كم عدد حجات الرسول
- ١ عدد حجات الرسول
- ٢ لمحة تاريخية
- ٣ حج النبي في الجاهلية
- ٤ حج النبي بعد البعثة
عدد حجات الرسول
من المؤكّد للجميع أن النبيّ محمداً قد قام بأداء مناسك الحج من بعد نزول الآية الكريمة: “وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً”، كما أن الصحابة نقلوا عن النبي صفة حِجّته كاملة ليتعلم المسلمون صفة الحج بكل تفاصيلها، ولكن العديد من التساؤلات تدور حول عدد الحجات التي حجها الرسول في حياته، وهل حجّ الرسول قبل الإسلام أم حجّ بعد الإسلام فقط؟
وبعدَ اللجوء للعديد من المصادر التاريخية وخاصة كتب الفقه وكتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي التي تحدثت عن موضوع حج الرسول، يتضح أن هنالك شقيْن لسؤال عدد حجات الرسول بحسب الناحية التاريخية، الشق الأول متعلق بحج النبي قبل البعثة في أيام الجاهلية، والشقّ الثاني يتعلق بحج النبي من بعد البعثة، وهذا الشق ينقسم لمحورين أساسيين:
- المحور الأول: بعد بعثة النبي وتلقّيه الرسالة من الله.
- المحور الثاني: وهو من بعد هجرة النبي للمدينة المنورة.
وقد نقلتْ الكثير من المصادر معلوماتٍ فيما يتعلق بالمرحلة التي من بعد بعثة النبي، وبشكل خاص من بعد هجرته للمدينة، ولم تتواجد أي معلومات عن الفترة السابقة للبعثة.
لمحة تاريخية
الحجّ من أشكال التعبد التي كانت معروفة منذ القدم ومنذ عهد النبي إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، ومازالت هذه الفريضة موجودة حتى في الإسلام، ولكن هنالك فروق كبيرة في تفاصيل هذه العبادة، ومن المعروف عن النبي محمد أنه كان يتبع دين النبي إبراهيم مثل قومه قبل نزول الوحي عليه.
فقد قيل إنّه حج قبل الوحي مثل قومهِ كما قال القرطبي في تفسيره: “كان الحجُّ معلوماً عند العرب مشهوراً لديهم، وكان مما يرغب فيه لأسواقها وتبررها وتحنفها -أي الطاعة والعبادة-، فلما جاء الإسلام خوطِبوا بما علموا، وألزموا بما عرفوا، وقد حج النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل حجّ الفرض، وقد وقف بعرفة ولم يغير من شرع إبراهيم ما غيروا حين كانت قريش تقف بالمشعر الحرام، ويقولون: نحن أهل الحرم فلا نخرج منه، ونحن الحمس -المتشددون في الدين-“، وهذا يدل على أن النبي حج في البيت الحرام قبل البعثة كما فعل قومه، ولكن لم يعلم عدد المرات تحديداً، كما أنه حَجّ بعد البعثة وخاصة بعد الهجرة.
حج النبي في الجاهلية
ذكرت العديد من المصادر أن النبي قد حج البيت لمرات عديدة في الجاهلية، فقد كان قومه معتادين على تكرار الحج بشكل دائم، وكانوا يتفاخرون بمزاياهم التي جعلتهم أهل مكة والتي تمكنهم من الحج بسهولة ويسر بدون عناء السفر والتنقل مثل من يضطر للسفر مسافات بعيدة ليقوم بالحج، ولم تذكرْ أيٌّ من المصادر عدداً واضحاً للمرات التي حج فيها النبي في الجاهلية، ولكنّ فعله للحجّ كان مؤكداً.
حج النبي بعد البعثة
وتُقسمُ إلى مرحلتين:
- مرحلة ما قبل الهجرة، التي ما زال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها يقيم في مكة، لكنه قد تلقى الوحي ونزلت عليه رسالة الله.
- مرحلة ما بعد الهجرة، التي قد استقر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة.
واتفقت المصادر على أنّ النبيّ قد قام بفريضة الحجّ من بعد نزول الآية التي فرضت الحجَّ على المسلمين لمرة واحدة في العمر على الأقل، وذكر أن هذه الآية قد نزلت في العام السادس أو التاسع للهجرة، كما تأكد بأن النبيّ من بعد الهجرة لم يحجَّ سوى حجة واحدة عرفت بحجة الوداع، وقد قام بها في السنة العاشرة هجرية، وفي حجته ودّع الناس من بعد أن علمهم كل تعاليم الدين الحنيف ولم يحجّ بعدها.
وبذلك يكون النبيّ قد حج حجة واحدة من بعد هجرته للمدينة، وقيل إنّه حج حِجتيْن من قبل أن يهاجر ليكون مجموع ما حجّه النبي من بعد نزول الوحي ثلاث حجّات كما قال جماعة من أهل العلم بالسير والأثر: “أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يحجّ في الإسلام إلا ثلاث حجات: اثنتان بمكة، وواحدة بعد فرض الحج عليه من المدينة”.