز بل ينتقِل بمُلامسة رأس إنسان لرأس إنسان آخر، وتنتقِل زحفاً، ولهُ أنْ ينتقل من رأسْ المُصاب لرأس السّليم بسبب قِلّة حرص الطَرف الآخر، إذْ أنهُ يستخدم أدوات غيرهِ دون أنْ يُدرك مدى نظافتِها وسلامتِها منْ الجراثيم؛ وللحديث عمّا يُسببهُ القمل فإنّهُ يُسبب الحكّة التي تعمل على حساسية فرّوة الرّأس، وأيضاً تؤدي إلى جُرح فروة الرّأس مما قد يُعرّضها للتلوث، كما ويُسبب القمل القلَق، قِلّة النوم، السُخونة، الصُداع، الحُمّى في بعض الحالات.
كيف يتّم اكتشاف القَمل
في العادة حينما تقوم الأم بتمشيط شعَر ابنها أو ابنتها، وتتفاجَأ لتجِد القَمِل في رأسِهِ؛ حينها تُصاب بالقَلق وتسأل نفسَها من أين لهُ القَمل؟ كيف أتى؟ كيف سأتخلص منه؟ تلك الانفعالات لنْ تأتيَ بنتيجة إنّما نحنُ بحاجة لهدوء لكي نتدّارك المُشكلة ونصل للحل، ولابُدّ لنا أنْ نعلم بأنّ القمل يكثُُر تواجُدُه في مُؤخّرة الرّأس، وخلف منطقة الأذنَيْن، وأنّ أكثر الأشخاص المُعرّضين للإصابة بالقَمل هم طُلاب المدارس، الأطفال في الحَضَانات.
طُرق الوقاية منْ القَمِل في الرّأس
وصفَة الخَلْ وزيت الزّيتون
نُخلط نصف كوب منْ زيت الزّيتون مع نصف كوب من الخلْ ونضع الخليط على الشّعر ونُدّلِك بهِ فروة الرّأس وخلف الأذنيْن وعند قاعِدة العُنُق، بعدها يُترك لمُدة ساعة ونقوم بغسل الشّعر بالشّامبو مع ضرورة الاستِمرار في عمل هذه الخَلطَة لأنّها عِلاجاً فعّالاً للقضاء على القَمل في الشّعر.
وصفَة البيْض
نقوم بخفْق بيضَتان بحسَب كثافة الشّعر، وللتخلُص من رائحة البيض نُضيف للخليط زيت اللّوز أو أيْ زيت آخر مِقدار مِلعقَة ونُحرّك جيداً ثم نضعهُ على الشّعر ونتركهُ ساعتين وبعدها نغسِل الشّعر بالشّامبو والبَلسَم، وتُكرر هذه الخَلطّة مرتين في الأسبوع للوقِاية منْ تواجُد القمل في الشّعر.
وصفة زيتْ شجرة الشَايْ
نقوم بإحضَار الشّامبو الذي نغسِل بهِ الشّعَر، ونقوم بوضع 4قطرات من زيت شَجرة الشاي للشامبو، ونغسِل الشعر بهِ جيداً؛ لأنّ زيت شجرة الشّاي يحتوي على مادة السّينما تلك التي إذا اتصّلت بالقمل تعمل على قتلِه.
وصفة المِشْط
يُنصح باستخدام مِشْط مُخصّص لفرق الشّعر، وهو شائع في الأسواق؛ إذْ أنهُ قادر على إيقَاع القَمل منْ رأسْ الإنسان وقتلهِ.
وصفِة الخَلْ
إنّ الخَلْ وبتجربة الكثيرين دواء فعّال للقضَاء على القمل نهائياً؛ إذ يُنصح بنقِع الشّعَر بالخَل لمدة 5دقائق، ويتّم استخدام هذه الطّريقة مرّة كل3 أيام.
وصفَة المَايونِيز
يمتلِك المايونيز القُدرة الكامِنّة لطَرد القمل منْ الشّعر، ويتّم استخدامه بوضِع كميّة منْ المايونيز في وعاء حسب كثافة الشّعَر، ومنْ ثم نقوم بدَهِن المايونيز على الشّعَر مع ضرورة وصولهِ لفروة الرّأس وجُذور الشّعر، ثم نقوم بتغطيّة الشّعر بغطاء بلاستيكي، ونتركهُ لمُدة ساعة ومنْ ثم نغسِلُهُ بالشّامبو.
