كلام جميل عن الصدق و الصراحه , كلمات عن الشخص الصادق والصريح
والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ
وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ
جهنمياً ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ
وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه
وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي
طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ.
خالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ
لا تكنْ كلباً على الناسِ يهرْ
والقهمْ منكَ ببشرٍ ثم صنْ
عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ.
إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ.
هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ
وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ
وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ
وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ.
فلم أجدِ الأخلاقَ إِلا تخلقاً
ولم أجدِ الأفضالَ إِلا تَفَضُّلا.
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه
فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ.
حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْبه
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ.
إِذا بيئةُ الإِنسانِ يوماً تغيَّرَتْ
فأخلاقُه طِبْقاً لها تتغيرُ.
لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما إن قد حشى قلبي مودات.
وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ
وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ
كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ.
أنا ذلك البدوّي عرضي أمّة
ومكارم الأخلاق وشمُ جبيني
غنيت والنيران تعصف في دمي
عصف اليقين بداجيات ظنون.
ألا إنَّ أخلاقَ الرجالِ وَإنْ نمتْ
فأربعة ٌ منها تفوقُ على الكلَّ
وَقَارٌ بِلاَ كِبْرٍ، وَصَفْحٌ بِلاَ أَذىً
وَجُودٌ بِلاَ مَنٍّ، وَحِلْمٌ بِلاَ ذُلِّ.
قد يحوزُ الإِنسانُ علماً وفَهْماً
وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي
ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ
خوفُ أصحابِها من النقادِ
وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ
عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ.
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها
فإنهم، عند سوء الطبع، أسواء
أو كان كلّ بني حَوّاءَ يُشبهني
فبئسَ ماولدت في الخلق حَوّاءُ
بُعدي من النّاس برءٌ من سقَامِهمُ
وقربُهم، للحِجى والدين، أدواءُ
كالبيت أُفرد، لا أيطاءَ يدركه
ولا سناد، ولا في اللفظِ إقواءُ
نوديتَ، ألويتَ، فانزل، لا يراد أتى
سَيري لِوى الرمل، بل للنبت إلواء
وذاك أنّ سواد الفَود غيّره
في غرّة من بياض الشيب، أضواء
إذا نجوم قتيرٍ في الدّجى طلعت
فللجفون، من الإشفاق، أنواءُ.
والمرء بالأخلاق يسمو ذكره
وبها يفضل في الورى ويوقر.
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سُقيت بماء المكرمات
فكيف تضن بالأبناء خيراً
إذا نشأوا بحضن السافلات.
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم.
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده
وَشِدَّةَ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ.
من جميل الشعر في الأخلاق، اخترنا لكم ما يأتي:
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا
تسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ.
وإن بُليت بشخص لا خلاق له
فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ.
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً
أضر له من شتمه حين يشتم.
وما شيء اذا فكرت فيه
بأذهب للمروءة والجمالٍ.
من الكذب الذي لاخير فيه
وأبعد بالبهاء من الرجالٍ.
عليك بالصدق ولو أنه
أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ.
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى
من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ.
ورُبَّ قبيحة ما حال بيني
وبين ركوبها إلا الحياءُ.
فكان هو الدواء لها ولكن
إذا ذهب الحياء فلا دواءُ.
اذا لم تصن عِرضاً ولم تخش خالقاً
وتستحِ مخلوقاً فما شئت فاصنعِ.
وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه
رفيعاً وعند العالمين وضيعُ.
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيعُ.
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه
على طبقات الجو وهو وضيعُ.