كنت صغيرة
كنتُ طفلة ..
لا تعي سوى ماحولها
أستقي من الحيآةِ كُلّ ماتُحبْ
و أرى الأشياء بعينيّ والديّ فقط
وأنمو وتبدأُ الألوانُ التي عرفتُها من حولي تتبدّل ..
وكلّما نمَوتُ أكثر ..
كلّما اختلَفتِ الحياة !
وزداد البَونُ بين ماكنتُ فيه وبين ما أراه
و اليوم ..
أُطلُّ من نافذتي
وأنا أحملُ على عاتِقي عددًا كبيرًا من السّنوات ..
أتأمّلُ مايجري خارِجًا
ولا أكادُ أُصدّقُ هذا الموجُ الذي يبتِلعُ كل من حوله ..
وليس ثمّة أحدٍ .. يعترض !
فأُغلقُها خَوفًا
أذهبُ سَريعًا أتفقّد مَن حَولي
وأكاد أرى أشخاصًا ماكانوا هُم يومًا !
الوجوهُ ذاتُها والأجسادُ خاوية
أتأمّلُني سريعًا
أتفقّد قلبي
وروحي التي تعلو وتهبط
كيفما تجري الرّياح
أُلقي نظرةً سريعة ،
على عباراتٍ وجُملٍ تكدّست على أرففِ غرفتي ..
وشهاداتٍ نِلْتُها على كلماتٍ قدّمْتُها يومًا
وحروفٍ إيمانّيّة وزّعتُها هُنا وهُناك
مانصيبي منها ؟
هل يُمكن أن أكون ممّن يَبتلِعَهُ المَوجُ يَومًا
أو يُغطّي نصْفَه .. بدل أن يكون يدًا في الإنقاذ !
الوقتُ يلتَهِمُني
والسّاعات تنفرطُ من يديّ
سريعًا ..
عليّ مراجعةَ خزانة ملابسي
محتويات أجهزتي
و حُروفي المُتناثرة هُنا وهُناك
وقبل ذلك كُلِّه قلبي ..