وصفِة الزّعتر
يُعدْ الزّعتر مُضاداً قوياً للطُفيليات، ويتّم تحضير الخَلطَة بوضع 4أكواب منْ الماء وأربع أكواب منْ خلْ التُفاح ورُبع أوقية زعتَر، بعد تحضير هذه المُكونات نخلطُها جيداً ونقوم بتدّليك فروة الرّأس بهذا الخليط مع ضرورة الحِرْص على عدم وصول الخَليط للعينيْن، ويُترك لمُدة ساعة ومن ثُمّ نقوم بغسِل الشّعر بالشّامبو.
وصفة زيتْ الزّيتون
يُنصح الأطباء بدَهِن فروة الرّأس بزيت الزّيتون، وتغطيّة الشّعر بغِطاء بلاستيكي لمُدة3ساعات، وبذلك يتّم خنْق القمل والتخلُص منهُ.
بعض النّصائح لتفادِي وجود القَمل والتخلُص منهُ
- يجِب على منْ يقوم بوضِع أيْ خلطّة على شعرِه أنْ يستخدِم المِشْط الخاص بالقَمل بعد غسل الشّعر، ويُحضِر حولهُ قطعة قماش، ويبدأ بتمشيط شعرُه وسيرى القمل يتساقط مَيتاً نتيجة فعاليّة الوصفات المذكورة.
- يستوجِب من الأم التي اكتشفت وجود القَمل في رأسْ أحد أبنائها ألا تهتّم بابنها المُصاب فحسْب إنّما عليها الكَشْف على أبنائها جميعاً واحد تُلو الآخر وتفّقُد شعرُه، لتفادِي إصابتهُم بتواجد القمل في الشّعَر.
- ضرورة عزْل أغراض المُصَاب في مكان خاصْ به خِشيَة استخدام هذه الأغراض مِنْ قِبل ذويه وذلك يُعرّضهُم لانتقال العدوى بالإصابة بالقمل، وهذه الأغراض كالمَنشفَة الخاصّة، المِشْط، الشامبو، الكريم الخاص بالشّعر، قُبعّة الرّأس.
- غسل ملابِس المُصاب والأغراض الخاصّة بهِ بالصّابون أو مسحوق آخر قادر على قتلِ البِكتيريا.
- أنْ تقوم الأم بتوجِيه ابنها المُصاب بعدم استخدام أغراض غيرُه كي لا ينقِل العدوى لهم.
- ضرورة اتّبَاع حِميّة صِحيّة يلتزم بها أفراد البيت، وذلك بالاغتسَال بالصّابون القاتِل للبكتيريا، وتنظِيف سِجّاد المنزل، وتهويّة المنزل وفرشْ البيت.
- يجب تحلّي الأم بالصّبر حال علاج ابنها؛ لأنّ مسألة التّخلُص من القَمِل ليست مسألة يوم وليلة إنّما الأمر يتطّلب جُهد وأساليب وقاية لابُدّ من اتّباعِها لتفادِي تكاثُر القمل في رأسْ المُصاب، والقضاء عليهِ نِهائياً.
- لا يُسمح بتناول الأدويّة المُضادة للقمل إلا للشخص المُصاب، وليس منْ الصّحيح تناول الشّخص السّليم لهذه الأدويّة منْ باب الوقاية.
- أهميّة غسِل المِشْط الخاص بالقمل بماء ساخِن يومياً خِشيَة وجود قمل في أسنان المِشْط.
- يُطلَب منْ الأم أنْ تستخدِم الطّريقة اللّطيفة مع ابنها وقت تفتِيش شعرُه وألا تستخدِم العُنف، ويُفضّل أنْ تكشِف عن شعره في الأوقات التي يُتابِع فيها برنامجاً على التّلفاز.
- أنْ تقوم الأمْ بالتّعامُل مع ابنها المُصاب بسّريّة لكي تحفظ كرامتهُ وألا يخدُش أحداً مشاعرهُ، وفي أوقات الكشْف على شعرِه عليها أنْ تتجنّب وجود إخوانه.
- بعد اتّباع الطُرق الوقائية لِعلاج وجود القَمِل في الشّعر علينا تفقُّد الشّعر بين الحين والآخر والكشف عليه للتأكُد من خُلّوه منْ القمل تماماً.
ختاماً
إنّ مشكلة هذه الحشرة الضّارة باتت تُهدِد الكثير من الأشخاص سواء كان الشّخص نظيف أو قليل الاهتمام بنفسِهِ، وذلك لإمكانيّة انتشار القمِل بواسطة العدوى؛ لذا جِئنا لكم بحُلول كثيرة للقضاء على القلق داخِلكم، وعلى القمل المُهدّد لراحتكِم، ولكنْ هناك مسؤولية كبيرة تقَع على عاتِق وزارة الصحة والوحِدات الصّحية في المدارس والحضَانات والنّوادي بضرورة الالتزام بأساليب الوقاية الصّحيحة، ومُحاولة توفير طُرق الوقاية العِ